لمْسن، ودُكْ آ السْطل رفع الترجي التونسيبرادس كأس إفريقيا وسط هتاف الجماهير التونسية وصدمة الجماهير المغربية. كانت صدمة المغاربة كبيرة لأن فريق الترجي لم يكن بتلك القوة المتوقعة، إذ كان حذرا خائفا مترددا وشاكّا في إمكاناته، ولأن فريق الوداد الرياضي كان بإمكانه أن يفوز. فمباشرة بعد أول تدخل رائع للحارس الشاب ياسين بونو سرت الطمأنينة في نفوس المشجعين، وجعلتهم يتابعون المباراة وكلهم ثقة في قدرة اللاعبين على تحقيق إنجاز تاريخي برادس... إلا أن النهاية كانت حزينة. ليس بسبب قوة الترجي أو ضعف الوداد، وإنما بسبب بضعة أفراد لا أحد يعرف كيف يفكرون. عرفتك، عينيك في مراد لمسن؟ إيه، مثلا داك لمسن مالو؟ أصاحبي ملّي كان زوفري كان ضريّف بزاف، وغير تزوّج وهو يقْباح. اعتبر مدرب الوداد أن طرد لمسن كان سببا مباشرا في خسارة الوداد لأنها منعت الفريق من تطوير الأداء الهجومي المفترض في الشوط الثاني. لقد كان مثيرا للإستغراب الطريقة الساذجة التي خرج بها لمسن، لا يعرف أحد في ماذا كان يفكر الرجل في تلك اللحظة؟ كيف للاعب عاقل وفي كامل وعيه أن يقفز من مكانه مثل المجنون في الهواء بعيدا في منتصف الملعب وبعيدا عن الكرة، ثم ينقض على مهاجم بريء ويعتدي عليه بدون كرة؟ ياك لا باس؟ والمثير أكثر أن لمسن ساء أداؤه في المباريات الأخيرة، إذ أن هذه هي فعلته الثانية في أقل من شهر بعدما سبق أن طرد في مباراة الفتح الرباطي باعتداء ساذج أيضا. لقد كان لمسن رمزا للحمائم داخل القلعة الحمراء، كان على الدوام عاقلا ورزينا. يغضب اللاعبون ويحتجون، وهو لا يغضب ولا يحتج. كان هادئ الأعصاب، رائق البال سواء لعب رسميا أو احتياطيا. فما الذي حدث؟ لقد جرت العادة أن زواج اللاعب يساهم في استقرار، ويجعله أكثر ثباتا، إلا أن بّا لمسن حْتى تزوّج عاد بْغا يفوّج. حشوما عليه، الوداديين داروا فيه الثقة وخْوا بيهم. ماشي غير هو، كاين حتى المساسي ولكحل... إيوا؟ ودوكاستل؟ هاداك سميتو «دُكْ آ السْطل»، حيت غير بارك ويدُك التيران بالمدافعين. صار المدرب ميشيل دوكاستل على مرمى النيران الودادية، إذ كشفت مباراتا النهائي أمام الترجي التونسي أن مهمته تنتهي فعليا مباشرة مع انطلاق صفارة الحكم، حيث يدخل بعدها في غيبوبة طويلة لا يوقظه منها إلا الجيلالي فاضل في الدقائق الأخيرة. كل من تابعوا مباراة رادس تحولوا إلى مدربين يملكون مفاتيح الفوز، من التلفزة بانت ليهم التّرْعة، لكنهم لا يملكون القدرة على فعل شيء. فكادوا يفقدون عقولهم وهم يرون مدربا يبحث عن الفوز مصرا على دكّ الملعب بمقاتلين تاركا لكحل بدون روح يستهلك دقائق المباراة، وأونداما يقاتل وحيدا في جبهة الهجوم محتاجا إلى أنيس من نوع يوسف القديوي المجمد على كرسي البدلاء. يرون المساسي يكرم ضيوفه في الجهة اليسرى اللي جا يدوز، فيما يونس المنقاري المعروف يقسوته يأكل أصابعه من الغدايد. ويرون الرامي المتثاقل يجر رجليه من الألم فيما يجلس باسكال بكامل جاهزيته منتظرا نظرة حنان من ميشيل. هل هي بداية نهاية شهر العسل بين المدرب السويسري وجماهير الوداد؟ أجي، قال ليك هاداك الممثل جواد العلمي دْوي على الجمهور ديال الوداد اللي تكرفس عليه البوليس ديال تونس. صافي، قول ليه راه الصحافة دوات والحكومة ديالنا حتى هي. المهم داك الشي كان درس مفيد للجماهير البيضاوية. كيفاش؟ باش يعرفوا بلي البوليس ديالنا واخا هُكّاك، والله حتى محترم. نافذة من التلفزة بانت ليهم التّرْعة منير باهي