ربع قرن كثير هم المدربون الذين ارتبط إسمهم بالأندية، وكأني بهؤلاء قد ارتبطوا وجدانيا مع هذه الأندية، والأكيد أن أبرز هذه الأسماء يبقى الفرنسي غي رو الذي ارتبط اسمه بفريق أوكسير الفرنسي حيث دربه أكثر من أربعين سنة كانت حافلة بالأحداث السعيدة والحزينة، ناهيك أنه الرجل كان مؤطرا بكل ما تحمله الكلمة، حيث استطاع تكوين العديد من النجوم الفرنسية التي تألقت سواء مع المنتخب الفرنسي أو بالأندية الأوروبية، وذلك قبل أن يسدل الستار على مساره عام 2005. ويبقى أيضا المدرب الأسكتلندي أليكس فيرغسون واحدا من المدربين الذين طبعوا وما زالوا يطبعون الساحة التدريبية العالمية، حيث ارتبط إسم هذا المدرب مع مانشستر يونايتد، إذ يتأهب ليبلغ فترة ربع قرن من تدريب فريق الشياطين الحمر في السادس من شهر نونبر القادم، حيث انطلق مساره التدريبي مع المانيو في عام 1986 ومنذئد لم يغير هذا الفريق جلده التقني، لذلك ما يفرق فيرغسون عن غي رو أن الأول تمكن من المكوث طويلا تحت سقف فريق كبير ووازن وله قيمة أوروبية كبيرة مقارنة بأوكسير الفرنسي، والأكيد أن هذا المسار لم يكن ليمر دون أن يكون مدججا بالألقاب الغالية التي تزين خزانة الفريق الإنجليزي، حيث يبقى هذا المدرب العجوز من بين أكثر المدربين المتوجين بمختلف الألقاب، حيث يحلم أي مدرب أن يحقق ما حققه فيرغسون من مسار ناجح. لذلك نتساءل مالذي جعل مثل هؤلاء المدربين يعمرون كل هذه السنوات تحث سقف فريق، وما الذي أيضا يجعل مسيري هذه الأندية تتشبث بهؤلاء المدربين، رغم أن ومثل كل المدربين مروا بفترات فراغ وخرجوا خاويي الوفاض في العديد من المواسم، لكن ذلك لم يمنعهم من البقاء داخل أنديتهم، لذلك سنرفع القبعة لمسيري هذه الأندية وثانيا للمدربين.. المسيرون لأنهم آمنوا بالعمل الذي يقوم به المدرب، وآمنوا أيضا بالإستقرار الذي يعتبر أيضا أحد أهم أسباب النجاح بدل المراهنة على التغيير الذي أكد في العديد من التجارب أن الفريق لا يجني من ورائه إلا الفشل.. المدرب لأنه تسلح بالعزيمة والحماس والإيمان بقدراته، إذ لا يمكن أن تمر كل هذه السنوات دون أن يتعرض للضغوطات والإنتقادات، لكن المدرب الناجح هو الذي لا يستسلم، ولعمري إنه الشيء الذي يميز أليكس فيرغسون الذي ما زال يقود المانشستر بيد من حديد، والأكثر من هذا أنه أكد مؤخرا عزمه مواصلة مساره الأربع سنوات تحث سقف المانشستر، وبذك لم تنل منه طواحين الزمن ولم يغتر بالألقاب التي حقق ولا بالمال الذي جنى، بل إنه حب المهنة هو الذي جعله يذوب كل ما من شأنه أن يهد حماسه من أجل استمراره في المجال التدريبي بكل صعوباته والضغوطات التي يتحمل وكذا الصداع الذي يميز هذه المهنة سواء في الحصص التدريبيبة أو في المباريات. كان بإمكان فيرغسون أن يسدل الستار قبل سنوات على مشواره التدريبي بعد أن حقق كل شيء، الألقاب والمال وبعد أن بلغ أيضا من العمر عتيا، لكنها العزيمة الي تحقق المزيد، لذلك فالمدرب مثل اللاعب يبقى دائما بحاجة إلى ذلك الحماس، إلا أن ما يميز عمل المدرب هو أن عمره التدريبي لا حصر له قد يطول أو يقصر قياسا بإرادة المدرب وطموحاته.. وقد يكون فيرغسون قد قدم درسا بليغا لكل المدربين، حيث ما زال يواصل عمله بنفس الحماس والرغبة في تحقيق المزيد، فهو إن كان يطرق باب ربع قرن من الزمن في تدريب المانشستر وأكد أنه ما زالت أمامه أربع سنوات، فمن يدري قد يواصل مقامه بعد أن يمضي السنوات الأربع لأنه فيرغسون المدرب المجتهد الذي لا يعرف معنى الإستسلام أو الغرور.