قهوة العفاريت هي مقهى صغيرة جدا ومظلمة وغريبة، كانت مخصصة لنوع معين من الزبائن من أصحاب التيرسي والكارطا والسوابق العدلية.. إجتهد صاحبها في بطاقة الجزيرة الرياضية المقرصنة مساء الجمعة واستعد لاستقبال جمهور كرة القدم، لكن لم تكن هناك أماكن كافية للزبائن الجدد، ولم تكن شاغرة إلا كراس قليلة، أما باقي الكراسي فهي محتلة منذ الصباح من طرف الزبائن الإعتياديين اللي ما عندهمش أصلا مع الكرة. هذه المقهى فيها بارمان واحد مبوّق مزيان يعد القهوة والشاي من وراء كونطوار ديال لاموزيك، وخلفه لافتة كبيرة كُتب عليها «ممنوع تدخين المخدرات» فوق صورة ضخمة لبوب مالي شاد جْوان، وفيها أيضا نادل واحد الذي هو البارمان نفسه، يعني جوج في واحد، فحين تأخرت طلبات الزبائن الجدد كثيرا، إحتج بعضهم على النادل، أجابهم بأنه ما عندو ما يدير، راه خدام غير بوحدو، وحين طلبوا منه أن ينادي على الباطرون مول القهوة ليتحدثوا إليه، قال لهم: «أنا هو الباطرون مول القهوة، آش حب الخاطر؟» هادي قهوة ديال العفاريت.. واش هوما بعدا وداديين أو لا رجاويين؟ قلنا ليك هاد المواطنين عندهم غير مع الكارطة والخيل، ما عندهمش مع الكورة، يعني ما هوما رجاويين ما هوما وداديين. ولكن واخا ما عندهمش مع الكورة، غادين يكونوا فرحوا مزيان من ورا الماتش؟ بالعكس، النص تكمّد والنص لاخر قلب الطوابل. مباشرة بعد نهاية مباراة الأهلي المصري والترجي التونسي، أصيب بعض هؤلاء المواطنين بالصدمة والحزن الشديد، لم يجدوا ما يقولونه لبعضهم البعض، تبادلوا نظرات زائغة حزينة وانعقدت ألسنهم، حيث لم يتوقعوا أن يقصى الفريق الأحمر بهذا الشكل المحزن، طبعا الأمر لا يتعلق بالفريق الأحمر المغربي، بل هم حزينون على مصير الفريق الأحمر المصري الذي كانوا يتمنون لو يفوز على الترجي التونسي حتى يتأهل، ليس كرها للوداد الرياضي حاشا بل حبا في الأهلي المصري، هم أحبوا المصريين بعد نجاحهم في إسقاط حسني مبارك، وتمنوا لو ينتصر المصريون حتى لا يقال لهم: «غير مشى عليكم مبارك ضربكم الخلا»، لذا لم يفرحوا أبدا بتأهل وداد الأمة إلى نصف النهاية لمقابلة كبار إفريقيا، وكان حزنهم أقوى. كما انتابت بعضهم نوبة غضب هستيرية بعد نهاية مباراة الوداد والمولودية الجزائرية، فبدأوا يسبون دوكاسطيل، ويلعنون اللاعبين ومن يشجعهم، ويكسرون الكيسان ديال أتاي وشي قراعي خاويين ديال المونادا، علاش؟ لأن الوداد جلبت لهم العار بهزيمتها أمام الجزائريين بالثلاثة، ولأنهم لم يريدوا أن تستعيد الجزائر شرفها على حساب شرف الوداد، والله حتى عفاريت هادو، لم يكن خبر التأهل إلى نصف نهاية عصبة الأبطال كافيا ليجعلهم يهنئون الوداد وجماهيرها بهذا الإنجاز الكبير، ولم يكن نيل 500 مليون كافيا ليجعلهم يهنئون أكرم ومكتبه، رغم أنهم النهار كلو وهوما تابعين السوطة والخيل على قبل 100 درهم. شوف، المغاربة كاملين فرحانين بالوداد، واش أنت غادي تدّيها على شوية ديال العفاريت؟ واحد فيهم قال ليك: «الله يخلف على التوانسة برْشا». وهادا ودادي ولا رجاوي؟ لا، هادا غير قوّاس وصافي. نافذة قال ليك: «الله يخلف على التوانسة برْشا»