لم يتمكن الرجاء البيضاوي من طرد النحس الذي ظل يطارده، وعجز عن صيانة مكسب صغير كاد أن يخلصه لبعض الوقت من مسلسل الإخفاقات الذي لازمه منذ بداية الموسم الرياضي الحالي، واكتفى بالتعادل هدف لمثله في مباراة لم تقدم فنيا ما يؤهلها لحمل لقب القمة المؤجلة. وكان الفريق الرجاوي سباقا للتسجيل بواسطة هفوة دفاعية قبل انتهاء الجولة الأولى بدقائق عبر تسديدة للاعب الصواري غير اتجاهها مدافع فاسي، بينما سجل الزوار هدف التعادل من خطإ فادح للحارس الجرموني في بداية الجولة الثانية، كانت كافية لاستبدال فرحة الرجاويين بحزن كرس النزيف وأكد أن لعنة حقيقية تطارد النسور الذين ما زالوا يبحثون عن أول منحة انتصار. وخلافا لكل التوقعات التي جعلت من المباراة قمة لا يجادل في قوتها إثنان، فإن الدقائق الأولى من المواجهة جاءت على غير عادة مباريات الفريقين هادئة، وكأن لاعبي الفريقين في أمس الحاجة لفترة جس نبض تكفي للإستئناس بأجواء المباراة. في ظل المتناقضات التي عرفتها المباراة، كان من البديهي أن تختلف مطامح كل فريق، فالرجاء الباحث عن إنتعاشة لا تتأتى إلا عبر انتصار، والماص يسعى إلى تزكية خطه التصاعدي والتأكيد على عودته القوية إلى دائرة التنافس بعد أن كان مجرد منشط للبطولة لسنوات. وحاول جريندو من خلال نهج تكتيكي لا يختلف كثيرا عن خطة سابقه بلاتشي، أي عبر خطة 433 إلى فتح الشهية الهجومية للاعبيه، والدفع باللاعبين إلى الثقة في مؤهلاتهم كي يستعيد الفريق الأخضر توازنه خاصة النفسي، وإلى جانب المدرب لعب الجمهور دورا كبيرا في تلطيف الأجواء ولم يتوقف عن مؤازرة لاعبيه بنفس حماس الجمهور الذي رافق الماص إلى الدارالبيضاء. وعن الجانب الفاسي لم يكن نمور فاس في حاجة إلى دفعة نفسية، ما دامت النتائج المحصل عليها على الواجهتين المحلية والإفريقية تشكل قوة دفع حقيقية، حاول مدرب الرجاء التصدي لها بإشراك لاعبيه الجدد الذين استقدمهم في الأيام الأخيرة للانتقالاتالصيفية وخاصة الثلاثي عبد الحق ايت العريف لاعب الوداد والحسن يوسوفو لاعب منتخب النيجر وحسام الدين الصهاجي القادم من آسفي، بينما سجل الفريق الأخضر غياب المدافع إسماعيل بلمعلم بسبب الإصابة، فيما كون محمد أولحاج ثنائيا مع أمين الرباطي. ركز المدرب رشيد الطوسي على الإنسجام الحاصل بين لاعبيه وعلى الرغبة في الإنتصار التي تولدت للنمور من جراء توالي الإستحقاقات، واعتمد على خطة 442 التي فضل رشيد تنشيطها حسب مواقف المواجهة، لا سيما وأن مجموعته توجد في أفضل حالاتها بالرغم من وجود غيابات مؤثرة في صفوف الفريق الفاسي، خاصة المالي موسى تيغانا وعبد الهادي حلحول وابراهيم الجوباري بسبب الإصابة، بينما لم يستكمل الفريق إجراءات ضم لاعبه الجديد شكيب بنزوكان القادم من ليفسكي صوفيا البلغاري، والذي تابع المباراة من المدرجات.. بالمقابل إعتمد الطوسي على خدمات لاعبيه الجدد كالبرازيلي لويس جيفرسون وعبد المولى برابح القادم من الرجاء في إطار صفقة تبادل إنتقل بموجبها إدريس بلعامري إلى الرجاء دون أن يشركه جريندو في هذه المباراة لعدم جاهزيته. ولم تعرف المباراة محاولات عديدة للتسجيل، إذ كانت أغلب المحاولات أسيرة وسط الميدان الذي سيطر عليه الفاسيون، بينما إنتابت لاعبي الرجاء خاصة في الجولة الثانية حالة من التذمر والإستياء، وكأنهم شعروا بسحب البساط من تحت أقدامهم. إنتهت مباراة بطل الموسم الرياضي الرجاء ووصيفه المغرب الفاسي بالتعادل، لكنه ليس من قبيل تعادل بلا غالب ولا مغلوب، بل بطعم الإنكسار لدى الرجاويين.