كوكب لخلج يتحسر جمهور الكوكب المراكشي على ما آل إليه وضع الفريق في السنوات الأخيرة وهو الذي كان من بين الأندية التي صالت وجالت في البطولة الوطنية، والأكيد أنه دفع ثمن ما عاشه من اهتزازات غاليا عندما سقط إلى القسم الثاني، قسم من دون شك لا يوازي قيمة هذا الفريق وإسم مدينة لها طابعها الخاص على المستوى الدولي وكذا ما تحفل به من إمكانيات ورجالات.. وكان من العبث أن لا يعرف الكوكب المراكشي كيف يتخلص من مشاكله ومتاعبه، ولو أن التجربة في الواقع علمتنا أن الفرق عندما تُسقط مع أبنائها وأصحابها فالأكيد أنه يستحيل إيجاد الحلول الكفيلة لإعادة هيبة الفريق رغم ما كان يطلع به الفريق من حلول تبقى وهمية وترقيعية، إذ سرعان ما تعود ريما لعادتها القديمة ليتخبط فارس النخيل في وحل المشاكل، واليوم الفريق المراكشي بتاريخه وأنفته يجد نفسه يمارس في قسم المظاليم. لكن كما يقال رب ضارة نافعة، فالكوكب إن هو اليوم يجد نفسه بالقسم الثاني وعاش مطبات كثيرة ونالت منه المشاكل الداخلية، فإن ذلك مكنه من مراجعة أوراقه والتأمل في هذا الذي ُيقوض أحلامة ويؤثر على مساره، إذ كلما حاول النهوض والجري إلى الأمام إلا وتعرض لضربة من الوراء تعيده للسقوط على الأرض، مع الأسف كان هذا هو حال الكوكب المراكشي منذ سنوات. اليوم وجد فارس النخيل نفسه مجبرا ليعيد ترتيب بيته، والأكثر من هذا أن يستنجد بأحد أبنائه الذين أبصروا النور الكروي بهذا الفريق قبل أن يدخل عالم الإحتراف بامتياز في مسار ناجح بكل المقاييس، وكما يقال إن أهل مكة أدرى بشعابها، فإن الطاهر لخلج وهو يدخل كهوف وأغوار الكوكب وجد به مجموعة من الفخاخ والمتاريس المطالب بالقفز عليها، وجد مجموعة من المشاكل التقنية والمالية التي يشكو منها فارس النخيل، بيد أن حب لخلج لهذا الفريق وإيمانه بأن لا شيء يهون أمام العزيمة والنية الحسنة جعله يتسلح بالعزيمة والإيمان ليدخل هذه المغامرة الصعبة. وجد الطاهر لخلج نفسه وهو يقبض على مهمته الجديدة وأن أشياء عدة يجب أن يعاد فيها النظر، إن لم نقل أنه وجد فريقا يحتضر، بدليل أن رجالاته رفضت الإلتحاق به وإنقاذه من كارثة قد تكون أعظم من النزول إلى الدرجة الثانية. نعرف أن الطاهر لخلج تشبع بأصول الإحتراف وكانت له تجارب كبيرة في البرتغال وإنجلترا ومع المنتخب المغربي، وهو بذلك يحلم أن يرى الكوكب المراكشي بذات الإحترافية والتنظيم، وإن كنت أدرك أن الطاهر لخلج عاش نوعا ما الإحتراف بالمغرب قبل دخول التجارب الأوروبية، ما دام أن الفترة التي لعب فيها مع الكوكب المراكشي اعبرت فترة زاهية وكان وقتها الفريق المراكشي من الأندية التي كان يضرب بها المثال في التنظيم والإحترافية، وقتها كان الكوكب يعيش تحت رحمة رجال كانت تهمهم مصلحة مراكش قبل كل شيء. اليوم أيضا يصارع الطاهر لخلج بمعية المكتب المديري ووالي جهة مراكش على عدة واجهات، التقني المالي التنظيم والبشري، وهَم كل هذه الأطراف أن يعود الكوكب للإشعاع من جديد، هي إذن مسؤولية تحملها الطاهر لخلج، وهي على صعوبتها لأن الكوكب ينتظره الشيء الكثير ليعود إلى الواجهة التي يحلم بها الجمهور المراكشي، لكن وكما يقال فاليد الواحدة لا تكفي، إذ أن هؤلاء الرجال الذين تحملوا مسؤولية القبض على جمرة الكوكب المراكشي هم بحاجة إلى المساندة من رجالات المدينة، لأننا ندرك أن هناك من لا تهمه مصلحة الكوكب وأن الحسابات الشخصية كثيرا ما هدمت مجموعة من الأندية وكسرت همة رجالا كانت غايتهم هو إنقاذ الأندية ومساندتها، لذلك يبقى الطاهر لخلج من الأشخاص الذي يبقى همه هو إعادة الكوكب إلى الواجهة، وواحدا من الأشخاص الذين هم بحاجة إلى الدعم والتشجيع، وهنا أقصد بالدعم الإبتعاد عن التشويش، لأن أكثر ما يهدم مشاريع الأندية هي النيات السيئة والحروب الخفية والحسابات الشخصية، فلنترك كوكب لخلج يسير هادئا في مشاريعه في الطريق الذي يرسم والله ولي التوفيق.