ماذا ينتظر العربي بالهلال؟ كانت الفرصة أمام يوسف العرابي ليجري أول مباراة له كأساسي مع المنتخب المغربي، حيث استغل غياب مروان الشماخ ليتذوق حلاوة الرسمية مع الأسود، وبرغم أن الإختبار لم يكن سهلا والمسؤولية كانت صعبة، لأنه كان على العرابي أن يكرس أولا ما قدمه في الموسم الماضي من مستويات جيدة مع فريقه كاين، وثانيا أن يؤكد أنه أهل لحمل القميص الوطني سواء كلاعب احتياطي أو رسمي، خاصة أن يوسف العرابي يملك مكانة خاصة في قلوب الجماهير المغربية، كلاعب صبور ومواظب على حضور المباريات مع الأسود دون أن يمل من الإحتياط الذي طارده منذ أن وطأت قدماه عرين الأسود. لكن برأيي كانت هناك مسؤولية أخرى تنتظر يوسف العرابي في هذه المبارة، وتمثلت فيما أصبح يلقاه هناك في الجهة الأخرى بالخليج وبالضبط في السعودية من متابعة وانتقادات اعتُبرت برأيي مبكرة للحكم على أداء يوسف العرابي مع الهلال السعودي من خلال المباريات الودية، كان العرابي من جانب آخر تحت ضغط المسؤولية للرد على هؤلاء المشككين، وهو رد برأيي كان شافيا وكافيا لأنه داخل قرارة نفسه يكون العرابي تمنى لو يكون هؤلاء الذين إنتقدوه وشككوا في قدراته أن يشاهدوا المستوى الذي ظهر به أمام السنيغال وكذا الهدف الذي سجله وبأي طريقة. العرابي كما نعرف لاعب موهوب ولم يكن من محض الصدفة أن يلعب في البطولة الفرنسية وأيدون إسمه كثالث في قائمة الهدافين، وعندما إختار وجهة الخليج يكون قد دخل مغامرة جيدة مخالفة عن تلك التي عاشها في فرنسا، جديدة على مستوى الحياة اليومية والثقافة والتدريب وأسلوب الكرة والأكثر من هذا الضغط، نعم إنه الضغط وهنا مؤكد أن الضغط سيكون أكثر عليه في السعودية مما كان عليه في فرنسا رغم الفوارق الفنية بين البطولتين. وقد يساورنا السؤال حول لماذا الضغط سيكون أقوى والمسؤولية صعبة في السعودية، وهنا سنجيب بكل بساطة أن اللاعب العربي الذي ينتقل للمارسة في البطولة السعودية خاصة وكما أكدت إذا كان يحمل الهوية العربية وانتقل بمبلغ مالي كبير مثلما كان الحال مع العرابي فإنه غالبا ما يكون أكثر متابعة وترقب من الآخرين، الجمهور ينتظر منه الشيء الكثير، أن يدافع ويهاجم ويسجل، بل يتحمل مسؤولية الخسارة وهو أول من يتداول إسمه عند أزمات الفريق التقنية، يتداول إسمه كما يتداول الرقم الذي وقع به مع الفريق لذلك لا نشك أن يوسف العرابي سيعيش هذا المطب، سيعيش فصولا من الضغوطات التي لا حصر لها من جماهير الهلال والصحافة السعودية لمجرد أنه وقع بمبلغ كبير، على العرابي أن يكون متأكدا أن عليه أن يسجل الأهداف، أن يقود فريقه إلى الإنتصارات وأن يستأسد مثلما كان الحال عليه مع كاين.. في السعودية لا يعرفون معنى أن اللاعب يمر من فترة فراغ أو أن معنوياته مهزوزة لأنه سيتعامل في محيط مغاير وبعقليات أخرى، في السعودية على العرابي أن يسجل وأن ينسي الجمهور في لاعبهم المدلل ياسر القحطاني الذي إنتقل معارا إلى العين الإماراتي. نتذكر عندما إنتقل صلاح الدين بصير إلى الهلال السعودي ولعب لهذا الفريق لم يكن يلقى الإجماع من طرف الجماهير ووسائل الإعلام رغم المستويات التي كان يقدمها والمجهود الذي كان يقوم به، إذ من بين الإنتقادات الواهية التي تعرض لها أنه كان في رأيهم يسجل كثيرا مع المنتخب المغربي ويسجل قليلا مع الهلال. لذلك نتمنى أن ينجح يوسف العرابي في تجربته الجديدة وأن لا تفشل مثلما كانت مع بعض اللاعبين الذين تأثروا سلبا بهذه التجربة لأنهم لم يتحملوا الضغوطات.. إننا نثق في إمكانيات هذا المهاجم الفذ ونعرف أنه لاعب موهوب، لكننا لا نثق في أجواء الهلال التي لن تكون رحيمة بالعرابي، لذلك نخشى أن يأتي الوقت الذي نتمنى فيه أن يضطر العرابي ليتحول لماكينة من الأهداف لتسكت أفواه من يعدون العدة وينتظرون الفرصة لجلد العرابي بسياط النقد.