هل أسودنا جاهزون لمواجهة الثعالب؟ مع اقتراب القمة المغاربية المرتقبة بين المنتخب المغربي ونظيره الجزائري تطرح مجموعة من علامات الإستفهام حول مدى جاهزية لاعبينا لهذا الحوار الناري والحاسم، والأكيد أن الجمهور المغربي يمني النفس أن يكون جميع اللاعبين حاضرين وفي قمة عطائهم، حيث تبقى الجاهزية هي أهم شيء يتمنى المدرب البلجيكي إيريك غيرتس أن تكون في نسبة عالية، فهل أسودنا في قمة عطائهم قبل مواجهة الثعالب؟ العد العكسي بدأ أكيد أن الجمهور المغربي ينتظر الحدث القاري الكبير عن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، بين المغرب والجزائر في الرابع من يونيو القادم، وما يجعل هذه المباراة أكثر صعوبة أن كلا المنتخبين سيضعان كافة أسلحتهما من أجل تفادي أي نتيجة سلبية، وإن كان المعني الأكثر هو المنتخب المغربي صاحب الأرض والجمهور والمطالب برد دين خسارة الذهاب وإنعاش حظوظ النهائيات. ومنذ فترة بدأ الإعداد لهذه المباراة القوية على جميع المستويات، ومن دون شك يبقى الشغل الشاغل للمدربين إيريك غيرتس وعبدالحق بنشيخة هو إعداد اللاعبين وتجهيزهم للمباراة، لذلك يبقى العامل التنافسي أحد أهم الأشياء التي سيعتمد عليه المدربان خلال اختياراتهما وأن تكون نسبة الجاهزية عالية لدى اللاعبين. الحراسة بين الإرتياح والقلق أكيد أنه يخالجنا نوع من الإطمئنان على حراسة المرمى، حيث تبقى أحد المراكز التي نعتبرها نفطة ارتياح وطمأنينة نظير المستوى الذي يقدمه نادر لمياغري خلال الفترة الأخيرة، وأكد أنه بلغ درجة عالية من النضج، بدليل المستوى الذي أبان عليه في المباراة الأخيرة أمام مازيمبي الكونغولي، وهذا دليل على أنه جاهز للنزال القوي أمام الجزائر. وبين الإرتياح والإطمئنان على العروض الطيبة التي يقدمها نادر لمياغري يأتي الخوف من الفراغ الذي يعيشه كرسي الإحتياط في غياب حارس إحتياطي يملك نفس المستوى وله تجربة، فأحمد مهمدينا وعصام بادة لا يملكان تجارب كافية مع المنتخب المغربي ومن الصعب أن تناط بهما المسؤولية خاصة عندما يتعلق الأمر بمباراة من حجم الجزائر. إشكالية الرواقين ما زال إيريك غيرتس يبحث عن عنصر الإطمئنان على مستوى الرواقين الأيمن والأيسر، بدليل أنه بات يستنجد في المباريات الأخيرة بالظهير الأيمن رشيد السليماني من أجل سد فراغ الجهة اليسرى، ومن حسن الحظ أن السليمان بجرأته وحماسه استطاع أن يؤدي مهامه في أحسن وجه رغم صعوبة المباريات التي خاضها، خاصة أن الأخير يتواجد الآن في أفضل حالاته ولو أن تنافسيته توقفت للإصابة قبل أن يدشن عودته أمام أسيك أبيدجان الإيفواري، وكل التمنيات أن يكون السليماني قد شفي تماما من الإصابة. كريتيان بصير حضر هو الآخر في المباريات الأخيرة وشارك فيها كأساسي، وهو مؤشر جيد خاصة أن بصير حضر بشكل متقطع مع نانسي بسبب الإصابة، ولو أنه تراجع أداؤه مع المنتخب المغربي قياسا بما كان يقدمه في المباريات السابقة. قلق الوسط الدفاعي يبدو أن بنعطية مدافع أودينيزي أكثر اللاعبين الذين لعبوا مباريات كثيرة هذا الموسم، حضور كبير ومشاركة مستمرة وجاهزية تامة، لذلك فإن هذا اللاعب الذي يبقى قطعة أساسية داخل المنتخب المغربي في قمة جاهزيته لمباراة الجزائر. إلى جانب بنعطية يبرز اسم أحمد قنطاري الذي تمكن من حجز مكان رسمي له منذ مباراة تانزانيا، حيث جنى ثمار تألقه مع فريقه بريست الفرنسي كلاعب أساسي، لذلك يبقة القنطاري من أكثر اللاعبين المواظبين على المشاركة في المباريات، بيد أن لعنة الإصابات طاردته عندما تلقى إصابة مع فريقه قد تبعده عن مواجهة الجزائر، لذلك فغيابه قد يربك حسابات إريك من خلال تشكيل تركيبته البشرية القادمة. وسط بأي حضور تمكن لاعبو الوسط أن يؤكدوا حضورهم في المباريات الأخيرة، و يبقى الحسين خرجة الوحيد ضمن لاعبي الوسط الذين لا يشاركون بصفة مستمرة مع فريقه أنتر ميلانو الإيطالي وإن كان لعب المبارتين الأخيرتين للأنتر رسميا أمام فيرونتينا وفي إياب نصف نهائي كأس إيطاليا أمام روما، ومشاركته في 75 دقيقة تؤكد عودته إلى المنافسة، وخرجة بتجربته الكبيرة يبقى حضوره ضروريا في وسط الميدان. عادل هرماش هو أيضا من اللاعبين الأكثر حضورا في المباريات، ورغم المتاعب التي يمر منها فريقه لانس الفرنسي إلا أن عادل ظهر متألقا بفضل جديته وحماسه، وأصبح من الركائز الأساسية للمنتخب المغربي، نفس الكلام ينطبق على اللاعب الواعد يونس بلهندة الذي خطف الأضواء مع فريقه مونبوليي، وبدوره يتواجد في قمة عطائه وجاهزيته في وسط الميدان. كما أن رسمية مبارك بوصوفة أصبحت لا تناقش مع فريقه الجديد أنزي الروسي، إذ منذ إلتحاقه بهذا الفريق وهو يقدم أفضل المستويات ويظهر بشكل جيد وسط نجوم الفريق الروسي، والظاهر أن بوصوفة قد دفع ثمن غيابه عن المنافسة في مباراة الذهاب أمام الجزائر، حيث كانت وقتها لم تنطلق البطولة الروسية ما جعله لم يظهر بمستوى جيد في عنابة، لذلك كل المؤشرات تؤكد أنه سيكون في قمة عطائه خلال المواجهة القادمة في ظل عودته إلى المنافسة بقوة. الهجوم بين الغياب والحضور بين الرسمية والغياب يحضر مهاجمونا في مختلف البطولات الأوروبية، ومع ذلك تبقى الإختيارات عديدة أمام المدرب إيريك غيرتس، لذلك يطلع إسم مروان الشماخ كأحد الأسماء التي تعودنا عليها في التشكيلة الأساسية للمنتخب المغربي، لكن ما يركب الحسابات أن الشماخ لم يعد رسميا داخل التشكيل الفريق اللندني، إذ بالكاد يحضر في بعض المباريات، لذلك فالشماخ يدفع حاليا ثمن غيابه عن المنافسة. ثم هناك حالة أكثر تأزما تتمثل في الوضعية الحرجة التي يعيشها منير الحمداوي، حيث يغيب خلال الأسابيع الأخيرة عن تشكيل أجاكس الهولندي، فمشكل قلة التنافسية التي يعاني منها الحمداوي منذ مجيء المدرب دي بوير أسقطته من لائحة مواجهة الذهاب أمام الجزئر، على أن كل المؤشرات تؤكد أن منير الحمداوي سيكون حاضرا في المباراة القادمة رغم أنه يفتقد للتنافسية والجاهزية. وبخلاف مروان الشماخ ومنير الحمداوي تطلع أسماء أخرى أكثر تنافسية وجاهزية وحضور دائم مع فرقها، كيوسف العرابي نجم كاين لفرنسي الذي وقع على أفضل المستويات ويؤكد جاهزيته المطلقة من خلال مشاركاته وأيضا أهدافه ليبقى واحدا من اللاعبين المنتظر أن يكون حضورهم قويا في المباراة القادمة، نفس الشيء ينطبق على عادل تاعرابت عميد كوينز بارك رانجيرز أحد الموقعين على موسم ناجح بكل المقاييس، وحضوره الدائم يؤكد أنه جاهز لهذه المباراة، ينضاف إليهم أيضا كل من المهدي كارسيلا وأوسامة السعيدي الحاضرين بقوة على مستوى التنافسية.