أخذنا درسا من المغاربة والمستقبل في الإعتماد على المحليين قال نجم الكرة الجزائرية لخضر بلومي، إن هزيمة منتخب بلاده أمام المنتخب المغربي، كانت نتيجة لغياب الروح القتالية لدى اللاعبين المحترفين في البطولات الأوروبية، ودعا لخضر في حوار مع المنتخب، على هامش البطولة الإفريقية الشاطئية التي يشرف فيها على منتخب الخضر إلى الإعتماد على اللاعبين المحليين، لأنهم الأكثر قدرة على التضحية ونكران الذات، مشيرا إلى أن هزيمة منتخب بلاده برباعية لا تمسح هزيمة نهاية السبعينات، في مباراة الدارالبيضاء التي كان بلومي أحد ركائزها. - المنتخب: ما هي الخلاصات التي أفرزتها مباراة المنتخبين المغربي والجزائري؟ بلومي: بكل صراحة أخذنا درسا من أشقائنا المغاربة، النتيجة والأداء لا مقارنة، بعد هذا الديربي المغاربي دار نقاش كبير في الجزائر حول الهزيمة، وتقرر في اجتماعات على أعلى المستويات الإهتمام بالمنتخب والتعاقد مع مدرب عالمي أجنبي، وإعادة هيكلة الفريق الوطني، والإعتماد على اللاعب المحلي الذي يستحق حمل قميص المنتخب، اللاعب المحلي لديه القتالية وروح الوطن، فاللاعب الذي يعيش في أوروبا يتعامل مع المنتخب باستخفاف أحيانا، لأن له عقدة تربطه مع ناديه ويخشى أن يتعرض للإصابة ويفقد مكانته في الفريق، ثم إنه يعيش بعيدا عن الجزائر ولا يفكر في عواقب الخسارة، عكس اللاعب المحلي الذي يلعب بقلبه أكثر من قدمه، إذن الخلاصة هي رد الإعتبار للاعبين المحليين. - المنتخب: لكن في مباراة عنابة كانت العناصر الجزائرية أكثر قتالية، رغم وجود عناصر محترفة في أوروبا؟ بلومي: في عنابة كانت هناك غيابات في المنتخب الجزائري، من قيمة بوكرة ومطمور وشاركت ثلاثة عناصر محلية، وربي جاب الخير وحققنا الفوز، في مراكش حصل العكس، المنتخب الجزائري كان مكتمل الصفوف وجاهزا للمباراة، بينما المنتخب المغربي ظل يعاني من نقص بشري، ومشاكل إلى آخر لحظة، لكن المباراة لم تعكس هذا الوضع، فتبين أن المغرب الشقيق هو الجاهز وأننا نحن الأضعف، لم نفهم شيئا، لاعبونا لم يكونوا في الملعب فقط أجسادهم حاضرة، الحسابات تتلف ليك كما يقال بالدارجة. - المنتخب: ما الذي أثار انتباهك في منتخب المغرب؟ بلومي: إنه اللاعب السعيدي الذي كان سما في دفاعنا، ناور، فعل ما شاء في خط دفاعنا دون أن نجد حلا لوقف تحركاته، علما أنه يلعب أول مباراة مع المنتخب المغربي، صراحة أخذنا درسا ولا بد من الإصلاح الشامل لكرة القدم الجزائرية. - المنتخب: كنت من الجيل الذي هزم المغرب في الدارالبيضاء بخمسة أهداف لواحد، الآن وبعد هذه الرباعية، هل سدد المغاربة دينا قديما؟ بلومي: المعطيات تغيرت بين 1979 و2011 فرق كبير، الجيل الحالي لا يتذكر هذه المباراة، والمنتخبان المغربي والجزائري خاضا نزال الدارالبيضاء بلاعبين محليين، الآن هناك وضع آخر، المغرب الشقيق كان محتاجا للنقط الثلاث، ووجد أمامه منتخبا جزائريا يعيش مشاكل داخلية، هل تصدق أن منتخبا منهزما وعناصره تبدو وأنها تقبل النتيجة، مع احترامي للاعبين لم أر أي لمسة فنية لا إيجابية أو سلبية، هناك حالة تراخي غريبة في تلك المباراة من الجانب الجزائريين، لا وجود للاعب يلعب بقلبه كما يقال، أنا لو كنت منهزما بأربعة أهداف لكان لي رد فعل آخر، على الأقل أكون أكثر شراسة وأقوم بطاكلات لوقف الإجتياح المغربي، أما أن نتفرج على منتخب يفعل ما يشاء فتلك مشكلة حقيقية. - المنتخب: الفوز على الجزائر لم يمنح المغرب تأشيرة المرور إلى النهائيات، ما زالت محطتان هامتان، المنتخب الجزائري لم يفقد كل حظوظه، ما قراءتك لما تبقى من مباريات هذه المجموعة؟ بلومي: المغرب الآن في وضع أفضل مما كان عليه بعد مباراة عنابة، إذا انتصر المغاربة في إفريقيا الوسطى سيحسمون الأمر قبل إجراء الدور الأخير، حينها لا تهم النتائج المسجلة، وأظن أن المنتخب المغربي الآن في أفضل حالاته، وله القدرة على انتزاع التأهيل من عاصمة إفريقيا الوسطى، شريطة عدم الإستخفاف بالخصم والتعامل مع المباراة بنفس حماس مراكش. - المنتخب: تشرف الآن على المنتخب الجزائري لكرة القدم الشاطئية، كيف تم التحضير لهذه المنافسات في ظل الهزيمة أمام المغرب؟ بلومي: هذه دعوة من الفيفا للمشاركة في التصفيات الإفريقية، والإتحادية الجزائرية في شخص راوراوة اتصلت بنا وطلبت منا إعداد فريق للمشاركة في هذه التظاهرة، لم يكن أمامنا خيار سوى الإعتماد على اللاعبين السابقين الذين مارسوا على مستوى الدوري الجزائري للنخبة، طبعا في ظروف تحضير قياسية، خاصة وأنه من الصعب الإعتماد على اللاعبين الحاليين للأندية الجزائرية لأنها ما زالت ملتزمة بما تبقى من مباريات البطولة التي شهدت هذا الموسم تأخيرا كبيرا وتأجيلات عديدة، إضافة إلى المشاركات الإفريقية لشبيبة القبايل ووفاق سطيف ثم مولودية الجزائر، هذه كلها عوامل أثرت على تحضيراتنا التي انطلقت في شهر ماي أي قبل شهر فقط من المنافسات، ونحن المنتخب الأكبر على مستوى السن، فاللاعبون تزيد أعمارهم عن 37 إلى 41 سنة، ليس لدينا بديل المهم حضرنا كتجربة، لأن الإحتراف سيبدأ في الجزائر رسميا وهذه فرصة لترسيخ الكرة الشاطئية في برامج الإتحادية الجزائرية، والبحث عن إقلاع للكرة الجزائرية في مختلف التخصصات، عن طريق الشروع في تنظيم بطولة تفرز لاعبين دوليين، عموما التجربة جيدة». حاوره: