لا أحد ينكر الرياضة المغربية ونظيرتها الجزائرية في العالمين العربي والإفريقي، لأنهما كثيرا تقدمتا الدول العربية والإفريقية في المحافل الدولية، وتوجتا بالميداليات والألقاب. وعلى مستوى كرة القدم، كان المنتخبان المغربي والجزائري مصدر فرحة عربية وإفريقية، بفعل تألقهما على المستوي الدولي. كما أنهما الأكثر حاليا تمثيلا في أقوى البطولات الأوربية، مع تفاوت الغلبة من سنة إلى أخرى، فكانت مباريات المغرب والجزائر، هي الأكثر متعة وروحا رياضية، رغم ما فيها من ألم الإقصاء وفرحة الانتصارات. أول مباراة رسمية كانت سنة 1969 انطلقت المواجهات بين البلدين بشكل رسمي في 1969 في تصفيات كأس أمم إفريقيا لسنة 1970. مباراة الذهاب جرت بملعب العناصر 20 غشت بالجزائر العاصمة، يوم التاسع من مارس، وانتهت بفوز جزائري بهدفين دون مقابل، وفي لقاء العودة بالدار البيضاء فاز المنتخب الوطني بهدف أحمد فرس، لكنه لم يكن كافيا لحجز تأشيرة التأهل، لكن المنتخب الوطني المغربي عوض هذا الإخفاق بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 1970 بالمكسيك كأول بلد عربي وإفريقي يحجز مقعده في النهائيات بالإقصائيات. وبعد الحضور الجيد لأصدقاء الحارس علال في مونديال المكسيك، التقى المنتخبان يوم العاشر من دجنبر 1970. وشهدت مباراة الذهاب بالجزائر هزيمة غير منتظرة للمنتخب الوطني بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، لكن العناصر الوطنية انتزعت التأهل في لقاء بالمغرب بثلاثية نظيفة. وتوقفت المواجهات بين البلدين لمدة تسع سنوات، حيث جمعتهما التصفيات المؤهلة لأولمبياد موسكو. والتقى المنتخبان في شهر دجنبر من سنة 1979 في الدور الأخير من هذه التصفيات. لقاء الذهاب جرى بالملعب الشرفي بالدار البيضاء (مركب محمد الخامس الخامس حاليا)، وتابعه أكثر من 90 ألف متفرج. هذا الحضور الجماهيري تعرض لخيبة أمل كبيرة، بعد العرض الباهت للعناصر الوطنية، التي كانت مشكلة في غالبيتها من لاعبين كانوا في خريف عمرهم الكروي، وتجرعوا مرارة هزيمة قاسية أمام المنتخب الجزائري، الذي كان مشكلا آنذاك من لاعبين شباب، زاروا شباك الحارس المغربي خمس مرات، يتقدمهم الهداف بن صاولة الذي سجل هدفين. وكانت هذه الهزيمة غير المنتظرة، بداية عهد جديد لكرة القدم الوطنية، حيث تم التخلي عن العديد من اللاعبين الذين شكلوا على مدار عقد من الزمن عصب المنتخب الوطني، وتم توجيه الدعوة للاعبين واعدين، كانوا نواة المنتخب الذي صنع ملحمة مكسيكو 1986. وانتزع الخضر أيضا الفوز في مباراة الإياب، التي جرت بملعب 5 يوليوز المعشوشب اصطناعيا وتحت أمطار غزيرة، ليتأهل المنتخب الجزائري لألعاب موسكو الأولمبية لأول وآخر مرة. وكان المنتخب الوطني يعول على مواجهة مارس 1980 في نهائيات كأس أمم إفريقيا بنيجيريا، لتعويض نكسة 1979، إلا أن أصدقاء لخضر بلومي، انتزعوا الفوز في الدور الأول بهدف واحد. وتواجه المنتخبان في نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر عام 1986، حيث تواجدا في مجموعة واحدة، وكانت المباراة بينهما في الثامن من مارس 1986 بالاسكندرية، وانتهت بدون أهداف. لأن المنتخبين كانا متأهلين إلى كأس العالم بالمكسيك، وبالتالي غاب عنها بعض اللاعبين المحترفين من كلا المنتخبين. وفي كأس أمم إفريقيا التي احتضنها المغرب عام 1988، التقى المنتخبان في الدور الأول، وانتزع المنتخب الوطني التأهل بهدف واحد سجله مصطفى الحداوي، وتأهل المنتخبان إلى دور النصف النهائي، لكنهما خسرا سويا ضد نيجيريا والكامرون، وخاضا مباراة الترتيب، التي جرت في أجواء أخوية، وانتهت بالتعادل بهدف لمثله، قبل أن تهدي الضريات الترجيحية الرتبة الثالثة للمنتخب الجزائري. تفوق مغربي وإقصاء من مونديال 2002 وضعت التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم منتخبات مصر والجزائر والمغرب في مجموعة واحدة في مواجهة السنغال. ورغم الفوزين اللذين حققهما المنتخب الوطني في العاصمة الجزائرية وفي فاس بنفس النتيجة (هدفين مقابل هدف واحد)، إلا أنه لم يتأهل رفقة الخضر إلى المونديال، حيث ذهبت البطاقة للسنغال. واستؤنف السجال بين المنتخبين في الثامن من فبراير 2004، والتقى المنتخبان في ربع نهاية كأس أمم إفريقيا بتونس. وفي الوقت الذي كان فيه أبناء المدرب رابح سعدان يخطون نحو الفوز، بعد التقدم الذي أحرزه عبد المالك شراد فجّر، أبى مروان الشماخ إلا أن يعيد التوازن إلى المباراة في الوقت بدل الضائع، قبل أن يفرض المنتخب الوطني سيطرته على الشوطين الإضافيين، توجها بهدفين آخرين سجلهما كل من حجي والزايري. وبعد سبع سنوات عن هذه المواجهة الدراماتيكية، يعود التنافس بين البلدين من جديد، وستكون محطة عنابة في 27 من الشهر الجاري حاسمة في مشوار البلدين في سباقهما من أجل التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، التي ستجري مناصفة بين غينيا الاستوائية والغابون. فخلال هذا المسار الكروي الذي يمتد ل 42 سنة، التقى المنتخبان في 13 مباراة رسمية، فاز المنتخب الوطني ست مرات وانهزم خمس مرات، وتعادل مبارتين. وسجل خط الهجوم المغربي 15 هدفا وتلقت شباكه 18 هدفا. والتقى المنتخبان أيضا في 12 مواجهة ودية، كانت أولاها في شتاء 1965، وآخرها في خريف 1993، انتهت أربع منها بالتعادل بدون أهداف وواحدة بالتعادل بهدف لمثله وأخرى بهدفين لمثلهما، في حين انتصر المنتخب الوطني في ثلاث مباريات وانهزم في مبارتين.