كيف حول الوداد هزيمة بالقدم إلى انتصار بالقلم؟ الوداد في مباراة استدراكية فاصلة ضد سيمبا في زوال أول أمس السبت، حسم الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، في التصدي الذي تقدم به الوداد البيضاوي ضد مازيمبي الكونغولي في شأن إشراك بطل إفريقيا وبطل العالم للاعب في المنافسات القارية يدعى جانفي بسيلا بوكونغو، دون أن يحصل هذا الأخير على تسريح رسمي من فريقه السابق الترجي التونسي، أي أنه انضم للائحة الإفريقية لمازيمبي دون أن يمنحه التونسيون بطاقة المغادرة الدولية، علما أن اللاعب المذكور شارك في المباراة التي جمعت مازيمبي بسيمبا التانزاني خلال الدور الثاني من المسابقة القارية، دون أن يعترض سيمبا على إشراكه. قرر الإتحاد الإفريقي في اجتماعه صباح يوم السبت وبعد الاطلاع على تقرير اللجنة التي أوكل إليها بتعميق البحث في النازلة، إقصاء نادي مازيمبي الكونغولي من منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية، وإجراء مباراة فاصلة بين الوداد المغربي وسيمبا التانزاني في ملعب محايد، مع تغريم الفريق الكونغولي وإصدار مجموعة من القرارات التأديبية في حق لاعبي الوداد. لوبي الوداد والرجاء والترجي للضغط على مازيمبي وضعت خطة تنسيقية بين الوداد والترجي وانضم الرجاء البيضاوي إلى لوبي ضاغط، إذ تواجد في القاهرة لأول مرة رئيسا الرجاء والوداد باعتبارهما قطبي الكرة المغربية، تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة التي أوفدت إلى القاهرة سعيد بلخياط مستشار الوزير والعضو السابق بالإتحاد الإفريقي لكرة القدم، كما انضم الترجي التونسي باعتباره مطالبا ب «الحق المدني»، وعزز دفوعات الوداد خاصة وأنه له معارك قديمة مع الفريق الكونغولي. على صفحة وزير الشباب والرياضة على موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، زف منصف بلخياط نبأ إقصاء مازيمبي واعتبره نصرا لكرة القدم الوطنية، ولم يفته أن يهنئ بالمناسبة كلا من أكرم رئيس الوداد وحنات رئيس الرجاء ثم بلخياط عضو ديوانه، وانضم إلى هذا اللوبي أحمد شليظة وكيل أعمال اللاعبين المغاربة وأحد المحامين، كما دعم الملف على المستوى اللوجستيكي هشام العمراني الكاتب العام ل «الكاف»، لكن من خلف الستار، حيث قدم المشورة وسارع بعرض النازلة على أنظار الكونفدرالية. في نفس الوقت كانت مواقع محبي الترجي التونسي تتبادل التهاني رغم أنها غير معنية مباشرة بإقصاء الفريق الكونغولي. سيمبا التانزاني: فرحة غير معلنة تعامل فريق سيمبا مع القرار بنوع من الهدوء غير المبرر، نظرا «للعلاقات المتميزة» التي تربط رئيسي الفريقين، فرغم أن سيمبا اعتبر فائزا في المباراة التي جمعته بمازيمبي والتي خسرها بثلاثية، إلا أن ردود الفعل لم تكن في مستوى الحدث، إذ اكتفى موقع النادي بخبر إجراء المباراة الفاصلة ضد الوداد دون تصريحات جانبية، بل إن سيمبا لم يعترض أساسا على خسارته أمام مازيمبي بالرغم من إشراك اللاعب جانفي باسيلا، ولم يحرك مسطرة الاعتراض إستنادا إلى ما صرح به الحكم المصري عبد الرؤوف الذي أشعر الإتحاد الإفريقي بمحاولة إرشائه من طرف رئيس النادي الكونغولي، بل بوجود تهديد بالتصفية الجسدية، في حالة رفض الرشوة. ويبدو أن مسؤولي الفريق التانزاني فضلوا لعب دور المتفرج، بعد أن فتح معهم الكونغوليون قناة تفاوض حول أحد لاعبيهم في صفقة هي الأكبر في تاريخ سيمبا، بل إن اللاعب التانزاني حل بلوبومباشي قبل ساعات من مباراة مازيمبي ضد الوداد وتابع المباراة من المنصة الرسمية رفقة أحد مسؤولي سيمبا الذي عاد إلى بلاده بشيك دسم. رفض الفريق التانزاني عرض إدارة الوداد بإعداد ملف واحد، لأن القضية تهم الناديين معا، وأغلق باب التنسيق كأنه طرف غير معني، لكنه لا يرى مانعا من الاستفادة من غلة التصدي، دون أن يدخل المعركة. وإذا كان نادي سيمبا غير متحمس لفتح جبهة على الفريق الكونغولي، فإن حماس التونسيين قد شجع الوداد على الاستمرار في المعركة، لاسيما وأن اللاعب جانفي قد ركب رأسه على حد تعبير التونسيين، وانتقل إلى الفريق الأول للبومباشي دون أن يتوصل الترجي بالمستحقات المالية التي وعدهم بها رئيس الفريق موازي كاتومبي، بل إن إدارة الترجي لم تبتلع بعد خسارتها الغريبة أمام مازيمبي في نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية في العام الماضي، وانتظرت المناسبة الملائمة لرد الصاع صاعين. مازيمبي يستأنف القرار ويعلن الحرب على «الكاف» حاول مسؤولو مازيمبي «تعويم» القضية، واستندوا في تصديهم للقرار إلى ثلاث معطيات أساسية، جعلتهم يعتبرون قرار اللجنة التأديبية للإتحاد الإفريقي لكرة القدم، مجحفة وغير مقبولة، دفعت المدير العام للفريق فريديريك كيتينجي، الذي كان حاضرا في القاهرة خلال اتخاذ القرار، إلى اللجوء إلى مسطرة التصدي، أولها عدم تأثير القضية على مباراة الوداد، عدم تقديم أي اعتراض من طرف سيمبا المعني الأول بالنازلة، ثم القرارات الزجرية في حق مدرب الوداد ولاعبين دون وجود أي عقوبة في حق لاعبي لوبومباشي أو الكاتب العام للفريق الذي باشر مسطرة انتقال اللاعب جانفي من الترجي إلى مازيمبي، والتي اعتبرها مدير النادي دليلا على سلامة القضية، ولم يفت فريديريك أن يطمئن جمهور مازيمبي الغاضب، على مستقبل الفريق وقال على موقع النادي من القاهرة «إن الملف لن يغلق بسهولة». الملف من إعداد: