فقدت عائلة نادي الوداد الرياضي البيضاوي، وفقدت العائلة الرياضية المغربية جمعاء رجلا أثرى بالفكر وبالإبداع وبالأريحية الذهنية أيضا مرحلة نعتبرها واحدة من أقوى المراحل ليس فقط في تاريخ وداد الأمة، ولكن أيضا في تاريخ كرة القدم الوطنية· ليلة الجمعة أسلم عبد الرزاق مكوار الروح لبارئها بعد معاناة طويلة مع المرض، لازم معها بيته، قبل أن يدخل إحدى مصحات مدينة الدارالبيضاء في حالة صحية متدهورة· وعند استحضار إسم عبد الرزاق مكوار نقف بالضرورة عند شخصية هلامية، عند فكر مثوثب وعند رجل مستقبلي، لم يقد خلال توليه رئاسة الوداد في عقدي السبعينيات والستينيات إلى الألقاب التي جعلت منه النادي المغربي المرجعي، ليس ذلك فقط، بل إنه ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ أثرى على مدى السنوات التي قضاها في عالم كرة القدم الفكر الرياضي ، فتحدث عن الإحتراف وعن الأندية المقاولاتية، ما جعله يوصف فعلا بالرجل السابق لعصره·· وإذ نقدر ما عليه أسرة نادي الوداد من حزن برحيل هذه المعلمة الرياضية، فإننا نجد كرياضيين العزاء في أن الذي ودعنا هو جسد عبد الرزاق مكوار، أما فكره فسيظل بيننا، نذكر مكوار لنحث أهل زماننا على أن يجتهدوا في الفكر والتدبير، ونذكر مكوار لندفع رجال المرحلة داخل الوداد لأن يجعلوا الوداد شامخة باستمرار كما أراد لها ذلك رجال عاهدوا الله على حب الحمراء، وما نكثوا ذاك العهد وكان بينهم الفقيد عبد الرزاق مكوار· رحم الله مكوار وألهمنا جميعا عائلته، وأبنائه، ومريديه ومن عشقوا فيه نخوة الرجال وشموخ الفكر الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون·