شيع جثمان عبد الرزاق مكوار الأب الروحي للوداد البيضاوي، بعد ظهر يوم أمس الجمعة في مقبرة الشهداء بالدارالبيضاء في محفل جنائزي رهيب ذكر الرياضيين الحاضرين بموكب المرحوم مصطفى شكري الشهير بيتشو والذي لعب مكوار دورا كبيرا في رسم في مساره الكروي. بعد معاناة طويلة مع المرض، لفظ مكوار أنفاسه الأخيرة في إحدى مصحات الدارالبيضاء، وقرر توديع الحياة الدنيا بعد أن ظل يتتبع أخبار الوداد وهو على فراش المرض. مات عبد الرزاق الرئيس المرجعي للوداد عن سن يناهز 72 سنة، وفي قلبه غصة اللقب الضائع، مات وهو يوصي ابنه رضا خيرا بالوداد التي أصبحت جزءا من أوراق دفتر الحالة المدنية. وكان آخر ظهور رسمي لمكوار خارج غرفته في الجمع العام السنوي للمكتب المديري للوداد المنعقد يوم الجمعة 6 دجنبر 2008 بالدارالبيضاء، حين لبى دعوة التكريم التي حظي بها في فندق السويس، إلى جانب الرؤساء السابقين للوداد أحمد لحريزي وبوبكر جضاهيم والمفضل بن جلون أطال الله في عمرهم والدراج محمد بهلول رحمه الله، نظرا للخدمات التي قدموها للنادي. وفي هذا اللقاء استمع الوداديون إلى آخر كلمات الراحل التي استعرض فيها مختلف مراحل الفريق الذي يصر على تسميته بالوداد الرياضي وليس البيضاوي، والصعوبات التي اجتازها الفريق، كما دعا مكونات الوداد إلى الافتخار بتاريخ الفريق خلص إلى القول بضرورة الإيمان والحب عند تحمل مسؤولية التسيير لأن ذلك هو السبيل للنجاح في المهمة. واعتبر الوداديون تلك الكلمة القيمة التي وجد صعوبة في إتمامها بحكم وضعيته الصحية المتدنية، بمثابة رسم لمعالم الطريق ووصية غير مكتوبة لكل الوداديين. وفي نفس الحفل قرر الطيب الفشتالي رئيس المكتب المديري للوداد إطلاق إسم عبد الرزاق مكوار على قاعة مركب محمد بنجلون، كما تقرر في ما بعد تنظيم دوري سنوي بتعاون مع الخطوط الجوية يحمل إسم الأب الروحي للوداد. وكان مكوار سباقا إلى إعلان ترشيح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم قبل ثلاثة عقود مضت، وهو ما اعتبره البعض في تلك الفترة نوعا من التخريف، كما بادر إلى تنظيم أول موندياليتو للصغار بمركب محمد بنجلون، وفي عهده حضرت إلى المغرب أكبر الأندية العالمية للمشاركة في تكريم نجوم الوداد، كما نظم مباراة تاريخية سنة 1974 بين الوداد وبرشلونة الإسباني. وسبق لمكوار أن شغل العديد من المناصب في دائرة القرار الرياضي والسياسي، حيث ترأس الوداد من سنة 1972 إلى 1992، فضلا عن مناصب قيادية في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وشغل أيضا منصب مدير عام لمكتب التسويق والتصدير، ثم سفيرا للمغرب في لاهاي خلال فورة النزاع المغربي الإسباني حول الصحراء المغربية.