حضرت الأسرة الودادية والرياضية إلى مقبرة الشهداء الجمعة الماضية، من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل، المرحوم عبد الرزاق مكوار، كان الحضور مكثفا، شمل كل الفعاليات الرياضية، من الرئيس السابق للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الجنرال حسني بن سليمان، ووزيرة الشباب والرياضة السيدة نوال المتوكل، مسؤولي الأندية الوطنية لكرة القدم، حكام دوليين، لاعبي الفريق الأحمر الحاليين والقدامى، جماهير ودادية غفيرة أثثت فضاء مقبرة الشهداء، لتشييع الفقيد في جو من الخشوع والحزن والألم.. دموع لم تفارق عيون عدد من الذين عاشوا وعاشروا الرجل الذي خدم الوداد بتفان، وبإخلاص، دوَّن اسمه بحروف الإنجازات والألقاب والبطولات، طيلة تحمله مسؤولية الفريق الأحمر لمدة تزيد عن العشرين سنة (منذ 1972 لغاية 1992). للإشارة فقد مرت مراسيم الدفن والتشييع في ظروف جيدة من خلال التنظيم المحكم، لأمن الحي المحمدي عين السبع، الذين رسموا خطاً مستقيماً لتمر هذه اللحظة، لحظة الوداع الأخير في جو من الانضباط والخشوع. شهادات في حق المرحوم محمد النصيري: فقدان رجل مثل السي عبد الرزاق مكوار هو خسارة ليس في ميدان كرة القدم، بل في مجتمع مغربي، لأن هذا الرجل اجتمع فيه ما تفرق في غيره، فهو كان رجل دولة، وكان رجلا مجتمعياً، فحين تقلد المسؤولية الديبلوماسية، كان ذلك الديبلوماسي المثالي الذي جعل خدمة بلده فوق كل اعتبار، ونجح في مهمته، دخل التاريخ بواسطتها، وحين اقتحم الميدان الرياضي، كان هرماً من أهرامات التسيير الرياضي، كان سباقا الى العديد من اللغات التي ظهرت في ميدان كرة القدم، فالرجل كان أول من فسح المجال لعناصر في ممارسة كرة القدم على المستوى الوطني ليتطلعوا الى الخارج وساعدهم، وكان أول من تكلم لغة الإشهار والاستشهار، أول من أرَّخ ورسخ فكرة جلب أندية عالمية لتتبارى مع أندية وطنية، وبالأخص فريقه العريق فريق الوداد، بالإضافة الى أنه كان رجل مبادرات. وأتمنى أن يجسد ميدان كرة القدم الاعتراف بهذا الرجل بواسطة العديد من المبادرات، أقلها إقامة دوري، وإطلاق شارع باسمه أو إطلاق ملعب باسمه وغير ذلك من المبادرات التي تؤرخ لخلود هؤلاء الرجال الأفذاذ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته عبد الإله أكرم رئيس الوداد: رحمه الله، كان من بين الرجالات الذين أسدوا وساهموا في تطور كرة القدم الوطنية.. وبخصوص فريقه وفريقنا الوداد البيضاوي، دوَّن اسمه بمداد الفخر والاعتزاز، كان رجلا قويا، من خلال المواقف الكبيرة، واتخاذه لكل المبادرات التي عادت بالنفع الكبير للوداد، كان رجلا اجتماعيا، قبل أن يكون رياضيا وسياسياً، تحمل مسؤولياته بثبات، ضحى بالغالي والنفيس، رهن عقاره لإحدى المؤسسات البنكية من أجل الحصول على قرض لبناء مركب بن جلون، ترك صدقة جارية، ترك هبة كبيرة لأبناء الأسرة الودادية، نحن من أبنائه، سنأخذ المشعل وسنعمل جاهدين لإرضائه حتى ولو أنه في قبره، رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان. علي بن جلون نائب رئيس الوداد: السي عبد الرزاق مكوار رحمه الله كان رجلا رياضيا، عمل في المجال الرياضي منذ سنين، اليوم تفتقد الساحة الوطنية والرياضية بالخصوص رجلا ترك بصمات، ترك أصداء عالية، ليس هناك من يعوضه من خلال ما قام به تجاه الوداد، ونأمل في أن يتم خلفه مستقبلا من طرف هؤلاء الشبان المسيرين الحاليين. رحم الله عبد الرزاق مكوار، وإنا لله وإنا إليه راجعون. كمال الديساوي عن مجلس المدينة: لقد كان مثال المسير الرياضي، كان يستشرف المستقبل، وخير دليل على ذلك، استشرافه حول الرياضات المتعددة، والمركبات الرياضية الضرورية لأي عمل رياضي جاد، كان أحد أوائل المسيرين الذين أنشأوا المدارس الرياضية لكرة القدم من خلال التكوين، السي عبد الرزاق مكوار كان رجلا معطاء، أعطى للرياضة المغربية عامة الكثير وللوداد أيضا، رحمه الله، ونأمل في أن يتم التفكير في خلق دوري لكرة القدم باسمه أو إطلاق اسم هذا الهرم الرياضي بإحدى شوارع الدارالبيضاء، اعترافاً بكل ما قدمه تجاه الرياضة بالخصوص، ولوطنه العزيز كمسؤول ديبلوماسي. مصطفى شهيد «الشريف»: إذا أردنا أن نقول شيئاً في حق المرحوم السي عبد الرزاق مكوار، فالكلام كثير في حق رجل قوي تقلد مسؤوليات بكل تفان، تحمل الأمانة بصدق، قام بمبادرات لم يقم بها أحد من بعده، هذا هو الرجل الوحيد الذي كان رياضيا في المغرب، واعترف بحق الرياضة والرياضيين، لقد تم تهميشه من طرف أناس في الخفاء، كان أب للجميع، كان متخلقاً، طيباً ديبلوماسيا، كان يحب الرياضة من قلبه وبعقله، رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان. عبد الله غلام، رئيس فريق الرجاء البيضاوي رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، عرفته قبل أن ألتحق بالرجاء، رجل رياضي كبير، أعطى الشيء الكثير لكرة القدم الوطنية وللوداد، كان الرجل المثالي الصادق ورجل التحدي. عبد العزيز أنيني، مدير تقني: السي عبد الرزاق مكوار رحمه الله أعطى الشيء الكثير لبلده، وعلى وجه الخصوص للرياضة الوطنية ولفريق الوداد البيضاوي، رجل ذو حساسية كبيرة، رجل مخلص لبلده، وللرياضة، عشت معه حوالي 40 سنة، منذ 1971، كنت دائما بالقرب منه. رجل التحدي أول من فكر في احتضان المغرب لكأس العالم، كبير بأفكاره، رحيله ضياع للكرة الوطنية والودادية، وحضور هذه الجماهير الغفيرة التي حجت لمقبرة الشهداء من أجل نعيه، إلى جانب فعاليات رياضية عديدة ولاعبين كبار ومسيرين وحكام، وكذا حضور السيدة نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة، الجنرال حسني بن سليمان، دليل على نزاهة رجل كبير خدم بلاده سياسيا ورياضيا، رحمه الله . فخر الدين رجحي: رحيل السي عبد الرزاق مكوار، رحيل هرم رياضي، كان بمثابة الأب لكل لاعبي الوداد، منذ التحاقي بصفوف الوداد سنة 1976، وأنا أرى في هذا الشخص، هذا الرجل كل الخير، أعطى للوداد الكثير، حقق للعديد من أبناء الوداد مبتغاهم، في عهده نظمت مباريات الاعتزال، في عهده احترف اللاعبون واستفادوا من تجارب كبيرة، في عهده أجرى الوداد مباريات دولية، واجه البارصا، وغيرها من الأندية الأوربية، بنى مركب بن جلون، أتقدم بتعازي الحارة لعائلته الصغيرة والكبيرة ولجماهير الوداد العريضة التي حجت اليوم مقبرة الشهداء لتوديع الراحل، وأتمنى من المسيرين الحاليين للوداد أن يحذوا حذو هذا الرجل، وأن يعملوا جاهدين لتحقيق مساعي حميدة للوداد مثل المرحوم والسنتيسي، وأن يعدلوا عن كلام المقاهي. رحم الله السي عبد الرزاق وأسكنه فسيح الجنان. المدرب عبد الحق ماندوزا: رحم الله السي عبد الرزاق مكوار، كان وراءه عدة منجزات، كان سباقا لتنظيم (موندياليتو)، كأس العالم لأقل من 15 سنة بالمغرب، ساهم في عملية العشب وبناء مركب بن جلون. سبق عصره، وكان رحمه الله من الأوائل الذين فكروا في احتضان المغرب وتنظيمه لكأس العالم في كرة القدم، أظن أنه ساهم بشكل كبير في تطور فريق الوداد، الذي حقق العديد من الألقاب والإنجازات والبطولات، أول من خصص الأجرة الشهرية للاعبين، وفرض على إحدى المؤسسات المستشهرة توظيف اللاعبين وساهم في تحسين وضعيتهم الاجتماعية، ترك بصمات كبيرة، ساعد العديد من اللاعبين الراغبين في الاحتراف، أظن أن المغرب هو في حاجة الى اسم مثل المرحوم السي عبد الرزاق مكوار، لا أعتقد أن بلدنا غير متوفر على رجال، لكن الله يعطينا أمثال السي عبد الرزاق في المجال الرياضي والسياسي. العربي أحرضان: اللسان يعجز عن الكلام في حق السي عبد الرزاق مكوار، رجل كبير، هرم الكرة المغربية، والرياضية عامة، أعطى الشيء الكثير، كان بمثابة الوالد، الأب الروحي للوداد، كان صاحب النصيحة، يحب الخير لبلده ولأبناء هذا الوطن العزيز، بكل أسف، أعطى للرياضة ولم يأخذ منها أي شيء!.