رحم الله مكوار عبد الرزاق الرائد الرزاق مكوار ابن ولاعب ورئيس فريق الوداد البيضاوي. . . يغادرنا في زمن تُرَاجِعُ فيه الحركة الرياضية الوطنية ذَاتَهَا من مختلف الزوايا الادارية والمالية والتقنية، وهي الزوايا التي نذر حياته، رحمه الله، لخلخلتها بهدف التحديث، انطلاقا من رؤى فكرية ترسخت لديه منذ أن كان وهو آنذاك لاعب كرة السلة الطالب المجتهد ينغمس في التجارب الفرنسية الناضجة بفرق المعمرين وخاصة منها اليوسم والراك بالبيضاء والأولمبيك الرباطي. . . كانت يداه تتداولان كرة السلة كرياضة نخبوية طلابية رفقة الطيب الصديقي والإخوة الصقلي: حميد عمار العربي الصقلي والعلمي وعز الدين برادة وعبد ربه. . . لكن فكره وروحه كانا جاهزين للتفاعل مع عوالم كرة القدم، وكيف لا وهي ساعتها محصنة بعبقريات إدارية وميدانية كبيرة. . . رسمت للفريق الأحمر طرق وطرائق التألق وحافظت له على ريادته الوطنية والمغاربية. فهل واصل مكوار الطريق إذن؟ نعم واصلها كرئيس لفرع كرة القدم بتلك الرؤية الكونية، عندما اشتد عضده المعرفي واتسعت لديه مساحات التخطيط للتغيير على أسس هيكلية استقاها من تجارب هولندية احترافية يسرت له التشبع بها وظيفته الدبلوماسية. . . فكان ما كان. وما كان لا يمكن للتاريخ أن ينساه، سواء في تحديث هياكل التسيير أو توسيع النظر في البنى التحتية أو التعاقدات مع الاداريين والتقنيين. وسيكون من باب خسف التاريخ أن نغيب عنصرين أساسيين في مواكبة منظوره الاحترافي أولهما الفكر الجامد الذي رفض طرق التعاقد وظل مرتبطاً بمبادىء التطوع والتأبيد، وثانيهما فكر التغيير واعتماد الكفاءات والتعاقد. . . لعل مكوار جاء خارج زمانه رحمه الله إذ لم تتوفر له ممكنات القيادة الجامعية الوطنية والسلطة المطلقة في بسط أفكاره وبرامجه التي كان يسر بها لقلة قليلة من رفاقه. . . لم يكن مكوار ذلك التقنوقراطي الأملس الذي لا علاقة له مع الفعل الرياضي، بل كان، كما قلت سابقا، ابن ولاعب ورئيس الوداد. . . والذي وضع يده اليمنى وفي زمن صعب على مكامن أدواء الرياضة الوطنية ومد يده اليسرى كيساري عن قرب للتجربة التعاقدية/ الاحترافية. الآن، وفي إطار القراءة الكلينيكية لواقع الرياضة الوطنية ندرك قيمة وأهمية الرجل وندرك، بعد فوات الأوان أنه كان الرجل المناسب لزماننا هذا. . . ومن حسن الحظ أن ترابنا المغربي العظيم لا تبور مساحاته ولا يغيض الفيض من جذوره. رحم الله رجلا كان في زمانه يسمى الرئيس عبد الرزاق مكوار، وسيظل بعد وفاته يحمل اسم الرائد. وعزاؤنا فيه لكل الرياضيين المغاربة وفي مقدمتهم أبناؤه وكل الأسرة الودادية.