روح المسؤولية والإنضباط ميز اللاعبين واستخلصنا الدروس أمام أنغولا رسائلي للاعبين واضحة ولا مكان في المنتخب إلا للجاهز والملتزم لهذا السبب غيرت في التشكيلة وسنقيس مؤهلاتنا أمام روسيا باب المنتخب سيظل مفتوحا للجميع ولكل مجتهد نصيب معنا كشف الناخب الوطني الزاكي بادو أن معسكر الفريق الوطني بفارو البرتغالية كان ناجحا ، حيث وقف من خلاله عن قرب على مؤهلات كافة اللاعبين الذين إستدعاهم، موضحا في حواره مع «المنتخب» بأنه خرج بخلاصات كبيرة من مباراتي الموزمبيق وأنغولا وبخاصة الأخيرة التي أوضح بأنها مليئة بالدروس والعبر. الزاكي تحدث عن كل المواضيع التي تهم الفريق الوطني خلال رحلته بفارو البرتغالية، وأهم المحاور التي ستطبع الفترة المقبلة بعد منازلة روسيا وديا في 6 من يونيو الجاري، ولم يفوت الفرصة دون التأكيد على ضرورة الإستمرار في العمل حتى يكون الفريق الوطني جاهزا لإستحقاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم، والتي سيظل باب حضورها مفتوحا في وجه كافة اللاعبين المغاربة شريطة الجاهزية والحضور مع المنتخب وفق الضوابط التي يرسمها الطاقم التقني للفريق الوطني. «المنتخب» وبعدما جالست الزاكي في فارو البرتغالية، تقربت أكثر من فكر الناخب الوطني بمجرد الدخول لأرض الوطن لتضع بين يدي قرائها حوارا مفصلا لربان الأسود الذي يرى المستقبل من زوايا نظر متعددة. - المنتخب: كيف تقيم المعسكر الذي خاضه الفريق الوطني في فارو البرتغالية؟ الزاكي: أعتقد بأنه كان ناجحا على كل المقاييس وإستفدنا منه كثيرا، بغض النظر عن المباراتين أمام الموزمبيق وأنغولا.. قد حولت منذ اليوم الأول التحدث للاعبي الفريق الوطني، حيث شرحت لهم أهداف المعسكر حتى يكون التواصل قائما بيننا. وقد أبان اللاعبون عن روح كبيرة ومن خلال تعامل الطاقم التقني معهم بطريقة جدية أظهروا لنا مدى رغبتهم في العمل من أجل تحقيق الأهداف التي نسعى من ورائها وهي التحضير الجيد لنهائيات كأس إفريقيا 2015 بالمغرب. - المنتخب: المنتخب المغربي خسر أمام أنغولا بهدفين، ما هي أهم الدروس التي خرجت بها؟ الزاكي: كما ذكرت عبر «المنتخب» سابقا الفوز لم يكن يهمني سواء في المباراة الأولى أمام الموزمبيق التي تفوقنا فيها بأربعة أهداف، أو أمام أنغولا حين إنهزمنا بهدفين لصفر، توقفت عند حجم اللاعبين الذين إستدعيتهم للمعسكر وإشتغلت معهم، حيث كونت نظرة خاصة عن كل لاعب. الأمور لم تكن سهلة، إذ كنت مطالبا بدراسة إمكانية اللاعبين البدنية والتقنية الذين وضعت فيهم الثقة لمعرفة هل بإمكان وضع كل لاعب في مركز مغاير للذي يشغله، لأنه قد نصطدم بمثل هذه الأمور خلال المباريات الرسمية وهو ما سيجعلنا نستفيد أكثر فأكثر. صدقني الفوز لم يكن يهمني أمام أنغولا، فقد خرجت بخلاصات ستفيدني أكثر في مساري مع المنتخب المغربي الذي أتطلع للوقوف على أخطاء لاعبيه قبل أن ندخل المباريات الرسمية، أو حتى قبل منازلة المنتخب الروسي وديا في 6 من يونيو. - المنتخب: حاولت إجراء بعض التعديلات على تشكيلة الفريق الوطني في المباراة أمام أنغولا، هل نجحت في مسعاك لتجريب بعض العناصر؟ الزاكي: بالفعل التعديلات التي قمت بها تعرفت فيها على بعض الأمور المهمة جعلتني أعرف من يصلح لي من اللاعبين في كل مركز، فمثلا أشرف لزعر قدم قناعات كبيرة في مركز ظهير أيسر، وعاطف شحشوح كذلك، وبوصوفة والعدوة وفضال في الدفاع بغض النظر عن العناصر التي لعبت كرسمية في المباراة الأولى أمام الموزمبيق. - المنتخب: الحارس أمسيف لم يقدم بدوره مباراة في المستوى، أكيد أن غيابه عن التنافسية مع أوغسبورغ أثر عليه كثيرا؟ الزاكي: أمسيف حارس بمؤهلات محترمة، صحيح أن عدم لعبه كرسمي أثر عليه وهذا شيء عادي، لكنه قد يستدرك الأمر مستقبلا، لايمكنني الجزم بتاتا أنه لم يظهر بصورة إيجابية أمام أنغولا لأن ذلك سيكون حيفا في حقه. تجربة أمسيف مع الفريق الوطني في مرحلة سابقة قد تفيده في القادم من الأيام شريطة إجتهاده في ظل المنافسة التي سيعرفها مركز حراسة المرمى. - المنتخب: العناصر التي واجهت منتخب الموزمبيق وقدمت أوراق إعتمادها، هل يمكن الجزم بأنها ضمنت رسميتها مع الفريق الوطني؟ الزاكي: أبدا لا يمكن الحديث عن رسمية داخل الفريق الوطني، صحيح أنني إقتنعت بعطاءات بعض اللاعبين، لكنني عاقد العزم على الإشتغال بجدية ليعرف اللاعبون أن قميص المنتخب المغربي ليس رخيصا ومن سيتفانى في الدفاع عنه هو الذي سيحمله. الأيام التي قضيتها مع المنتخب الوطني بمعسكر فارو قدمت من خلالها رسائلي للاعبين رفقة الطاقم التقني من أجل توضيح مدى صعوبة المرحلة المقبلة وضرورة التفاني فيها من أجل القبض على الرسمية. - المنتخب: ما هي الإيجابيات والسلبيات التي خرجت بها بعد المباراتين؟ الزاكي: لا يمكن الحديث عن السلبيات بشكل مباشر، فكما ذكرت الخسارة أمام أنغولا سعيت من ورائها تجريب أكبر عدد من العناصر وخرجت منها بخلاصات مفيدة، كنت أبحث عن لاعبين لإقناعي في بعض المراكز، لهذا غيرت من طريقة اللعب حتى يتسنى لي التقرب أكثر من مجموعتي وكيف يمكن الإستفادة من طريقة لعب كل عنصر على حدة. وبخصوص الإيجابيات فكما تتبعت معنا في معسكر الفريق الوطني فالروح عادت للاعبين والإنضباط كذلك، كل الأمور تسير وفق برنامج محكم، وهذه خطوة ستدفع بنا إلى الأمام لتكوين منتخب مغربي قادر على الحضور بشكل جيد في الإستحقاقات القادمة. - المنتخب: المنتخب المغربي سيفتقد بعض من عناصره خلال المباراة الودية أمام روسيا، كيف ستتعامل مع هذه المعطيات؟ الزاكي: هي فرصة أخرى لنقف عند جاهزية اللاعبين الذين سأستدعيهم للفريق الوطني في المرحلة المقبلة، المباراة أمام روسيا ستكون صعبة، لأن الخصم رفقة مدربه كابيلو سيريد قياس درجهة جاهزيته أمام المنتخب المغربي بحكم مواجهته للجزائر بالمونديال. غياب عناصر كبرادة أو بنعطية سنحاول التعامل معها، هناك من اللاعبين القادرين على مساعدتنا في مهمتنا، وكما ذكرت فالإنتصار لا يهمنا بقدر ما نتطلع لأن نكون في المستوى أمام منتخب يضم عناصر في المستوى، نأمل أن نكون عند حسن التطلعات وسنسخر كافة الجهود من أجل تقديم مباراة في المستوى. - المنتخب: سمحت لفضال ولزعر للإلتحاق بفريقيهما بإيطاليا في إنتظار الحضور مع المنتخب المغربي؟ الزاكي: بالفعل اللاعبان محضرا مع فريقيهما في آخر جولة برسم البطولة الإيطالية في درجتها الثانية، وسيلتحقان بنا في مباراة روسيا. سنواصل التحضير بالجديدة ثم سنرحل إلى موسكو ونحن عاقدين العزم على تقديم أفضل أداء أمام منتخب روسيا الذي له من الكفاءات ما يجعله قادرا على أن نقيس جاهزيتنا أمامه. بالنسبة للاعبي المنتخب المغربي فقد تنقلوا معنا للمغرب لحضور معسكر الجديدة الذي تهيأنا فيه على ذات النهج والذي نفرض فيه بالدرجة الأولى ضرورة الإحساس بروح المسؤولية حتى يتمكن اللاعبون من تقديم أفضل ما يتوفرن عليه من إمكانيات. - المنتخب: من خلال حضورنا في معسكر المنتخب المغربي وقفنا على مدى حجم الإنسجام الذي خلقته بين اللاعبين، في ظل التواصل القائم بين اللاعبين المحترفين والمحليين؟ الزاكي: قبل البدء في الإشتغال مع اللاعبين قلت لهم بأن المنتخب المغربي يبقى أسمى شيء يمكن أن يدافعوا عنه، حاولت رفقة حجي وشيبا جعل الفريق الوطني لحمة واحدة، نفرض فيه الإنضباط للقطع مع حالة الشتات التي كانت في مرحلة سابقة. الإنسجام الذي تحدثت عنه نأمل أن يصل عتبة 100 في 100 مع إقتراب نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وهذا المعطى لن يأت محض الصدفة ويتطلب تظافر الجهود بين كل اللاعبين من أجل بلوغ أفضل مستوى. - المنتخب: أعود بك لمعسكر البرتغال الذي رخصت فيه للحارس فكروش وكذا للقادوري بالمغادرة، ألم يؤثر ذلك على المجموعة؟ الزاكي: أبدا لم يتأثر أي أحد، المبارتان اللتان خضناهما أمام الموزمبيق وأنغولا لا تندرجا ضمن أجندة الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، وفكروش كنت ملزما بالترخيص له بالمغادرة لأنه خاض مباراة قوية أول أمس السبت، وبرادة تركناه يرتاح مع زوجته، فكما تعلم بمجرد عقد قرانه ألحقناه بمعسكر الفريق الوطني. المنتخب المغربي مجموعة واحدة إن غاب لاعب يعوضه آخر، فأنا لا أتوفر على 11 لاعبا فقط ، ولي مجموعة واسعة أتعامل بها وفق منطق الجاهز والقادر على تقديم الإضافة. - المنتخب: هل هناك بعض العناصر التي ستواصل مراقبتها للحضور مع المنتخب المغربي؟ الزاكي: بطبيعة الحال كل اللاعبين المغاربة سأواصل مراقبتهم، الإصابة حرمت العديد من اللاعبين من حضور معسكر الفريق الوطني كنور الدين أمرابط لاعب غلطة سراي التركي والمرحلة المقبلة سأتابع فيها بإهتمام كبير كل من السعيدي والزهر والأحمدي ولاعبين آخرين. المنتخب المغربي له قاعدة كبيرة من اللاعبين المحترفين، وكل ما ينقص هو إختيار القادرين على الإنصهار في بوثقة واحدة من أجل تحسين الأداء. - المنتخب: مواجهة المنتخب الروسي من أي ناحية ترى فيها الإستفادة أكثر للمنتخب المغربي؟ الزاكي: هي ثالث مباراة سأخوضها مع الفريق الوطني، اللاعبون وبعد موسم شاق خاضوه رفقة أنديتهم يشعرون ببعض العياء، ورغم ذلك نحاول التعامل مع هذا الموضوع بحذر شديد، ومباراة روسيا سنجرب فيها «أتوماتيزمات» جديدة وستكون فرصة للوقوف على الطريقة التي سيظهرها لاعبو الفريق الوطني أمام منتخب أوروبي قوي بميدانه. ما سيعطي للمواجهة أمام المنتخب الروسي نكهة جيدة هو الرغبة التي سيبديها الروس لتحقيق الإنتصار، أكيد أنهم سيلعبون بكل عناصرهم الأساسية وهي فرصتنا لوضع أنفسنا في الميزان. صدقني المباراة أمام روسيا بدورها لا أهتم بالفوز بها، الفريق الوطني أتطلع لإكتشاف نواقصه أما إيجابياته فهي في ملكيتنا لذا حضرنا لها بشكل جيد لكي نكون عند حسن ظن الجمهور المغربي الذي أعرف أنه يتوق كي يحقق فريقه الوطني نتائج مميزة. - المنتخب: لنتحدث عن الدفاع المغربي والوجه الجديد الذي كنت من وراء تقديمه وأخص بالذكر داكسوطا، كيف تعلق على المردود الذي قدمه اللاعب، وماذا عن مستقبله مع الفريق الوطني؟ الزاكي: أقنعني المستوى الذي قدمه هذا اللاعب مع المنتخب المغربي والطريقة التي إنصهر بها في أجواء الفريق الوطني، مروان داكوسطا لاعب بقامة طويلة ويجيد التسديد من بعيد بشكل مؤطر، لذا أقنعني مستواه وجعلني أستفيد من العدوة في خط الوسط، في الوقت الذي أظهر تفاهما كبيرا مع بنعطية إلى جانب لزعر في الجهة اليسرى، ناهيك عن ما قدمه اللاعبين الخاليقي والهاشيمي في مركز ظهير أيمن، دون نسيان فضال والكوثري الذين سأوظفهما كيفما أشاء في المرحلة القادمة. - المنتخب: هناك من يرى بأن بلهندة لم يعد بذات المستوى الذي ظهر به سابقا رفقة فريقه مونبوليي، في الوقت الذي عانى فيه كثيرا مع فريقه دينامو كييف من بعض المشاكل؟ الزاكي: بلهندة ورغم كل شيء يبقى لاعبا في المستوى، أتمنى صادقا أن يستعيد كافة إمكانياته مع إقتراب نهائيات كأس إفريقيا، كما يعلم الجميع اللاعب مر بفترات صعبة رفقة فريقه بسبب المشاكل السياسية التي مرت منها أوكرانيا، لكن ذلك لن يمنعه من إستعادة إمكانياته مستقبلا.. أتمنى أن يشتغل بجد، فكما يعرف الجميع فخط الوسط يشكل في كرة القدم متنفسا لباقي الخطوط، وفي المرحلة المقبلة يجب أن يكون إلى جانب عوبادي في مستوى التطلعات، الأهم من كل هذا أن اللاعبين معا أبديا خلال مسعكر الفريق الوطني روحا كبيرة للإشتغال بجد. - المنتخب: في المباراتين أمام الموزمبيق وأنغولا وظفت اللاعب شحشوح في مراكز مختلفة، فتارة يلعب في الأطراف وتارة أخرى خلف المهاجمين، هل من تفسير في هذه التغييرات؟ الزاكي: الهدف من المباريات الودية هو الوقوف على جاهزية اللاعبين ومدى يمكن أن يضيفوا من إضافات وشحشوح حاولت التعامل مع إمكانياته بشكل جيد، والآن كونت صورة عامة على طريقةي لعبة داخل الفريق الوطني وبماذا يمكن مطالبته بالضبط خلال المباريات القادمة. إلى جانب شحشوح أبان القادوري الذي غادرنا خلال معسكر البرتغال عن إمكانيات طيبة، سيكون عنصرا مهما في تشكيلتنا وأتمنى صادقا بأن تتألق عناصر أخرى لكي يكون الفريق الوطني أكبر مستفيد في نهاية المطاف. - المنتخب: شرحت للاعبي البطولة مشروعك بعد إلتحاقهم بمعسكر الفريق الوطني، كيف كان تجاوبهم؟ الزاكي: أبدوا تجاوبا كبيرا وأظهروا لي إستعدادهم للعمل، في الحقيقة قربي من البطولة في السنين الأخيرة جعلني أكثر معرفة باللاعب الممارس بالمغرب وهذا أمر إيجابي، ناهيك عن متابعتي لللمحترفين بأوروبا طيلة الفترة الماضية والتي جعلتني أعرف أدق التفاصيل عنهم. - المنتخب: في برنامجك المسطر، هناك خمسة منتخبات إفريقية ستواجهونها بالمغرب، بعد مواجهة الإمارات في شتنبر، أكيد أن الإحتكاك بالمدرسة الإفريقية سيفيد أكثر؟ الزاكي: بالفعل، لذلك فضلت أن نواجه منتخبات إفريقية بالمغرب، إذ الهدف من ورائها كما ذكرت سيكون هو الإحتكاك، لكن قبل ذلك سنكون مطالبين بتوحيد الصفوف. بوادر الأمل بدت واضحة في معسكر البرتغال، واللاعبون تجاوبوا مع فلسفتي في العمل المبنية على الإحترام والجدية، ناهيك عن الإحساس بروح المسؤولية والثقة في النفس، وإذا إجتمعت كل هذه الصفات فلن ينقصنا شيء إلا التفاني في خدمة القميص الوطني الذي سيكون شرفا لأي لاعب حمله والدفاع عنه. - المنتخب: كسؤال مباشر، هل صراحة باب المنتخب سيبقى مفتوحا في وجه لاعبين لم يحضروا مع المنتخب المغربي في معسكر البرتغال وآخرين لن يواجهوا روسيا؟ الزاكي: سيظل باب المنتخب المغربي مفتوحا في وجه كل من توسم في نفسه القدرة على اللعب مع المنتخب المغربي.. ليس من حضر معسكر البرتغال أوالذي سيخوض مباراة روسيا ضمن حضوره مع الفريق الزطني بشكل قاطع، أنا أومن باللاعب الجاهز، ومن هنا لنهائيات كأس إفريقيا قد تحصل متغيرات جديدة. - المنتخب: هل من حق الجمهور المغربي أن يتفاءل بمستقبل فريقه الوطني مع الزاكي بادو في ظل إعجاب معظم الجماهير بحضورك مع المنتخب؟ الزاكي: «لهلا يحشمنا» سأبذل قصارى الجهود لأخدم الفريق الوطني وسأفعل كل ما في وسعي ليكون الفريق الوطني في مستوى تطلعات الجمهور المغربي في المرحلة المقبلة، مباراة روسيا سننتظر ما ستكشفه لنا، بعدها لكل حادث حديث.