يغادر أم يبقى؟ هذا هو السؤال الآن حيال مستقبل نيمار الذي أثار تكهنات كثيرة منذ قر ر باريس سان جرمان الفرنسي إنهاء "الحقبة الم ترفة" في النادي في انتظار أن تتضح الأمور، غير أن النجم البرازيلي يتصر ف كأن شيئا لم يك ن، وهو مدرك للعقبات المحيطة باحتمالية المغادرة. مع وصول كريستوف غالتيي إلى رأس الإدارة التقنية لبطل فرنسا، و ضع الانضباط كقيمة أساسية، ونيمار، بأسلوب حياته الذي لطالما كان عرضة للانتقاد، يعرف أنه في مرمى النيران. كان ذلك كافيا لتغذية التكهنات المتكررة حيال انتقال صاحب الرقم 10 الذي تعاقد معه سان جرمان في العام 2017 من برشلونة الإسباني مقابل 222 مليون أورو، وهي أغلى صفقة انتقال في التاريخ. وفيما تحو ل مركز الثقل في سان جرمان إلى كيليان مبابي بعد تمديد عقده حتى العام 2025، وعدم إمكانية المساس بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، فإن نيمار (30 عاما ) الذي تخللت مسيرته الباريسية إصابات خطيرة، لم يعد ي عتبر ميزة أساسية في عيون صانعي القرار في النادي. ذلك خصوصا بعد موسم مخي ب للآمال للغاية (13 هدفا و8 تمريرات حاسمة في 28 مباراة بكل المسابقات)، و صم أيضا بانتكاسة أخرى في عصبة أبطال أوروبا مع إقصاء النادي الباريسي في دور الثمن أمام ريال مدريد الإسباني الذي حق ق اللقب لاحقا . وفي حال وجود عرض مرض، فإن سان جرمان مستعد لقلب الصفحة. لكن المعادلة معقدة للغاية، والبرازيلي الذي لا يظهر رغبة مجنونة في مغادرة باريس، وهو في وضع قوي بهذه الحالة. ي درك نيمار أن الأندية القادرة على مضاهاة راتبه الفلكي (أكثر من 4 ملايين يورو شهريا ) لا تقف في طابور. وبعد تمديد عقده في العام 2021 حتى العام 2025، قام هو بنفسه بتفعيل بندين يسمحان له بتمديد عقده لعامين إضافيين (حتى العام 2027)، وفقا لصحيفة "ليكيب" الفرنسية. وإذا ما دعاه مواطنه وزميله السابق في باريس سان جرمان تياغو سيلفا للانضمام إليه في تشلسي الإنكليزي، فلا شيء في تصريحاته يشير إلى رغبات في الرحيل. فاجأ نيمار الجماهير الباريسية نهاية الموسم الماضي، ولم يتردد في استفزازها قائلا "سوف يتعبون من إطلاق صافرات الاستهجان في وجهي لأنني سأبقى". استعاد البرازيلي النغمة نفسها نهاية شهر أيار/ماي الماضي عندما أكد أنه "في الوقت الحالي، لم أسمع شيئا ، لكن من جانبي، فالحقيقة هي أنني باق". كان غالتييه بالإصرار نفسه في الخامس من تموز/يوليو. قال مدرب نيس السابق "من الواضح أنني آمل أن يبقى نيمار، لأنه عندما يكون لديك لاعبون من الطراز العالمي، فمن الأفضل أن يكونوا معك وليس ضدك". منذ وصوله إلى الأراضي اليابانية الأحد في جولة لمدة عشرة أيام مع نادي العاصمة الفرنسية، أبدى نيمار ابتسامة عريضة ووافق عن طيب خاطر على عمليات تسويق عدة. لا علاقة لذلك بموقفه المتعثر في العام 2019 عندما رافق زملاءه في الفريق في فترة تدريب صيفية في الصين وهو يجر قدميه، على أمل عودة متعثرة إلى نادي برشلونة الإسباني. ومع اقتراب مونديال قطر 2022 (من 21 تشرين الثاني/نونبر حتى 18 كانون الأول/دجنبر)، لا يبدو أن هوى نيمار تغي ر. بل على العكس، يقول البرازيلي إنه مصمم أكثر من أي وقت مضى على التألق في ما يعتبره "آخر" حدث كبير في مسيرته كلاعب كرة قدم. وقال مؤخرا خلال بث مباشر مع معجبيه عبر صفحته على فيسبوك "هذا الموسم، كل التسديدات ستدخل، الصربات الحرة، الضربات الرأسية..."، مؤكدا "أشعر أنني بحالة جيدة. أنا واثق من نفسي! لقد تدربت كثيرا خلال عطلتي".
