فاز الإثيوبي بونسا ديدا بسباق ماراطون مراكش الدولي في دورته 32 بعد أن حقق توقيت 2 س 9 د 41 ث، متبوعا بالعداء المغربي سمير جواهر الذي قطع السباق بزمن قدره 2 س 9 د 41 ث فيما عاد الصف الثالث للعداء الإثيوبي إنديشاو نيغيسي شومي بتوقيت 2 س 9 د 53 ث، غير أن سباق نصف الماراطون عرف سيطرة مطلقة للعدائين المغاربة حيث حلّ عمر ايت شيتاشن في الصف الأول مححقا زمنا قدره 1 س 1 د، متبوعا بمواطنه ياسين العلاّمي بتوقيت بلغ 1 س 1 د 46 ث، فيما احتل محمد بيباط الصف الثالث الصف الثالث ب 1س 1 د 40 ث . وفي سباق الماراطون إناث، عادت الرتبة الأولى للمتسابقة المغربية فاطمة الزهراء كردادي التي حققت توقيت 2 س 25 د 7 ث، أما الصف الثاني فعاد للبطلة كلثوم بوعسرية التي حققت توقيتا قدره 2 س 29 د 29 ث، فيما عاد الصف الثالث لحنان قلوّج التي قطعت مسافة السباق في زمن قدره 2 س 31 د 27 ث، بينما عرف نصف الماراطون اناث فوز رقية المقيم بالصف الأول بزمن قدره 1 س 11 د 11 ث، فيما احتلت فتيحة أصمّيد الصف الثاني بتوقيت 1 س 11 د 19 ث، أما الصف الثالث فعاد لكوثر فركوسي بتوقيت 1 س 11 د 59 ث، مما يكرس هيمنه العدادات المغربيات في هذا السباق باحتلال الصفوف الأولى بعد حلول رحمة الطاهري رابعة متبوعة بصباح الصقلي وسكينة أطنان وحنان بوعكاد ووفاء الكزوير وسكينة الحاجي . وشهد سباق الماراطون في صنف الذكور منافسة شديدة على مستوى المقدمة بعدما انفصل حوالي 20 عداءا عن باقي العدائين ليشكلوا كوكبة استمرت مجتمعة إلى حدود الكيلومتر 40 حيث نجح الثلاثي الفائز بالصفوف الأولى في الرفع من سرعة الإيقاع و حصر مراكز المقدمة، في حين بلغت المنافسة أشدها بين العدائين المغاربة والاثيوبيين الذين فازوا بالمراتب الأولى غير أن الاثيوبي ديدا نجح في حسم السباق في الأنفاس الأخيرة بفارق ثانية وحيدة عن البطل المغربي سمير جواهر، على عكس سباق الإناث و الذي عرف مشاركة كبيرة للعداءات المغربيات الذي حسمته العداءة فاطمة الزهراء كردادي لفائدتها، والتي أوضحت أن مشاركتها محطة هامة للمشاركة في المسابقات القادمة واعدة بتقديم صورة طيبة وتمثيل مشرف للمغرب في المسابقات الدولية المقبلة، بحيث اعتبرت أن "ماراطون مراكش" محطة مهمة في برنامجها الإعدادي الذي ستعقبه مشاركة في منافسات دولية أخرى. وقال العداء المغربي سمير جواهر أن المنافسة كانت كبيرة بين العدائين الإثيوبيين والمغاربة والكينيين الذين قدموا سباقا من مستوى عال، ساعدهم في ذلك المدار الجميل، بيمنا كانت الحرارة عائقا أمام المتسابقين، مشيدا بالتنظيم الجيد على طول مطاف السباق من حيث الإجراءات الميدانية و التقنية والأمنية للدورة لاسيما على مستوى الإنطلاقة، بعد أن أسندت المهمة لمختصين في الميدان للقيام بهذه الاجراءات التي كانت على مستوى عال من الضبط والفعالية، فضلا على أن ما ميّز هذه الدورة هو ادلاء العدائين بالجواز الصحي الذي يثبت تطعيمهم بلقاحات ضد فيروس كورونا أو اجراء اختبار PCR قبل 48 ساعة على انطلاق الماراطون، فضلا عن برمجة سباق للدراجات الهوائية بعد انطلاق السباق. تجدر الإشارة أن دورة هذه السنة في نسختها 32 والتي جرت تحت الرعاية الملكية السامية اتخذت من الفلسفة الايكولوجية غاية وهي التي دخلت برهان التحدي من أجل المحافظة على البيئة ومواصلة الإشعاع العالمي للمدينة الحمراء والمكانة التي أضحت تتبوؤها في تنظيم التظاهرات الرياضية والثقافية والبيئية والسياسية، إذ استهدفت إطلاق حملة توعوية- تحسيسية من خلال دعوة ساكنة مدينة مراكش و ضيوفها إلى التخلي عن سياراتهم و دراجاتهم النارية لأجل مساعدة العدائين في توفير جو سليم للتنافس الرياضي، والمساهمة في الحد من الإختناق المروري الذي تعاني منه المدينة الحمراء والتي تزامن مع نهاية عطلة منتصف السنة الدراسية، وذلك بالعمل على خلق سلاسة على مستوى المرور على طول مدار السباق والتي تحفّز المشاركين على البذل والعطاء خلال المنافسة. في ذات السياق، أكد محمد الكنديري رئيس مؤسسة ماراطون مراكش أكد أن هذا السباق لم يعد مراكشيا أو مغربيا فقط و إنما صار دوليا بعدما اعتمد كمؤهل للألعاب الأولمبية من خلال تحقيق التوقيت الأدنى ( المينيما ) فضلا عن أنه صار مرجعا للجامعة الدولية لألعاب القوى وللعديد من السباقات التي طلب منظموها إلى عقد شراكات مع مؤسسة ماراطون مراكش لتبادل التجارب على مستوى التنظيم والتكوين. وأوضح الكنديري مدير ماراطون مراكش الدولي أنه تم ايلاء أهمية كبرى لسلامة المتسابقين من خلال تثبيت سياجات فاصلة لحماية العدائين في عدد من النقط بالمدينة خاصة تلك التي تعرف اكتظاظا، إلى جانب الحد من الإرتباك الذي يحصل بها رغم أن التنظيم الأمني المحكم وتدخل سلطات المدينة ساعد بدرجة كبيرة على تصريف الاختناق المروري بسلاسة، مضيفا أن سباق الماراطون يساهم في الارتقاء بالنشاط الرياضي والفني بالمدينة و يروج لمراكش كوجهة سياحية بحيث أضحت المدينة الحمراء قبلة للرياضة بامتياز، وأنه على غرار الدورات السابقة كان المطاف عاملا مساعدا على تسويق أجمل المناظر الطبيعية والحضارية وأكثرها رمزية في المغرب بدليل أن المدار نفسه جعل السباق سريعا. وأبدى مدير ماراطون مراكش رضاه عن مستوى الدورة شكلا ونوعا وتنظيما حيث أكد أن السباق تعزز بأنشطة رياضية موازية تم استهلالها بافتتاح قرية الماراطون منذ الخميس الماضي إلى غاية حفل الختام، مشيرا إلى أن أبرز الأنشطة الموازية للسباق تمثلت في سباق الترحيب ( 4 كلم) و سباق الأطفال ( 3 كلم ) الذي تفاعل معه الحاضرون ومنح للمارطون أبعادا إنسانية وتربوية وايكولوجية، إلى جانب تقديم خدمات طبية داخل "قرية الماراطون" خاصة على مستوى مراقبة المنشطات مما ساعد من تجويد مستوى الدورة. وأثنى الكنديري بدعم السلطات المحلية، لاسيما الدعم المعنوي والمادي لوا جهة مراكش- آسفي، والسلطات الأمنية التي سهرت على إنجاح الجانب التنظيمي فضلا عن الداعمين الذين تحملوا عناء الدعم المالي واللوجيستيكي، منوّها بتعاون المجلس الجماعي ومجلس مقاطعة المشور في إنجاح التظاهرات الرياضية والثقافية بالمدينة الحمراء، بعد أن بلغ عدد المشاركين 11000 عداءة وعداء منهم 1500 عداء أجنبي، على خلاف الدورة السابقة التي جرت سنة 2020 والتي عرفت مشاركة 14000 متسابقا بلغ عدد الأجانب منهم 4500 عداءة وعداء من مختلف دول العالم، وذلك راجع للسياق الصحي العالمي المتمثل في انتشار الفيروس التاجي الذي ألقى بظلاله على التظاهرات الرياضية التي توقفت لمدة عامين خوفا من تداعيات الجائحة.