•• الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وقد ابتلى عبده الضعيف بمرض طارئ ألزمه جراحة دقيقة كان لفضل الرحمان ولطفه الخفي جزيل الكرم في أن أغدق علي ردائي العافية والسلامة، لذلك لم أجد استهلالا أجمل ولا أفضل من تكرار الحمد للخالق بعدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته على رعايته ومعه شكري وامتناني الكبير الذي أعجز عن التعبير عنه، للسائلين وما أكثرهم ولعله مصاب فيه كل خير، وقد أخجلني ما ورد علي من رسائل واتصالات إطمئنان من خارج وداخل الوطن ... كما هو شكري لزملائي بل إخواني داخل «المنتخب» من كبيرهم السيد بدري والأستاذ السي بدر الدين الإدريسي لغاية كافة الأشقاء المحررين والتقنيين وكل زملاء القطاع خارج هذه الزاوية المباركة فلكم مني انحناءة تقدير ... •• وأنا في غمرة التعافي والنقاهة وقد شاء العلي القدير أن تكون بين الأحباب بعدما حال المرض بيني وبين الحلول ضيفا بقطر لتحليل فعاليات كأس العرب لحكمة ارتضاها الله ويرضاها عبده بطبيعة الحال، آلمني لدرجة الإجهاش بالبكاء وهذا ليس نفاقا ولا مواربة بل هو واقع شهدت عليه موقع الديربي دون أن أتمالك أعصابي وأتحكم في مشاعري ولا حتى تفسير سر هذا التفاعل الغريب مع الإقصاء... خمنت وقدرت أن حبنا لهذا الوطن والذي لا يزايد أحد عليه، وعدم تقبلي السقوط ليس بالهزيمة بل بتلك الطريقة السمجة كان آحد الأسباب، لم أقبل أن لا «نلعب الكرة» في تلك المباراة. لم أقبل أن نخسر بهدف كرطوني وبعدها يصرح مسجله أنه أغلى هدف في مشواره وأنه حاول تقليد «الكابتن ماجد». لم أقبل أن يكون رجال عموتا قد مسخوا مسخا، لتظهر صورتهم باهتة بذلك الشكل الفظيع وقد توفرت لهم ما لم يتوفر لمنتخبات الصف الأول في إفريقيا. أمام الجزائر التي استحقت فهنأناها نصرها الكبير، كرر لاعبونا ما حدث ذات يوم في جنوب إفريقيا مع رجال بنعبيشة وهم يفوزون بثلاثية نظيفة أمام نيجيريا ويخسرون بالأربعة في نصفها الثاني. أمام الجزائر إتضح أن ما قدموه أمام منتخب أردني أكلته كورونا وفلسطيني فدائيون بلا تنافسية وسعودي حضر بالأولمبي، كان سربا ووهما بل مقلبا ابتلعناه. الجزائر كانت صخرة الحقيقة، وغامبيا وجنوب السودان وجيبوتي وأوغندا والكونغو وما سبق في المشوار الإعدادي كانوا بروفات خادعة ... حرام الذي حدث، لدرجة أن فئة تتلون بلون الحماس المتسرع، هاجمت وحيد ولو أني أكثر من ينتقده لكن بالحكمة الرشيدة وأسيوده، وليس لدرجة المطالبة بمباراة ودية بين رديف عموتا وأسود وحيد ... وليس لدرجة أن يطالب هؤلاء بأن يمثلنا رجال عموتا بالكان متحمسين لمحليين جربهم الطوسي أمام تنزانيا ذات يوم مع لمراني، وحمال والشاكير وبلخضر بوروزق وكرر تجريبهم مع لمياغري والحافيظي والنملي بالكان وبقية القصة تعروفونها. ليس لدرجة أن يطالب البعض بالشيبي لأنه مرر بالدعاء المستجاب لبانون مكان مزراوي ونهيري مكان ماسينا وجبران مكان أمرابط والحافيظي مكان الشاعر وبنشرقي مكان مايي والبركاوي مكان النصيري منتهى الهراء؟ الآن وبعد أن غرفت أسماء من هذا الرديف ل 9 سنوات من مال هذا المنتخب في كل نسخ الشان وتبرعت فتمتعت، ما عادت الحاجة للإبقاء على نفس مقاربة الأمس. الآن ينبغي أن يتشكل الرديف والمحلي من الجيل الأولمبي على شاكلة ما قامت به السعودية سعيا خلف العودة للأولمبياد مثلما فعلت مصر. الآن ما عاد مقبولا أن تتواصل نفس البحبوحة والسخاء مع «مصوف الجيب» والأمتعة والوديات المخملية والمعسكرات التي توقف البطولة ومنح جزافية وكأننا بلد بترولي ومدرب يتقاضى 30 مليون لنخسر عند أول امتحان حقيقي. هذا هو موقفي بعد وهم لاعبي البطولة الذي صدقته الأغلبية، هذه نظرتي لمستقبل هذا الكيان وهذه هي عين الحكمة بعد سقطة ملعب الثمامة المؤلمة والصادمة في شكلها لا مضمونها... على قدر جرح الخذلان ينبغي أن يكون التعافي بالكي، فكفانا من إهدار كل هذه الأموال وبعدها نحصد عاصفة المهانة؟؟؟