لم يكن الفوز برباعية نظيفة على الفدائي الفلسطيني، غير استهلال جيد لكأس العرب التي يوضع المنتخب الرديف في صدارة المرشحين للفوز بلقبها، كما لم يكن هذا الفوز العريض إلا تحصيلا لحاصل فني ورياضي، فما كان من فوارق كبيرة بين الأسود وبين الفدائيين، لياقة وتحضيرا وخامات فنية، لم يكن يسمح لمنتخبنا الوطني إلا أن يتحصل على النقاط الثلاث، وعلى كم من الأهداف يقوي نسبته العامة.. لكن الأمور لا تحسم بهكذا شكل، فقد احتاج الفريق الوطني لتشكيل ولشاكلة تترجم كل هذه الفوارق الكبيرة لأرقام. قرر الحسين عموتا أن يفاجئنا بتشكيل جديد في مبناه الهجومي على وجه الخصوص، ذلك أن الإعتماد على تشكيل قاعدي مؤسس على 4-3-3، سيدفع به إلى وضع كل من الحداد وبنشرقي في الرواقين الأيمن والأيسر والبركاوي كرأس حربة، وخلف هؤلاء ثلاثي متعدد الأدوار على مستوى الوسط، مشكل من جبران، الكرتي والحافيظي، وهذا كله يظهر النزعة الهجومية للرسم التكتيكي. وكان متوقعا أن لا يغامر المنتخب الفلسطيني باللعب مفتوحا، وهو أعرف من غيره بالفرديات الكبيرة التي يملكها منتخبنا الوطني، لذلك قرر المدرب الفلسطيني اللعب ببلوك دفاعي متأخر مع وضع خطين متقاربين، بهدف حجب الرؤية على المهاجمين المغاربة. هذا التنظيم التكتيكي للمنتخب الفلسطيني، فرض على العناصر الوطنية البحث عن الحلول الهجومية، بالإختراق من الرواقين، وفتح ثغرات في العمق الدفاعي، ونتيجة لارتفاع منسوب اللياقة فإن الفريق الوطني سيجد صعوبة بالغة في فك شفرة الدفاع الفلسطيني، وإن كان قد فوت فرصة التهديف مبكرا بواسطة البركاوي ثم بنشرقي. وبرغم أن أسودنا كانوا الأفضل انتشارا والأكثر تسديدا نحو المرمى، إلا أنه كان لابد من انتظار الدقيقة 31 ليرفع المدفعجي محمد نهيري الستارة عن اكتساح الأسود بهدف ولا أجمل من صاروخ أرض جو. وقد كان واضحا بنهاية الشوط الأول، ومع يقين عموتا بأن قوى المنتخب الفلسطيني ستنهار بدنيا، أن العناصر الوطنية لابد وأن تزيد من الكثافة الهجومية ومن السرعة في الإنجاز، بخاصة مع التغيير الذي حدث على مستوى رأس الحربة بدخول وليد أزارو مكان كريم البركاوي. طبعا ما سيحصل هو تحصيل لمحدودية المنافس، لأن الفريق الوطني سيستحوذ وسيرفع نسبة الإحتكار وسيزيد من السرعة في ختم الهجمة وسيكون أيضا بنجاعية عالية، ليتمكن من الوصول لرباعية، وليحصد نقاطا ثلاثا ما كان ليقبل بغيرها وليفتتح مشوار كأس العرب بأفضل صورة ممكنة.. أنجز الأسود مهمتهم الأولى، والآتي بكل تأكيد سيكون أصعب، وأسودنا أهل لها..