باستحقاق وباكتساح لم يكن متوقعا٫ فرسان الأمة عنا طردوا الغمة وأزاحوا عنا توجسا وقلقا رافقانا خلال الذهاب وهم يخسرون في أكرا بهدف لصفر٫ سداسية أمام هارتس أوف أوك وأداء جذاب وواحدة من فواصل المتعة صدرها رجال الركراكي لأنصارهم ليعلنوا لحاقهم الإعتيادي والمألفوف بدور المجموعات برقم قياسي: تغيير واحد ومسوفا واجد كما كان متوقعا و لأسباب متداخلة منها فقر التركيبة للغيابات المفروضة بسبب الإصابات أو التي فرضتها الإعاقات الناتجة عن عدم قيد عدد من الوافدين الجدد افريقيا٫ فقد شمل التعديل الوحيد على تشكيلة الوداد اللاعب زهير المترجي الذي غادر مباراة الذهاب وهو يجر كاحله الذي تعرض لإصابة على مستور الوتر، إذ قرر الركراكي الإبقاء على نفس الوجوه التي خاضت مواجهة الذهاب بأكرا٫ مع تعويض المترجي باللاعب منصف اشراشم. إلا أن المتغير الأهم و الأكبر٫ كان هو عودة الركراكي ليتواجد بالإحتياط بعد تخلفه ذهابا وهنا اختلف الأمر ٫ لنلمسه سريعا من خلال البداية النارية للفرسان الحمر ٫ الذي سيتوصل في أول 10 دقائق لإحداث الفارق المبحوث عنه والمراهن عليه. العملود في د 5 يمرر عرضية مميزة بعد بناء جميل و مسوفا في المكان والوقت المناسبين يرتقي بالرأس معلنا افتتاح العداد وإعاد الكفتين للتوازن بين الذهاب والإياب. هدف سيربك الفريق الغاني ليعترض اللاعب بانساك طريق الليبي اللافي بعدها بدقيقتين وضربة خطز مباشرة نفذها بذكاء اللاعب أيمن الحسوني من تحت أقدام الحائط الذي اهتز و هدف ثان أطلق معه الركراكي العنان لفرحته. هذه هي ودادنا؟ توقعنا ردة فعل الوداد كما عشناها معه في سابق التجارب للرد على هزيمة الذهاب ٫ لكن ما توقعنا أن تكون بهذه الهالة و لا هذا الإجتياح ٫ هدفان في أول 10 دقائق وضعا دفاع غانا بقيادة ا الخبير موفي في مهب الريح. عطية الله في د 12 يتوغل داخل المعترك و يمرر برعونة بدل التسدد صوب مرمى الحارس أطاح التي فسحت زاريتها على مصراعيها٫ و لتمر التمريرة من تحت أقدام مسوفا. بعدها جبران يجرب حظه في التسديد و الكرة تغازل قدما غانية و تغادر للزاوية٬ لتثمر هذه الزاوية فرصة خطيرة بعد أن ارتقى عملود بالرأس أعلى من الجميع ومثل لاعبي الكرة الطائرة" سماتش رأسي " لعملود يمر بمحاذاة قائم حارس هارتس بسنتمرات مععدودة ومعه ضاع هدف تأمين العبور والتأهل مبكرا،وعكس ما حدث ذهابا٫ لا أثر لفريق هارتس خلال أول 20 دقيقة ظهر فيها التكناوتي لفترات معدودة لتشتيت كرات سهلة. وداد هذه الفترة هي الوداد التي عرفناها على امتداد 7 سنوات متتالية في نفس المسابقة٬ اجتياح وسلاسة وتصدير الثقة للأنصار بالتحكم طولا وعرضا في المباراة. داري والجرعة الثالثة لم يكن استباقا للأحداث أن تعلن هذه المباراة بميزة الأفضل للوداد ليس محليا بل قاريا و منذ زمن بعيد٫ مباراة كانت مثالية في التحضير لها و قد أراح الركراكي لاعبيه كي لايعصروا مثلما حدث فترة البنزرتي أمام أولمبيك آسفي بالبطولة. كما هيأ لها بشكل مثالي بالتشكيل و عاد ليعلن أقوى دخلة ممكن متابعتها في أول 21 دقيقة حيث ستتواصل الصفات النموذجية من خلال هدف ولا أروع للاعب أشرف داري و هو يرتقي أعلى من الجميع بالرأس معلنا الهدف الثالث للفريق و مكرسا لغاية اللحظة تأهلا مستحقا للمرة السابعة تواليا لدور المجموعات. حالة من الذهول و الدهشة للاعبي هارتس ٫و نشوة لاعبي الوداد بعد هذا الإمتياز المريح و تحديدا بعد جرعة داري التي حصنت الجسد الودادي من فيروس المنافس٫ قادتهم ليقدموا لنا وصلة ممتعة راقية وجذابة أراحت أنصارتهم وجنبتهم تكرار سيناريو معاناة نفسيةرهيبة عاشوها الموسم المنصرم أمام الملعب المالي . تسونامي أحمر وعبور سلس ولأن الإشارات المطمئنة لاحت مبمرا فإن الوداد سيتمكن من حسم الأمور كليا عن طريق يحيى جبران بواسطة جزاء مستحق أغلق محضر الشوط الأول برباعية ليكمل الفاصل والعزف الأحمر عملود مطلع الشوط الثاني بهدف خامس ثم يعود مسوفا ليسدس النتيجة بعد انفراده بالحارس وسط انهيار للمنافس. تسونامي الوداد حمل الفريق باستحقاق لدور المجموعات و سيمنح المجموعة الثقة المطلوبة كما ستمنح النتيجة وهي الأعلى في تاريخ الركراكي ما خططله و ما صرخ به و هو أنه حل مكان البنزرتي ليقود الوداديين لبوديوم عصبة الأبطال و لعل نزهته في حدائق الصنوبر الغانية ليعكس حقيقة هذه الوعود وجدية الرهان.