ها هي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال تبلغ خط النهاية، وقد حكمت عليها جائحة كوفيد 19 كحال كل التجمعات الكروية القارية والدولية الجلوس في قبو الإنتظار في ظلمة درب عسير، تنتظر شبه إنفراجة لإعادة الفرح للمشهد الكروي العربي. يوم السبت مساء بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ستضع هذه المسابقة ثقلها الذي أنهك الأكتاف، وستعلن المباراة النهائية بين الرجاء البيضاوي واتحاد جدة السعودي، من سيتشرف برفع كأس تحمل إسما غاليا علينا كمغاربة، إسم جلالة الملك محمد السادس، تأسيا بفكرة عبقرية أطلقها رئيس الإتحاد العربي لكرة القدم السابق المستشار تركي آل الشيخ، يوم عن له أن يقرن هذه الكأس التي يتبارى عليها الأبطال العرب، بأسماء شخصيات خلدت إسمها بعبقريتها في تاريخ الإنسانية، فكانت البداية بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم جاءت بعده نسخة محمد السادس ملك القلوب. ولأنها مباراة نهائية تأتي في توقيت غريب، ما يفصلها عن مشهد الدور نصف النهائي الذي أفرز سعيدي الحظ أشهر طويلة، فإن لا جدوى من التفتيش في مفكرة مواجهة الرجاء للإسماعيلي المصري ومواجهة اتحاد جدة لشقيقه الشباب السعودي، بل إن برمجة النهائي في هذا التوقيت بالذات والناديان معا لم يبلغا بعد مرحلة متقدمة في الجاهزية البدنية، سيحجب عنا تقريبا أي رؤية فنية استباقية، ولو أن اتحاد جدة يتقدم على الرجاء درجات في سلم التنافسية، بحكم أنه خاض معسكرا وديا بالنمسا، بل وخاض مباراتين رسميتين عن البطولة السعودية، في وقت لم يتمكن الرجاء بفعل الإنتهاء متأخرا من البطولة الإحترافية من وضع برنامج إعدادي جيد يحضر لحدث إستثنائي بالطريقة التي تليق به وتحقق حلم التتويج. بالطبع قد تكون هذه الجزئيات وازنة في المباراة النهائية، فإن حصل لاعبو اتحاد جدة على منسوب بدني يمكنهم من رفع الإيقاع على فترات، فإن مخزون الرجاء قد لا يكفي لمواجهة السيناريوهات الطارئة، بخاصة إذا ما قرر اتحاد جدة اللعب من البداية بإيقاع مرتفع. ولا تستطيع هذه الجزئيات وهي فاصلة بين الفريقين في نواحى بدنية وتكتيكية، أن تصادر الجموح النفسي والعاطفي للاعبي الرجاء الذين يشعرون أنهم أمام لحظة تاريخية من الصعب جدا تفويتها، لحظة التتويج بلقب غال بالإسم الذي يحمله، ولقب غال بالمكافأة المالية المزجية التي يعد بها المتوج، منحة مالية يحتاجها الرجاء أكثر من أي وقت مضى لتجفيف ما بقي من مديونيته الثقيلة. وغير أهمية بل وذهبية اللحظة، هناك طبع تطبع بها الرجاء جيلا بعد جيل، هو أنه لا يفوت المباريات النهائية، دون أن يقف في أعلى منصات التتويج موشحا بالألقاب. طبعا كان أملنا كبيرا، أن يقترن هذا الوصول الرائع للرجاء البيضاوي لنهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، بحضور الجماهير في مدرجات المركب الأميري ليكتمل العرس وليعيش العالم فاصلا مكررا لما كان من إبهار في الديربي العربي بين الغريمين خلال الدور ثمن النهائي للمسابقة، إلا أن القدر شاء أن تخلو المدرجات من سحرها، وأن يأتي النهائي ساكنا، إلا من رقصة الإبداع على أرضية الملعب بين لاعبي الفريقين الشقيقين. ............................... من كان يتوقع أن يقع الفريق الوطني في مجموعة سهلة عند سحب قرعة نهائيات كأس إفريقيا للأمم بياوندي مساء أول أمس الثلاثاء، ربما لم ينتبه جيدا إلى التراتبية التي تحكمت في وضع المنتخبات 24 في الأوعية الأربعة. فإن كان الفريق الوطني قد أسعفه تصنيف الفيفا، وليس محصوله الرقمي في النسخ الثلاث الأخيرة لكأس إفريقيا للأمم، ليكون في المستوى الأول ويتفادي مواجهة سواعد كبرى من أمثال الكاميرون المستضيف أو الجزائر البطلة أو حتى السينغال وصيفة بطل النسخة الأخيرة، إلا أن المنتخبات التي وضعت في المستويين الثاني والثالث أظهرت أن لا مجموعة سهلة ستفرزها القرعة، ولو أن هناك من يتحدث اليوم عن وقوع نسور قرطاج في مجموعة في المتناول، وأكدت أن الفريق الوطني مهما كانت القرعة رحيمة به، فإنه سيصطدم بمنتخبين قويين على الأقل، وهكذا كان، والقرعة تضع الأسود إلى جوار منتخب غانا الذي تواجد في القبعة الثانية بحكم تراجع نتائجه في السنوات الثلاث الأخيرة ومنتخب فهود الغابون الذي لا يستقر على حال، كما لا يمكن قطعا وصفه بالمنتخب السهل. هي إذا مجموعة صلبة، صلابة المعابر التي سيمشيها الفريق الوطني في نهائيات الكان بالكاميرون، وصلابة المباريات الست التي ستكون محددة للمنتخبين الذين سيضمنان تلقائيا التواجد في الدور ثمن النهائي، وللمنتخب الذي يمكن أن ينافس على أفضل ثوالث المجموعات الست. طبعا سنؤجل كل حديث عن كأس إفريقيا للأمم بالكاميرون التي سيبدأها أسود الأطلس يوم العاشر من يناير 2022 بمواجهة المنتخب الغاني، وسنلقي بكل انتظاراتنا لتصفيات كأس العالم 2022 والتي سنبدأها مستهل شهر شتنبر المقبل بمواجهة صقور الجديان ومنتخب غينيا كوناكري، لعل البدايات تكون مبشرة..