بعد تأكيد ريادتها على المستويين الإفريقي والعربي، تتطلع الدراجة المغربية إلى كسب رهان المشاركة المشرفة، والظفر بإحدى الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو، المقررة من 23 يوليوز الجاري إلى 8 غشت المقبل. وستكون "الأميرة الصغيرة" ممثلة في هذه الألعاب، بالدراج محسن الكوراجي (السباق على الطريق) ، إلى جانب وفد رياضي مغربي يضم 47 رياضيا ورياضية سيتبارون في 18 نوعا رياضيا في الأولمبياد الياباني. ويسعى الكوراجي، المنتمي لفريق الاتحاد الرياضي البيضاوي، إلى بذل المزيد من الجهد لضمان حضور مشرف وتمثيل المغرب أحسن تمثيل في هذا النوع الرياضي، وبالتالي ضمان مواصلة العجلة الوطنية لتألقها في مختلف المحافل الدولية. وكان بطل المغرب والممثل الوحيد لرياضة سباق الدراجات الوطنية في أولمبياد طوكيو، الذي يحتل المرتبة 543 عالميا، قد حاز على القميص الأصفر في طواف المغرب لسنة 2016 ، وظفر بثلاث ميداليات في بطولة إفريقيا 2021. ونجحت الدراجة الوطنية في تأكيد حضورها على العديد من الأصعدة سنة 2011 وحققت الآمال التي كانت معقودة عليها في إعادة كتابة التاريخ بعودتها إلى الواجهة الدولية من خلال حضورها في أكبر تظاهرة رياضية كونية، بتأهلها للدورة ال30 من دورة الألعاب الأولمبية بلندن سنة 2012 . وكانت الدراجة المغربية حاضرة في الألعاب الأولمبية، وبالضبط في دورة لوس أنجلس 1984، بعد أول مشاركة لها في دورة روما سنة 1960. وخطت الدراجة الوطنية بثبات نحو العالمية وحققت قفزة نوعية في مسارها حيث تمكن المغرب من المشاركة في بطولتي العالم لسباق الدراجات بأستراليا والدانمارك والتأهل إلى الألعاب الأولمبية . كما حققت نتائج جد إيجابية وتألق دراجوها بالخصوص في طوافات دولية، بل تمكنت من إعتلاء صدارة ترتيب الدوري الإفريقي حسب تصنيف الاتحاد الدولي للدراجات في الفردي وحسب الفرق. كما نجحت الدراجة الوطنية في فرض ذاتها وانتزاع مكانة لها بين البلدان الرائدة في هذا المجال وخاصة على الصعيد الإفريقي، سواء من خلال فوز دراجيها بالعديد من السباقات على الطريق أو من خلال النجاح الذي حققه طواف المغرب. وفي هذا السياق، قال السيد محمد بلماحي ،رئيس الجامعة الملكية المغربية للدراجات، إن تأهل الدراجة المغربية (السباق على الطريق) للألعاب الأولمبية جاء بعد سنة كاملة من الجهد والعطاء بصمت فيها العناصر الوطنية على نتائج جد ممتازة وحققت المراتب الأولى في مختلف المنافسات الدولية والقارية، إلى جانب الاحترافية التي أبانوا عليها خلال مقارعتهم كبار الدراجين. وأضاف بلماحي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التأهل تأتى أيضا بفضل مجهودات العصب الجهوية والجمعيات الرياضية الوطنية في تكوين جيل من المتسابقين ، شرفوا العلم الوطني وأبانوا عن مستوى تقني متميز يعد بالكثير، وكذا دعم وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية والشركاء الوطنيين. وتابع أن الدراجة المغربية، الرائدة على المستويين العربي والافريقي ، ضمنت التأهل إلى أولمبياد طوكيو مع جيل جديد من الدراجين، في أفق تحقيق حلم الظفر بميدالية في هذه الألعاب، معتبرا أن هذه الأمنية "صعبة لكنها ليست مستحيلة". وأردف قائلا إنه من خلال التأهل للألعاب الأولمبية ،للمرة الثالثة على التوالي ، استطاعت الدراجة المغربية تحقيق التزاماتها المنصوص عليها في عقد الأهداف المبرم مع الوزارة الوصية واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، مشددا على أن هدف المشاركة يتمثل في التمثيل الوازن للمغرب عبر اعتماد استراتيجية تمكن من التنافس على الظفر بميدالية أولمبية. وبخصوص الاستعدادات، أكد رئيس الجامعة أنه تم تسطير برنامج مهم لتحضيرات الرياضيين من مستوى عال، والمدعوين لتمثيل المملكة أحسن تمثيل في أولمبياد طوكيو 2020. وأضاف أن هذه الاستعدادات، التي جرت داخل وخارج المغرب، تطلبت الكثير من التضحيات والمتابعة منذ أبريل 2019 ، على الرغم من القيود المفروضة على السفر ، وإلغاء الطوافات في ظل جائحة "كورونا". وأشار إلى أن الدراجين المغاربة خاضوا تداريب وطنية من قبيل المعسكرات الإعدادية بمدن مغربية (يناير 2019 بخنيفرة)، و (مارس 2019 بالدار البيضاء) و (ماي 2019 في إفران)، وكذا تربص إعدادي دولي بتركيا في شتنبر 2019 ، مؤكدا أن هذه التربصات تروم تحقيق مشاركة مشرفة، سواء بأولمبياد طوكيو، أو ببطولة العالم لسباق الدراجات على الطريق، التي ستحتضنها بلجيكا في شتنبر المقبل.