يرفع جيل جديد من العدائين، يقوده المخضرم سفيان البقالي، تحدي كسب رهان ربط حاضر أم الألعاب الوطنية بماضيها، عندما يدخلون حلبة التباري في دورة الألعاب الأولمبية ال32، المقررة في الفترة ما بين 23 يوليوز الجاري و8 غشت المقبل بالعاصمة اليابانية طوكيو. فالمنتخب المغربي، الذي أوكلت إليه مهمة رفع تحدي الدفاع عن سمعة ألعاب القوى، التي ظلت تشكل على مدى سنوات قاطرة الرياضة الوطنية بامتياز، يتشكل من عدائين وعداءات شباب يأملون في تدشين مشوارهم بمعانقة باكورة ألقابهم في أكبر التظاهرات الكونية على الإطلاق. وتعول الإدارة التقنية الوطنية للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، لتحقيق هذا المسعى، على تجربة بعض هؤلاء العدائين، وعلى رأسهم سفيان البقالي، الذي سيخوض الأولمبياد في سباقي 1500م و3000م موانع، ورباب العرافي في سباقي 800م و1500م وسفيان بوقنطار في سباق 5000م ، والذين خاضوا تجربة الأولمبياد في دورة ريو دي جانيرو 2016، إضافة إلى عدائي الماراطون، في رفع العلم الوطني خفاقا في سماء مدينة طوكيو. ويدخل البقالي، الذي كانت آخر انجازاته تحقيق أسرع توقيت عالمي للموسم في سباق 3000 متر موانع، في ملتقى روما ضمن العصبة الماسية (8 د و8 ث و54 ج م)، المنافسات كأكبر مرشح لنيل إحدى الميداليات الأولمبية الثلاث. وإلى جانب البقالي والعرافي، يقول مدرب المنتخب الوطني لألعاب القوى ،عبد الله بوكراع، " لدينا العديد من العدائين الواعدين، اكتسبوا التجربة في كبريات التظاهرات الرياضية، ويمكن الاعتماد عليهم، بل تعقد عليهم الآمال في الصعود إلى منصة التتويج". واعتبر المدرب الوطني ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفريق المغربي يضم عدائين يتوفرون على تجربة كافية تعزز حظوظ المغرب في إحراز ميداليات، إلى جانب أبطال شباب قد يدفعهم طموحهم ورغبتهم في تحقيق الذات إلى خلق المفاجأة . وأوضح بوكراع، أنه في مثل هذه التظاهرات الرياضية الكبرى، التي تجمع أبرز النجوم العالميين من العدائين والعداءات، يكون من الصعب التكهن بحظوظ ذلك العداء أو ذاك ، مهما بلغ مستوى استعداده التقني والبدني باعتبار الضغط النفسي الذي تفرضه المنافسة قبل انطلاقها وأثناءها. وأضاف ،في هذا الصدد، أن الطاقم التقني ،في مثل هذه المنافسات، يكون أكبر هاجس لديه هو التأهل إلى السباقات النهائية، إذ في الكثير من الأحيان تكون سباقات نصف النهاية أكثر صعوبة وتحبل بالكثير من الفاجآت، حيث يشكل التأهل إلى النهاية أولوية لجميع العدائين، الذين قد يلجأون إلى جميع الوسائل لبلوغها، ناهيك عن إمكانية الوقوع في أخطاء تقنية أو التعرض للسقوط وغير ذلك. وقال إنه "تحسبا لكل احتمالات استعد العداؤون المغاربة بشكل جيد، رغم الظروف التي فرضها الحجر الصحي بسبب تفشي فيروس كورونا ما أدى بالتالي إلى إلغاء الكثير من المسابقات، وتحذوهم رغبة أكيدة في تسجيل حضور متميز في الأولمبياد الأولمبي، لكن يبقى المضمار هو المحك والاختبار الحقيقي لقدرات ومؤهلات كل واحد منهم". وشدد ،من جهة أخرى، على ضرورة الاستفادة من الخبرات والتجارب السابقة لضمان استمرار العطاء، خاصة وأن معدل سن الأبطال المشكلين للفريق الوطني لا يتجاوز بالنسبة لأغلبيتهم 20 سنة، معتبرا أن هذا المعطى يشكل في حد ذاته حافزا قويا لتحقيق الأفضل. وأبرز أن برنامج إعداد العناصر الوطنية تضمن، بالإضافة إلى التداريب بالمركز الوطني للرباط وأكاديمية محمد السادس الدولية لألعاب القوى بمدينة إفران، خوض سباقات تجريبية بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، فضلا عن المشاركة في بعض الملتقيات الدولية، ولاسيما بالنسبة للعدائين من المستوى العالي. وأشار إلى أن الجيل الجديد من العدائين هو ثمرة سياسة التكوين التي تعتمدها الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى منذ عشر سنوات، والتي تهيئ كل السبل لإنجاحها، وخاصة على مستوى البنيات التحتية وفي مقدمتها مراكز التكوين التي انطلق برنامج إحداثها سنة 2011، والمتواجدة حاليا بالعديد من مدن المملكة، والتي تخرج منها العديد من العدائين والعداءات، سيشكلون عماد ألعاب القوى الوطنية على المدى القريب. وخلص بوكراع إلى أن إحراز إحدى الميداليات باختلاف معدنها، يبقى أكبر حلم للعدائين والأطقم التقنية، وطموح مشروع ، لكنه لا يتأتى إلا من خلال التخطيط لكل سباق على حدة خاصة على المستوى التكتيكي، وعدم الإفراط في التفاؤل والجزم بإحراز ميداليات، لأن عنصر المفاجأة يكون واردا في كل المسابقات خاصة في تظاهرات من حجم الألعاب الأولمبية.