هي فرصة العمر له وللإطار الوطني وقد واكبت حجم التقدير الذي حظي به وهو يحضر مراسيم قرعة كأس العرب في قطر التي نقش فيها إسمه بأحرف من ذهب لاعبا ومدربا. إنه الحسين عموتا وقد تهادت أمامه هذه الفرصة الألماسية بعد أن أناطت به الجامعة مهمة قيادة المنتخب المحلي الذي سيتواجد في تجمع عربي آهل وغير مسبوق يضم صفوة منتخبات المحيط والخليج نهاية العام الحالي. أمام عموتا فرصة قلما يجود الزمن بمثلها، ليعيد الإعتبار للإطار الوطني الذي اعتقد كثيرون منا أن الزاكي كان آخر الوجوه التي من الممكن أن نراها تقود عرين الأسود، بعد كل الخدوش التي تسببت فيها إخفاقات المدربين المغاربة دون بصمة أو نتائج كبيرة تذكر. شهر دجنبر إن شاء الله سيزيد عموتا الضغط على وحيد، الذي لا يرى بطولتنا أنها الأفضل بالمنطقة بل لا يرى أنه بين لاعبي فرقها من يستحق مكانا داخل تشكيل الأسود ومن تاه، فليعد لندوته الشهيرة ندوة القصف الثلاثي الأبعاد لمنتوجها. شهر دجنبر سيضع عموتا لاعبي البطولة على مجهر المكاشفة أمام منتخب سعودي مونديالي يضم نحوم الهلال والأهلي والسباب ثم الإتحاد في بطولة يقولون عنها أنها الأقوى عربيا على الإطلاق. شهر دجنبر سيكون عموتا على موعد مع مدرب آخر مر من عرين الفريق الوطني ولطالما سفه البطولة ولاعبيها، ولطالما أمعن في تهميش عناصرها وقد كان يفضل منديل وأحجام والشباك وبناصر وبوطيب وبوهدوز على لاعبيها وأن كان بون وفارق المهارة والكفاءة لا يحتاج لمقارنات. لذلك قلت أن دورة قطر العربية إنما جاءت لتضع الحسين عموتا أمام اختبارات سيراقبها عن كثب فوزي لقجع وقد جرى التمهيد لتمكين الحسين من مقاليد الفريق الأول مستقبلا ولنا ألف حجة على ذلك، بأن مكنه من الإشراف على المنتخب الأولمبي الذي هو نواة وأساس المونديال الأمريكي الثلاثي 2026. وسيهمنا كثيرا أن يكون منتخب عموتا أهلا لهذه الثقة كما جسدها على الملاعب الكامرونية وقد دهس منافسيه بالطول والعرض ليحفظ الشان الثاني في خزانة الكرة المغربية. بل سيهمنا أكثر أن يضع عموتا الناخب الوطني وحيد خليلودزيش في حرج بالغ أشهر قبل المونديال القطري للكبار، بأن يرمي له بأوراق لاعبين بإمكانهم أن يعيدوا الإعتبار للاعبي البطولة الذين اغتال رونار فيهم الحلم والأمل في روسيا لما قلص الكوطة المحلية لتقتصر على الكعبي والتكناوتي في صورة الكومبارس. لذلك ولما يتحلى به من جدية ومن روح انتصارية وجنوح غريب صوب تحصيل البطولة، وبمجرد عودته من قطر عكف عموتا بمعية مساعديه وحمال فتحي ومن يثق فيهم من أهل المشورة على التحضير الباكر والهادئ وعلى نار مهيلة لهذا العرس الكروي العربي الكبير. يدرك الحسين أنه سيحمل لواء باقي الأطر الوطنية كي يعيد لها تموقعها الذي فقدته بالمنتخبات الوطنية جميعها، ويدرك أنه لو يتوج باللقب العربي الذي يساوي 5 مليار سنتيم، فسينتظر من لقجع أن يعلنه ربانا للأسود بعد مونديال 2022 أيا كانت النتيجة النهائية للفريق الوطني تحت قيادة وحيد. لذلك يراقب عموتا تموجات البطولة والهبوط والصعود وتقلبات اللاعبين الذين سيعول عليهم ممنيا النفس، أن لا يغادرها بعد نهايتها هذا العام النجوم المعول عليهم وتحدبدا راحيمي والكعبي وجبران، كما يراقب الجدل المثار بشأن إمكانية ضمه عددا من المحترفين في البطولات العربية وهو موقن أن ضم حمد الله أكبر منه لأنه مرتبط بقرار جامعي، كما يراقب الترويج لأسماء عديدة تنشط في دوريات خليجية، لكن من يعرف عموتا جيدا يعلم أنه كلما جري الترويج للاعب إلا واستبعده من مفكرته فالحسين يرفع من الآن ولغاية انطلاقة التجمع العربي شعار «عند الإمتحان سيعز عموتا أو يهان».