الحدث الكبير الذي ميز مباراة الأمس بين المنتخبين المغربي والكاميروني لا يكمن في أن أسود البطولة نجحوا في الوصول للمرة الثانية تواليا لنهائي بطولة الشان، ولكنه يكمن في أن المنتخب المحلي حقق ثأرا عمره 33 سنة. ويجب العودة إلى سنة 1988 عندما استضاف المغرب لأول مرة في تاريخه نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وكان الفريق الوطني وقتذاك مشكلا من أغلب العناصر التي دخلت تاريخ كرة القدم الإفريقية، عندما نجحت سنتين قبل ذلك في منافسة كأس العالم 1986 بالمكسيك من تحقيق إنجاز غير مسبوق متمثل في أن المنتخب المغربي تصدر مجموعته النارية وكان أول منتخب إفريقي وعربي يصل إلى الدور الثاني للمونديال. والمغرب يستقبل الكأس الإفريقية، علق المغاربة آمالا كبيرة على منتخبهم للظفر باللقب الثاني بعد الأول الذي حققه جيل أحمد فرس والمرحوم الهزاز سنة 1976 بإثيوبيا، سيتمكن المنتخب المغربي من عبور الدور الأول ليصطدم في مباراة نصف النهاية بالمنتخب الكاميروني، المباراة التي جرت بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وخلالها سيخفق الفريق الوطني في بلوغ النهائي بخسارته أمام المنتخب الكاميروني بهدف للا شيء. وأهم ما ميز تلك المباراة التي تركت جرحا بليغا لدى المغاربة، هو التحكيم السيء للحكم الموريسي الذي تغاضى عن طرد لاعب المنتخب الكاميروني كانا بييك الذي تعمد إصابة المدافع حسن موحد برأسه ليحدث له كسرا في أنفه غادر على إثره المباراة، كما تعرض نجم المنتخب المغربي وقتذاك عزيز بودربالة لما يشبه الإغتيال الجسدي من قبل مدافعي المنتخب الكاميروني. وكأن التاريخ يعيد نفسه، ذلك أن المنتخب المغربي المحلي إلتقي نظيره الكاميروني في نفس الدور من نفس البطولة تقريبا، على اعتبار أن كأس إفريقيا للأمم في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كانت تلعب أساسا باللاعبين المحليين، وتمكن أسود البطولة من ترويض أسود الكاميرون بمعقلهم وبذلك ثأروا للجيل المونديالي.