خرج بيم فيربيك المشرف العام للمنتخبات المغربية ومدرب المنتخب الأولمبي، خلال الندوة الصحفية التي عقدها مساء الثلاثاء الماضي بقاعة الندوات بالمركب الرياضي الجديد لمراكش، عن صمته في النقاش الدائر حول الجدوى من تنظيم دوري شالنجر الذي راهنت عليه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لرفع منسوب التنافسية لدى اللاعبين الأولمبيين. وفاجأ بيم الصحافيين الحاضرين في مراكش باستغرابه لتنظيم دوري يخص الأولمبيين دون استشارته أو معرفة وجهة نظره حول الموضوع، وقال بنبرة غاضبة: «إن تنظيم الدوري لم يخضع لضوابط وتقاليد تقنية».. مشيرا إلى أنه لم يكن على علم بالدوري وضوابطه رغم أنه كان فرصة لملء الفراغ الناجم عن توقف الدوري المغربي لفترة طويلة. وقال فيربيك إنه لم يتابع مباريات دوري المستقبل، ومن غير المستبعد أن يطلع على بعضها بعد مباراة بوركينافاصو الودية: «لقد سمعت عن تنظيم دوري للمستقبل الغاية منه إشراك لاعبين أولمبيين، لكنني لم أساهم في تنظيم المنافسات ووضع شروطه وضوابطه، فقد كنت منشغلا بمباريات المنتخب الأولمبي في الأردن مما فوت علي فرصة مشاهدة اللقاءات التي علمت فيما بعد أنها ضمت لاعبين من فئة الكبار والأولمبيين، لكن هاجس الإنتصار هو الذي حركها، وسأتابع بقية المباريات للوقوف على أداء اللاعبين الذين يحتاجون فعلا للمزيد من الثقة من طرف المدربين لإشراكهم في لقاءات البطولة». وخلف التصريح ردود فعل متباينة في مراكش، خاصة وأن الجميع كان يعتقد جازما بأن المشرف العام للمنتخبات الوطنية بيم هو صاحب فكرة دوري شالنجر قبل أن يتبرأ منها، ويعتبرها من صنيع الجامعة الملكية المغربية، نافيا استشارته في توقيتها أو جزئياتها. أمام هذا الخروج الإعلامي أصيبت الجامعة بالحرج خاصة بعد اتهامها بتغييب رأي التقنيين كالمشرف العام للمنتخبات أو المدربين المغاربة، بينما حاول أحمد غيبي أحد المراهنين على نجاح الدوري ومهندسه في السر والعلن، البحث عن مبررات الإخفاق عبر الحديث عن استثمار طويل المدى، وقال إن الإستشارة مع بيم فربيك وببقية الأطر أملته انشغالات هؤلاء التقنيين، وهو عذر أقبح من ذنب على حد قول كثير من المدربين. وفضل عدد من الأعضاء الجامعيين الذين إلتقتهم المنتخب في مراكش عدم التعليق على أقوال بيم، وأكدوا أن المبادرة جاءت لترفع درجة التنافسية لدى اللاعب الأولمبي الأحوج إلى خوض عدد كبير من المباريات ليكون حاضرا ضمن المنتخب الأولمبي. ووجهت لدوري المستقبل مجموعة من الإنتقادات من طرف المهتمين بالشأن الكروي في بلادنا، خاصة بعد العزوف الجماهيري الذي ميز أغلب مبارياته، وحضور هاجس الإنتصار لدى كثير من المدربين الذين يشركون اللاعبين الأساسيين كما حصل في مباراة الرجاء والجيش حين فضل الفريق العسكري خوض المواجهة بلاعبين أساسيين أمام رديف الرجاء، فضلا عن عصيان كثير من مدربي الفرق ورفضهم الجلوس على كرسي البدلاء، كما هو الحال لدى فخر الدين وعموتا وفاخر. وكانت الجامعة فد تحدثت عن دوري سنوي تحت مسمى دوري شالنجر، الذي ضم أندية القسم الأول الستة عشر وانطلق منذ 22 يناير الماضي، وهو الموعد الذي كان مقررًا أن يعرف استئناف فعاليات البطولة المغربية بعد العودة من العطلة الشتوية. والغاية منه هو الحفاظ على تنافسية الأندية وفتح المجال أمام لاعبي فئات الأمل من أجل الظهور رفقة النوادي المغربية، إذ تم التنصيص على ضرورة إلزام الأندية بإشراك 3 لاعبين كأساسيين من فئة الأمل (أقل من 20 سنة) ووضع 3 لاعبين آخرين في كرسي الإحتياط، والغاية من هذا الإجراء حسب الجامعة هو مساعدة المنتخب الأولمبي المغربي على كسب لاعبين محليين على درجة من التنافسية.