لم تكن الخرجة الأولى للوداد بالناجحة على المستوى الإفريقي، بعد خسارته أمام الملعب المالي بهدف للاشيء في ذهاب الدور الأول من كأس عصبة أبطال إفريقيا، ولم تكن الخسارة هي ما أقلقت الوداديين، ولكن المستوى العام الذي ظهر به الفريق الأحمر كان مخيبا للآمال، وطرح مجموعة من علامات الاستفهام، حول قدرة الوداد على مقارعة خصوم هذه المنافسة، وكذا مواجهة تحديات هذا الموسم. مستوى بدون استقرار بالعودة لبداية الموسم والمباريات التي أجراها، سيتأكد أن الوداد لم يجد الانطلاقة الصحيحة، إذ سرعان ما يدخل متاهة القلق والشك، كلما سجل نتيجة إيجابية، وبدا ذلك واضحا، في المباريات التي أجراها الفريق الأحمر على مستوى البطولة، حيث كان مستواه غير مستقر في جميع المواجهات. وكشفت مواجهة الملعب المالي هذا المعطى، فبعد تألقه في المباراة السابقة وفوزه خارج ملعبه بثلاثية نظيفة على حسنية أكادير، عاد ليخيب الآمال مجددا أمام ممثل الكرة المالية في المنافسة الإفريقية. الدفاع.. المعضلة الكبرى ما زال الوداد يشكو أعراضا في دفاعه، ولم يستقر مستواه بعد، وتأكد ذلك في مباراة الملعب المالي، حيث عانى كثيرا، وكان تمركزه غير جيد، دون استثناء تثاقل دفاع الوسط، الذي كان بطيئا في حركته ومراقبته وضغطه على مهاجمي الفريق المالي، بدليل الفرص التي أتيحت لمهاجمي الخصم. وتأكد أن الدفاع يعاني منذ بداية الموسم، خاصة مع الغيابات التي ضربته، ورغم أن المدرب فوزي البنزرتي، راهن على القيام ببعض التغييرات الدفاعية في المباريات، إلا أن الفريق يعاني نفس المشكل. ثقوب الوسط خيب لاعبو الوسط آمال البنزرتي، ولم ينجحوا في تقديم الإضافة المطلوبة، والواقع أن الوداد عانى من هذا المركز منذ بداية الموسم وجسده تراجع مستوى لاعبيه، على غرار صلاح الدين السعيدي الذي تراجع مستواه كثيرا ويمر من فترة فراغ، ويشعر بضغط كبير لمطالبة جمهور الوداد برحيله، كما فقد الكرتي الشيء الكثير، وغابت لمسته الهجومية، إلى جانب يحيى جبران، الذي كانت بدايته في البطولة ضعيفة. ويتحمل الوسط أيضا وزر الأخطاء الدفاعية، في غياب القيام بالدور المنوط به، وهو ما يؤكد أن الوداد سيعاني كثيرا، ما لم يصحح البنزرتي أخطاء هذا المركز المهم، الذي كان يشكل في السنوات الأخيرة واحدا من نقاط قوة الوداد. البنزرتي في الواجهة يدرك البنرزتي أنه لن يحقق أهدافه ولن يلعب خاصة على البوديوم الإفريقي بهذا المستوى والمجموعة، لذلك يدرك الضغط الذي يتحمله والعمل الذي ينتظره من أجل إيجاد المجموعة القادرة على الذهاب في منافسة من قيمة كأس عصبة الأبطال، التي تجمع دائما الحيتان الإفريقية الكبيرة، والتي تتطلب شخصية أخرى غير التي نتابعها مع الوداد. عودة المصابين ستكون من الأمور التي يعول عليها البنزرتي، والذين بإمكانهم تحقيق الإضافة المرجوة ككومارا الذي سيعيد التوازن للدفاع بالإضافة إلى لاعبي الوسط، المودن وسكومة المصابين.