أصبحت إسبانيا أول دولة في أوروبا الغربية تجتاز عتبة نصف مليون إصابة بفيروس كورونا، فيما بات لاعب كرة القدم الفرنسي كيليان مبابي الأخير ضمن عدد من نجوم الرياضة في القارة الذين تثبت إصابتهم بالوباء. وتأتي هذه الأرقام الجديدة من مدريد في ظل تزايد المخاوف بشأن عودة تفشي الفيروس في أنحاء أوروبا، مع تشديد فرنسا القيود الصحية وازدياد عدد الإصابات في بريطانيا وإعادة فتح المدارس في أنحاء المنطقة في الأيام الأخيرة. وسيطرت إسبانيا إلى حد كبير على تفشي الوباء لكن الإصابات عادت إلى الازدياد منذ رفع القيود بالكامل في نهاية حزيران/يونيو، بينما تسري مخاوف من إعادة فتح المدارس في البلاد. وقال المسؤول في وزارة الصحة فرناندو سيمون الاثنين "إذا تحملنا جميعا المسؤولية... أعتقد أن العودة إلى المدرسة ممكنة جدا". وأضاف "رغم أنه سيكون لها تأثير، فمن المؤكد أنه لن يكون هذا التأثير كبيرا". لكن ما زال العديد من الأهالي مترددين. وقالت اروا ميراندا وهي أم لطفلين في الثامنة والثالثة قررت عدم إرسالهما إلى المدرسة هذا الأسبوع في شرق البلاد "هم يجرون تجارب لمعرفة ما سيحصل كما لو كان الأمر يتعلق بفئران مختبر". في المغرب، أغلقت السلطات المدارس وفرضت تدابير إغلاق في الدارالبيضاء، بعد عودة ارتفاع عدد الإصابات في المدينة. وقال وزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب في تصريح صحافي مساء الأحد إنه ينبغي اتخاذ اجراءات صارمة وإلا خرج الوضع عن السيطرة في الأيام المقبلة. لكن القرار أغضب بعض أولياء الأمور. وكتب أحد الآباء على تويتر "كان الأولاد سعداء جدا بأنهم سيعودون إلى المدرسة غدا". وأضاف "كيف ستفسر ذلك لولدين يبلغان من العمر ست وثماني سنوات؟". كما أعيد فرض القيود في فرنسا حيث وضعت سبع مناطق أخرى على القائمة الحمراء بعد تسجيلها معدلات إصابة يومية متتالية تتراوح بين سبعة آلاف وتسعة آلاف إصابة. وفي إنكلترا، فرض المسؤولون قيودا على المسافرين من سبع جزر يونانية تحظى بشعبية كبيرة لدى المصطافين، بعدما سجلت بريطانيا في نهاية الأسبوع معدل إصابة لم تشهده البلاد منذ أواخر أيار/مايو. وبلغ عدد الإصابات في أنحاء العالم حتى الآن أكثر من 27 مليونا وتوفي أكثر من 890 ألف شخص بسبب كوفيد-19 في وقت لم تظهر أي مؤشرات على أن الوباء بلغ ذروته. أما في آسيا، فمضت الهند قدما في إعادة إطلاق اقتصادها المنهار حتى بعدما تجاوزت البرازيل الاثنين كثاني دولة في العالم لجهة الإصابات ب4,2 مليون حالة. ولم يمنع ذلك البلد من إعادة تشغيل المترو مع فرض تدابير وقائية صارمة، بعد توقف استمر ستة أشهر في المدن الكبيرة خصوصا في العاصمة نيودلهي حيث رفع ركاب يضعون الكمامات شارة النصر أمام الصحافيين. وقال أحدهم ديباك كومار لوكالة فرانس برس "علينا أن نخرج من منازلنا لنمضي قدما بحياتنا". وبات مهاجم باريس سان جرمان كيليان مبابي الذي شارك في تمارين المنتخب الإثنين قبل أن تأتي نتيجة فحصه إيجابية، سابع لاعب من النادي يصاب بكوفيد-19 بعد البرازيليين نيمار وماركينيوس والأرجنتينيين أنخل دي ماريا وماورو إيكاردي ولياندرو باريديس والحارس الكوستاريكي كايلور نافاس. وإصابة مبابي بالفيروس ستحرمه من المشاركة مع أبطال العالم في مباراة الثلاثاء ضد كرواتيا ضمن دوري الأمم الأوروبية التي تشكل إعادة لنهائي مونديال 2018. كما أصيب عدد من لاعبي كرة المضرب بالفيروس، وأعلنت المصنفة الأولى عالميا الأسترالية آشلي بارتي الثلاثاء أنها لن تتوجه الى اوروبا للدفاع عن لقبها كبطلة لرولان غاروس الفرنسية التي ستنطلق في 27 ايلول/سبتمبر المقبل بسبب مخاوف مرتبطة بالوباء. وقالت النجمة الأسترالية إنه قرار "صعب" لكن صحة عائلتها وفريقها تأتي أولا. وأجبر منظمو بطولة فرنسا المفتوحة إلى فرض إرشادات صارمة على اللاعبين، وسيسمح لعدد قليل جدا من المشاهدين بحضور المباريات. وتأثرت العديد من الرياضات بالوباء لكن أكبر ضحية كانت أولمبياد طوكيو الذي كان مقررا هذا الصيف. وسي قام أولمبياد طوكيو في صيف 2021 بصرف النظر عن جائحة فيروس كورونا المستجد، بحسب ما قال نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جون كوتس لوكالة فرانس برس الاثنين، واصفا إياها ب"الألعاب التي انتصرت على كوفيد".