في معركة أقدام الملاعب، ارتفعت الاسهم واصبح للمحترفين المغاربة شأن كبير ووزن ثقيل في بورصة المال والشهرة ، وقلما شاهدنا هذا الانفراد الكبير للجيل الحالي مقارنة مع مع وجوه دولية سابقة رغم حصولها على الكرة الذهبية، لم تصل الى هذا الحد من السطوة على الأحداث، إلا أنه في العشرية الأخيرة، لم يبرز الدوليون المغاربة بهذا الزحف المطلق إلا من البداية التي أرسى قواعدها المدافع الدولي المهدي بنعطية عندما طارد المستحيل ووصل الى العلامة الكاملة كأفضل مدافع مغربي وكأغلى سهم في تاريخ الكرة المغربية ووصل حد 28 مليار سنتيم في سقف الإنتدابات من باييرن ميونيخ، وهذا الرقم هو من فتح الأبواب على مصراعيها لتنشيط حركة الدوليين المغاربة من كل الجهات. طبعا إنتظرنا تعاقب السنين عسى أن يطل علينا نجم مغربي يفوق حركية التسويق المالي بأنموذجه الكروي المتفرد، ولم يشأ الزمن إلا أن يباغثنا بظهور سفيان بوفال كثاني أغلى صفقة بعد بنعطية عندما تحول من ليل الفرنسي الى ساوثامبطون الإنجليزي وبما قيمته 19 مليار سنتيم ولو أن موقع التألق لبوفال هو على المستوى الهجومي، ولكن رغم ذلك، لم يتفاعل بوفال مع هذه الكوطة ليرفعها تدريجيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة ونزل مستواه بدرجة عالية لدواعي أنانيته في الأداء، لكن القفزة الصاروخية التي أرخى بظلالها ثلاثي النار في بورصة المال بقيمة سفيان أمرابط ويوسف النصيري وحكيم زياش، هي التي رفعت مقدار الهوية المغربية وحطمت سقف شهرة بنعطية على مستوى حقائب المال والشهرة. طبعا، شكل نصف الموسم الإستثنائي لسفيان أمرابط مع فريق هيلاس فيرونا الايطالي قوة ولازمة انفرادية لمستقبل هذا اللاعب من ثوب المقاتل في الوسط، إذ بالرغم من عدم توفقه بفاينورد لدواعي خلافية مع المدرب فان بروكوست على مستوى تغيير موقعه من الوسط إلى ظهير أيمن، وبالرغم انتقاله الى كلوب بروج البلجيكي وعدم نجاحه في تثبيت المكانة في الوسط وتحول بعدها إلى رجل متوسط الدفاع، كان الرجل لا يؤمن بهذه الأراء التقنية، وطالب بالرحيل صوب إيطاليا ولو أن فريق هيلاس فيرونا ليس بالفريق الكبير، ولكن معه انفجرت مؤهلات أمرابط واستأثر أسلوبه القتالي أنصار الفريق لدرجة أضحت إيطاليا هي ملاذ شهرة سفيان، ومعه سينتهي المخاض سريعا وبرقم قياسي في التحول الإستراتيجي نحو فيورنتينا وبقيمة خيالية وصلت إلى 20 مليار سنتيم رغم أن نابولي كان يدخل في نفس سياق انتداب اللاعب قبل أن يسرقه فيورنتينا بسرعة البرق في واحدة من المفارقات الغريبة لارتفاع كوطة اللاعب من خمسة ملايير إلى 20 مليار سنتيم. ورابع الصفقات، تأتي عنوة من القتاص الصغير يوسف النصيري الذي شكل ظاهرة السنة الجديدة اسوة بأمرابط، إذ شكل تحوله من ليغانيس إلى إشبيلية قنبلة الموسم بصمت خفي دون أن يشعر به أي كان وبصفقة كبيرة وصلت سقف 20 مليار سنتيم أيضا في واحدة من الظواهر الغريبة للاعب مغربي ارتقى من أكاديمية محمد السادس نحو مالقا ثم إلى ليغانيس وأخيرا إلى إشببيلية، ما يعني أن مواقع القرار في المراكز أضحى مطلوبا بتعدد الأدوار التي يرتقي فيها المغاربة بخطى حثيثة، وأقواها طبعا هو العمل والجهد المبذول في سياق الإرتقاء نحو الأفضل، وهو ما قطعه النصيري من دون شك خلال المسار السريع عبر الأندية المذكورة. ويأتي التوهج الأخير من بوابة الحكيم المغربي بقبعة أجاكس الهولندي حكيم زياش النائم على وسادة تشيلسي والبلوز الانجليزي في صفقة القرن وكأغلى لاعب مغربي عرفته الكرة المغربية في سباق كبير حول تحطيم الارقام القياسية, وحكيم الذي أشعل فوانيس الإمتاع بأجاكس قادما اليه من تفينتي برقم زهيد، أضحى بالأمس القريب سيد أجاكس وصانع أحلامه وألقابه وتوهجه بعصبة أبطال أوروبا الموسم الماضي وحتى الحالي، ومع هذا الغليان الناري لأنموذج حكيم في صناعة اللعب، أحيط اللاعب قبل موسمين بكثير من الصفقات الأوروبية بإيطاليا وإنجلترا وإسبانيا ومن الأندية العملاقة أساسا دون أن يكون للاعب رأي نهائي في وقت كانت تشير الدلائل على أن زياش لن يرحل أبدا عن هولندا وعن بيت والدته، لكن الخبر السعيد كان مخفيا في غلاف مشمع بالأحمر ويظهر عليه نسيم بخور تشيلسي من خلال التسريبات الأخيرة لتحول زياش في واحدة من أعظم الصفقات المغربية التي عرفتها الكرة المغربي بألوان أوروبية وبسعر خيالي ضاعف تقريبا سعر بنعطية أي بما يقارب 45 مليار سنتيم، بل وذهب الدوليون الإنجليز إلى القول وعلى رأسهم أسطورة أرسنال الإنجليزي السابق الهداف أيان رايت أن الصفقة التي أقدم عليها تشيلسي تعتبر بالناجحة على كل المستويات اعتبارا الى أن زياش لاعب مبدع، وإذا رأيت كيف يخوض تشيلسي مبارياته وخصوصا التي يستقبل خلالها بميدانه ستدرك أنه في حاجة إلى مبدع في حجم زياش، وفي رأيه قام تشيلسي بعملية شراء موفقة، زياش صاحب مميزات كروية اشتثنائية يحتاجها تشيلسي بالفعل، وأكبر مستفيد من صفقة تشيلسي سيكون خط هجومه، خصوصا تامي أبرهام الذي يظهر في كثير من الأحيان متوثرا ومنهارا لأنه لا يحصل على ما يكفي من الإمدادات، ومعنى هذا الكلام أن زياش له مكانة كبيرة وقيمة عالية على مستوى تقييم أدائه كواحد من أقوى وأمهر صناع اللعب في العالم.