عندما واجه حكيم زياش نادي تشيلسي الإنجليزي في عصبة أبطال أوروبا قدم عروضا خارقة تشبه الإعجاز فترك "اللندنيين" في حيرة من أمرهم، وتأكد يومها ل"البلوز" أن زياش هو ال"مايسترو" الذي يقود جوقة من المبدعين فتتحول هجمات أجاكس إلى ما يشبه الجحيم! زياش أقنع مدرب تشيلسي بأن لديه فلسفة لعب خاصة، وفكر ناذر، وتأكد للإنجليز أنه لا غرابة إن اتسعت مساحة الإبداع في جسم حكيم النحيل، حتى صارت رقعة فكره أكبر بكثير من قامته ووزنه! وكلما أبدع زياش وهو يواجه العمالقة يؤكد أنه لا يستطيع أن يقدم عطاءه بالتقسيط، أو أن يتفاعل مع إبداعه بنصف انفعال، لذلك يشهد الهولنديون، قبل غيرهم، أنه واحد من صانعي المتعة في "الإريديفيزي" وممن يقدمون أحلى ما في بطولتهم.. كيف لا وقد إقتنعوا منذ زمان أنه يتميز بسرعة البديهة ويلعب كرة بحجم التحدي، فتمنحه مهاراته الوهج المطلوب فيشكل باستمرار رافد أساسيا من الروافد التي يستمد منها أجاكس قوته وتوهجه. تشيلسي أفضل من غيره وما كاد خبر انتقال زياش إلى تشيلسي يُعْلَن ذات صباح، حتى انتشر انتشار النار في الهشيم، فكان الخبر الذي يُطيِّر النوم من جفون "الأجاكسيين"!! فكيف لقائد "الأوركسترا" الذي يحول أداء فريقه إلى سمفونية من العزف الجميل أن يرحل؟ كيف؟ وطبعا.. ما كان زياش ليدع الفرصة تضيع من بين يديه بعدما تقدم له تشيلسي بعرض رائع، وهو الذي كان يحلم دائما باللعب لفريق كبير. كان زياش في وقت من الأوقات على وشك الانضمام لنادي العاصمة الإيطالية أ.س روما، لكن غزة نفسه وكبريائه حالا دون ذلك.. واقترب منه فيما بعد إشبيلية الإسباني إلا أن طموحه كان أكبر.. وظل متمسكا، حتى إشعار آخر" ب"بيته" أجاكس حيث ينعم بالشعور بالأمان وينعم بكثير من الدلال! استغرب كثيرون لماذا رفض أ.س روما، فجاء الرد من الأسد المتمسك بكبريائه: " كان هناك مدير تقتي يريد أن يأخدني إلى روما (الإيطالي).. وروما قبل الموسم الماضي اتصل بي وكان يرغب في التعاقد معي، لكنه فجأة قطع اتصاله بي دون أي خبر، كيف يريدونني أن ألعب معهم بعد الذي حدث؟" وقال عن إشبيلية: "اتصل بي إشبيلية لكن لا شيء حدث، أنا صعب جدا، هذا الأمر أكرره باستمرار". لكن الحقيقة أن زياش كان يطمح في اللعب لفريق أكبر ويشارك باستمرارا في عصبة الأبطال. في قلب "العاصفة" وكان أوفر مارس المدير التقني لنادي أجاكس قد أكد أن فريقه سيعرف "عاصفة" من الانتقالات خلال فترة الميركاطو الصيفي القادم، مشيرا إلى أن 6 لاعبين يتقدمهم حكيم زياش سيغادرون أمستردام باتجاه أندية أوروبية أخرى، وكلهم تربطهم عقودهم مع أجاكس إلى غاية يونيو 2022، باسثناء دافيد نيريس الذي سينتهي عقده في 2023، وهؤلاء اللاعبين هم: دوني فان دي بيك الذي يطارده ريال مدريد منذ أشهر، وأندري أونانا الذي تلقى عروضا من أندية إيطالية، ونيكولاس تاغليافيكو الذي يعتبر أفضل مدافع في الأرجنتين حاليا، وجويل فيلمانن الذي يرغب في خوض تجربة احترافية مع فريق أوروبي كبير خارج هولندا، والبرازيلي دافيد نيريس الذي تراقبه العديد من الأعين. كما أكدت العديد من التقارير الإعلامية الهولندية، منذ فترة أن حكيم زياش سيضع حدا لقصصه مع العديد من الأندية التي طاردته في العامين الأخيرين، لأنه سيضطر للرحيل مثل باقي النجوم الذين يعتبرون مراكز القوة في أجاكس، وهو ما حدث بالفعل. حكاية 14 مليون أورو والحقيقة أن تشيلسي كتف من مفاوضاته للتعاقد مع زياش خلال فترة الميركاطو الشتوي الماضي، لكنه واجه رفضا مطلقا من أجاكس الذي أصر على الاحتفاظ بكل نجومه على الأقل إلى غاية نهاية الموسم الحالي. وكان تشيلسي يومها قد قدم عرض في حدود 30 مليون أورو فقط. وعندما أدرك النادي اللندني أن الصفقة قد تضيع منه في ظل اهتمام أندية أخرى به، تقدم بعرض آخر، ولا مانع أن يظل زياش في صفوف فريقه أجاكس حتى نهاية الموسم. وقد كان مارك أوفرمارس في الفريق الهولندي مفاوضا ذكيا ومتمرسا، إذ رفض مبلغ 30 مليون أورو، وطالب ب45 مليون.. وبعد شد وجذب وافق تشيلسي على 40 مليون على أن تظل ال4 مليون المتبقية، وليس 5، عبارة عن علاوات ومكافآت. وبذلك تكون صفقة زياش أغلى وأكبر صفقة في تاريخ اللاعبين المحترفين المغاربة، ورابع أكبر صفقة في تاريخ أجاكس. الصفقة الأولى لتشيلسي وهكذا سيلتحق زياش بلندن بداية الموسم القادم ليحمل قميص" البلوز" ولينضم لقائمة اللاعبين العرب الذين ينافسون في الدوري الإنجليزي بعد 4 مواسم قضاها في صفوف أجاكس توج خلالها بالعديد من الألقاب معه وقاده للصعود للدور نصف نهائي عصبة أبطال أوروبا في الموسم الماضي. وأصبح زياش، الصفقة الأولى التي يبرمها تشيلسي بعد حرمانه من التعاقدات لفترتي انتقالات، بسبب انتهاكه قواعد التعاقد مع اللاعبين القصر، قبل أن يتقرر تقليص العقوبة لفترة واحدة فقط، ليصبح بمقدور النادي إضافة لاعبين لصفوفه في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، لكنه لم يتعاقد مع أي لاعب. كما بات النجم الدولي المغربي أول صفقة يجريها تشيلسي في عهد مدربه الحالي فرانك لامبارد، الذي تولى المهمة بداية الموسم الجاري، خلفا للإيطالي ماوريسيو ساري الذي درب الفريق لموسم واحد قبل أن يرحل إلى جوفنتوس. 8 عرب في "البريميرليغ" وانضم زياش لقائمة من اللاعبين العرب المتواجدين حاليا بالدوري الإنجليزي، يتقدمهم الدولي المصري محمد صلاح نجم ليفربول، والذي فاز بلقب هداف الدوري في آخر موسمين. وفي مانشستر سيتي، يتألق الجزائري رياض محرز مع ناديه رفقة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، حيث فاز بلقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، بعد منافسة دامت حتى اللحظات الأخيرة مع ليفربول. وإلى جانب صلاح ومحرز، يتواجد 5 لاعبون عرب أيضًا في أندية الدوري الإنجليزي، أي أن الموسم الحالي يشهد وجود 7 لاعبين عرب، سيرتفع عددهم إلى ثمانية مع انضمام زياش الموسم المقبل، وبقاء كل هؤلاء اللاعبين. ويتواجد الثنائي المصري محمود حسن تريزيغي وأحمد المحمدي في صفوف أسطون فيلا، الذي عاد للدوري الإنجليزي بداية الموسم الجاري. وعاد المغربي سفيان بوفال إلى ناديه ساوثهامبتون مطلع الموسم الجاري، بعد أن قضى الموسم الماضي معارا لنادي سيلتا فيغو الإسباني. وفي وولفرهامبتون، يبرز اسم المغربي رومان سايس كممثل للاعبين العرب في فريق المدرب البرتغالي نونو سبيرتو سانتو، حيث دخل موسمه الرابع مع الفريق. وشهدت فترة الانتقالات الشتوية الجارية، عودة النجم الجزائري نبيل بن طالب لأجواء الدوري الإنجليزي، بعد انضمامه لنيوكاسل يونايتد على سبيل الإعارة من شالك الألماني.