في خطوة عملاقة على درب الكبار، وجد اللاعب المغربي يوسف النصيري له مساحة ضوء داخل واحد من أكبر وأقوى فرق الليغا حاليا وهو نادي إشبيلية الأندلسي. النصيري من مالقا صوب الممثل الشرعي لمنطقة الأندلس وهو إشبيلية قادما من ليغانيس بعد كسر الشرط الجزائي، حاصرناه بعد التوقيع في هذه الدردشة. المنتخب: خطوة جديدة لك في الليغا مع فريق كبير، ما تعليقك عليها؟ يوسف النصيري: «بطبيعة الحال أنا جد سعيد لأنني أنضم لواحد من أكبر 5 فرق بالليغا وفريق ألقاب محليا وقاريا بأوروبا، وهذا يعكس حجم التطور الذي بلغته. ليس سهلا على أي كان أن يلعب لناد من هذا الحجم وبهذه القيمة، وأنا ممتن لمن وضع ثقته في مؤهلاتي وأصر على التعاقد معي وبذلوا لذلك جهدا كبيرا. المنتخب: هل تقصد مدرب الفريق لوبيتيغي ؟ يوسف النصيري: بكل تأكيد، فهو مدرب كبير ومدرب سابق لمنتخب إسبانيا وريال مدريد، وفي إسبانيا كما في كل البطولات الأوروبية الكبيرة يستحيل أن توقع لفريق دون العودة لمدرب هذا النادي. لوبيتيغي كان هو من أصر على استقدامي، وصرح لوسائل إعلام محلية بذلك وأشاد بي، وهذا يزيدني شرفا كما أنه يحملني ضغطا ومسؤولية أكبر، سيما وكونه درب لاعبين ومهاجمين من الطراز الرفيع على مستوى العالم. المنتخب: هل تشعر بالضغط إزاء هذا التوقيع الذي يمثل لك كما قلت نقلة نوعية في مسارك الإحترافي؟ يوسف النصيري: إطلاقا لا، لقد استفدت الكثير من تجربة الإحتراف على أعلى مستوى، لقد واجهت عمالقة الكرة من ميسي لرونالدو وباقي النجوم الكبار، وسجلت في مرمى حراس عالميين آخرهم تير شتيغن من برشلونة، وحكاية الضغط غير موجودة بالمرة في قاموس لاعب محترف. حين يشيد بك مدرب الفريق الذي اختارك للتوقيع معه ويؤكد لك أنك تمثل له الحاضر والمستقبل، فهذا يعني لي الكثير ويعني أنني ضمن مشروع إشبيلية الكبير محليا وقاريا. المنتخب: مررت من تجربة مالقا وها أنت تعود بعد تواجدك في مدريد للأندلس من جديد، أي شعور تحمله معك وأنت تحمل ألوان إشبيلية؟ يوسف النصيري: أشعر بالفخر، إضافة ألى أن التواجد في الأندلس ممتع للغاية، منطقة فيها ساكنة لها تقاليد قريبة جدا من تقاليد المسلمين وشغفهم بالكرة يفوق الخيال. اللعب في ملعب رامون سانشيز بيزخوان كل مرة ممتع للغاية، لأنه ملعب يثير خوف كل المنافسين والخصوم، وأنا محظوظ بأن أكون لاعبا يظهر كل أسبوع في هذا الملعب وجماهيره العظيمة. مسألة ثانية، التألق مع ناد بحجم إشبيلية يضم لاعبين كبارا أسهل بكثير مما كان عليه الوضع داخل نادي ليغانيس مثلا. المنتخب: بتواجدك داخل ناد كبير كما قلت ويضم نجوما مميزين من بينهم المكسيكي تشيشاريطو، هل يمكن أن نشاهد النصيري ينافس كبار هدافي الليغا؟ يوسف النصيري: هذه مسألة تتحكم فيها الكثير من العوامل ومنها توظيف المدرب والدخول في أجواء الفريق وكذا الإنسجام داخل المجموعة، أعتقد أن الهدف الذي جئت من أجله للعب في صفوف إشبيلية هو المساهمة في تتويجه بالألقاب الجماعية وليس من أجل لقب الهداف وباقي الأهداف الفردية، حين وصلت لإسبانيا كان هناك حديث للبعض عن دهشة لاعب تكون في المغرب من مواجهة نجوم كبار للريال والبارصا وأتلتيكو، إلا أنه ولله الحمد كل شيء أصبح من الماضي وألعب من دون مركب نقص وبثقة عالية في النفس. المنتخب: هل خدمك هدف المونديال الروسي في مرمى دي خيا والمنتخب الإسباني؟ يوسف النصيري: كان هدفا مهما وحاسما في مشواري كلاعب، بل من بين أفضل أهدافي طيلة مشواري، أولا لأنه في حدث إسمه المونديال، وثانيا لأنه كان في مرمى إسبانيا التي تحتضننا في بطولتها، لم أخطط لهذا الأمر، لكن ولله الحمد بعض الأشياء تحدث في مسار اللاعب ويكون لها تأثير وانعطافة تغير كل شيء تقريبا في حياته. المنتخب: بعدما إلتقيت بياسين بونو، ما الذي سيحدثه أمر تواجد لاعبين من الأسود بنفس الفريق؟ يوسف النصيري: هو أمر ممتع للغاية، ياسين أكبر مني سنا وتجربة وسبقني لليغا وبطبيعة الحال لا يمكن إلا أن أستفيد منه ومن توجيهاته، وهو معطى هام من شأنه أن يدعمنا سويا من الناحية المعنوية. اللاعبون المغاربة في الليغا لهم مكانتهم المتميزة ويحظون بتقدير الإعلام والجماهير وسمعتهم جد طيبة، وحتى من سبقونا لهنا تركوا نفس الإنطباع الحسن. المنتخب: ما الذي يعنيه كسر شرط لاعب إنطلق من المغرب بقيمة 20 مليار في الليغا؟ يوسف النصيري: لا أملك تفسيرا لسؤالك هذا، أعتقد أنه كما ارتفعت قيمة لاعب مغربي سواء داخل ناديه محليا أو أوروبيا إلا ويضيف هذا قيمة للمنتخب الوطني في سوق اللاعبين على مستوى العالم. هذه الأرقام صارت اليوم متداولة، والحمد لله لم أخيب ظن كل الفرق التي تعاقدت معي، والدليل هو استفادة ليغانيس كثيرا من هذه الصفقة. المنتخب: قبل السؤال الأخير، ما الذي يخطط له النصيري هذا الموسم بعد هذه الصفقة؟ يوسف النصيري: لقد كان أمرا مثيرا للمشاعر، تعلق فريقي السابق ليغانيس بخدماتي وكذا المدرب أليغري الذي دافع على بقائي ومقابله إصرار لوبيتيغي على حضوري وانتقالي لإشبيلية وتأكيده أنني أمثل الحاضر ومستقبل لهذا النادي، كل هذا يزيد من حماسي ويحفزني من أجل أن أقدم ما ينتظره جمهور بيزخوان مني وأن أكون عند حسن الظن، لأن حجم المتابعة سيكون أكبر هذه المرة وأكثر من كل التجارب السابقة. المنتخب: وماذا عن تأثيره على حضورك مستقبلا مع المنتخب الوطني؟ يوسف النصيري: أشعر، بل أنا واثق أنني لم أقدم بعد نصف ما أملك لمنتخب بلادي وسأعطيه أكثر مستقبلا.. منتهى الفخر أن أكون في هذا السن عنصرا أساسيا داخل الأسود وأتمنى صادقا أن أقدم كل ما ينتظره مني المدرب وحيد والجماهير المغربية، وأعدهم بذلك بأننا سنكون أفضل مستقبلا. لا تفوتني الفرصة لأشكر كل من دعمني في بداية مساري وكل من وثق في إمكانياتي ودافع عني في بعض المحطات، وأمام قوة الإنتقادات فالنصيري لم يقل كلمته بعد.