يعاود برشلونة وريال مدريد التركيز على كرة القدم ومحاولة دخول عطلة الأعياد في صدارة الترتيب الدوري الإسباني، بعدما انتهيا من موقعة ال"كلاسيكو" الحساسة أمنيا وسياسيا بتعادل سلبي رافقته احتجاجات شعبية. وأقيمت مباراة ال"كلاسيكو" الأربعاء في معقل برشلونة "كامب نو" وسط إجراءات أمنية مشددة، في ظل دعوات للتظاهر في محيط الملعب من قبل المحتجين المؤيدين لانفصال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا. لكن اللقاء الذي انتهى بتعادل سلبي هو الأول بين الغريمين في مختلف المسابقات منذ 177 عاما، لم يشهد أي اضطرابات في الملعب رغم توترات خارجه واشكالات بين محتجين وأفراد من الشرطة ما أدى الى إصابة 46 شخصا، بينهم ثمانية نقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج بحسب خدمات الطوارئ المحلية. وكان من المقرر أن تقام المباراة ضمن المرحلة العاشرة في 26 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، لكنها أرجئت بسبب أعمال العنف والتظاهرات في إقليم كاتالونيا احتجاجا على سجن تسعة قياديين انفصاليين بسبب دورهم في محاولة الإقليم الانفصال عن العاصمة مدريد عام 2017. وأقر مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي أنه "كان هناك توتر في اللقاء ولاحظت بعض الكرات الصفراء تسقط" من المدرجات في بداية الشوط الثاني، ما أدى الى توقف اللقاء لفترة وجيدة من أجل إزالتها من الملعب. وأردف "ليس أكثر من ذلك. حاولنا إعطاء انطباع بأن الأمور عادية". من جهته، قال نظيره في ريال الفرنسي زين الدين زيدان "الكل أراد أن يرى مباراة كرة قدم جيدة. من هذه الناحية، أعتقد أنه يمكننا أن نكون سعداء". وكانت المباراة أقل مستوى مما كان متوقعا، حيث لم يكن برشلونة ولا ريال مدريد في أفضل حالاتهما، وكان الطرفان في النهاية سعيدين بعدم الخسارة لاسيما صاحب الأرض لأن النادي الملكي كان الطرف الأفضل واستحق الفوز بحسب مدربه زيدان الذي أكد "أنا سعيد جدا بأداء اللاعبين. قدمنا مباراة كبيرة وافتقدنا أمرا واحدا هو الهدف، لكن هكذا هي كرة القدم". وتابع "عندما تتاح لك الفرصة يجب ان تسجل لكننا افتقرنا للوضوح في الثلث الأخير. علينا المواصلة وأهنئ اللاعبين لأنه (برشلونة) منافس قوي وملعب صعب. نحن بحالة جيدة ويجب ان نكون راضين. المهم هو الحصول على فرص واللعب بشكل جيد، وهذا ما فعلناه". واعتبر أنه "بعد الأداء الذي قدمناه كان بإمكاننا الفوز... لا يجب التفكير كثيراً بالأمر. المهم هو موقف اللاعبين وما قدمناه على مدار 90 دقيقة. لقد ضغطنا بقوة واستخلصنا الكرة من برشلونة. قدمنا أداء جديا...". - فترة صعبة بعد العطلة - وبعدما طويا صفحة ال"كلاسيكو" الأول لهذا الموسم، يدخل برشلونة وريال المرحلة الثامنة عشرة، الأخيرة قبل عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، وهما لا يزالان على المسافة ذاتها في الصدارة مع فارق الأهداف لصالح النادي الكاتالوني الذي يلتقي السبت على أرضه مع ديبورتيفو ألافيس في لقاء بمتناوله نظريا، بما أن ضيفه يقبع في المركز الرابع عشر وخسر مواجهاته الست الأخيرة مع "بلاوغرانا"، بينها نهائي الكأس المحلية عام 2017. ويدرك الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه في النادي الكاتالوني أنه لا مجال للخطأ أمام ألافيس، لاسيما أن بانتظارهم فترة صعبة بعد العطلة إذ انهم يواجهون الجار اللدود إسبانيول على أرضه، قبل استضافة وصيفهم للموسم الماضي أتلتيكو مدريد الخامس حاليا بفارق سبع نقاط قبل مباراته الأحد في ضيافة ريال بيتيس، ثم غرناطة وفالنسيا في معقل الأخير. من جهته، يخوض ريال مدريد اختبارا أصعب على أرضه الأحد في ختام المرحلة، إذ يلتقي أتلتيك بلباو السادس الذي لم يخسر سوى مرة في مبارياته الثمانية الأخيرة، بينها مباراة في الدور الثاني من مسابقة الكأس. ويعول النادي الملكي على سجله أمام منافسه الباسكي، إذ لم يخسر أمام الأخير منذ 7 آذار/مارس 2015 حين سقط في "سان ماميس" بهدف وحيد، في حين تعود هزيمته الأخيرة أمام هذا الفريق في "سانتياغو برنابيو" الى 19 شباط/فبراير 2005 حين سقط صفر-2. وسيكون إشبيلية متربصا للعملاقين الكاتالوني والمدريدي لمحاولة تقليص الفارق الذي يفصله عنهما، إذ لا يتخلف عن الثنائي سوى بفارق خمس نقاط قبل زيارته السبت الى مايوركا السابع عشر. لكنه يواجه أيضا ضغطا كبيرا من خيتافي الرابع الذي يتخلف عن النادي الأندلسي بفارق نقطة قبل أن يحل السبت ضيفا على فياريال الثالث عشر، على غرار أتلتيكو الذي يحتل المركز الخامس بفارق نقطتين عن إشبيلية. وتفتتح المرحلة الجمعة بلقاء ايبار وغرناطة، على أن يلتقي السبت بلد الوليد مع فالنسيا، والأحد ليغانيس مع إسبانيول، أوساسونا مع ريال سوسييداد، وليفانتي مع سلتا فيغو.