علاش باعوني؟ لم يخرج اللاعب خالد لبهيج من الصدمة بعد، حتى وهو يتدرب رسميا مع فريق الفتح الرباطي, لم يصدق الزغبي أن الوداد البيضاوي قد استغنى عنه. وشحال من مرة كيفيق من النعاس في نص الليل عركان وكيسول راسو: «أواااه! علاش باعوني»؟ فلم يكلف أحد من أعضاء المكتب المسير نفسه عناء إخباره بالصفقة التي بموجبها سيرحل إلى الرباط ليحل اللاعب الفتحاوي الخاليقي محله داخل القلعة الحمراء. ومن خلال تصريحاته التي طلى بها الدنيا يتبين أن السي لبهيج ما كان في خبارو والو حتى لقى راسو كدام عموتا كيقول ليه سير تسخن! ومن يقرأ حواراته الأخيرة التي أدلى بها بقلب مجروح سيعتقد أن عملية انتقاله كانت ضد رغبته، بل دون علمه، وكأن السي أكرم شد لبهيج بزز منو، دار ليه بانضة على عينيه وسد ليه فمو ولاحو في الطومبيل شد بيه لوطوروت للرباط حتى فْرانا عند الفاسي الفهري، وسمعو كيقول ليه: «السي الرايس، واش تدير معايا روبريز بهاد خاينة اللي في الكوفر؟». وتّا سير باراكا من الهضرة الخاوية، شفتي لبهيج، راه حصل ليه الشرف ملي مشى للفتح. ما قلنا والو، غير كانوا يقولوها ليه، حيت لبهيج كيقول هو ملي كان في وجدة كان كيبغي الوداد. وما تعرف ملي كان صغير ما كانش عندو مع الفتح، كيدير اليوم حتى يلعب فيها؟ وانت شفتي غير لبهيج؟ وآش تقول على سعيد عبد الفتاح؟ كان خبر انتقال سعيد عبد الفتاح من الرجاء إلى الوداد صادما. ومثل ذلك الرجل التونسي الذي خرج ليلا بعد سقوط النظام التونسي يصرخ وحيدا: «يا شعب تونس، بنعلي هْرب هْرب هْرب»، خرج أيضا أحد الرجاويين بأحد الشوارع في إحدى الأحياء بمدينة الدارالبيضاء وهو يصيح مع الفْجر: «يا شعب الخضرا، عبد الفتاح هْرب هْرب هْرب»، كان يبدو متأثرا جدا وغير مصدق ما سمعته أذناه, كيف يهرب عبد الفتاح من الرجاء إلى الوداد؟ ما كاين حتى مش كيهرب من دار العرس. إذن، من هذا الذي يوجد داخل الرجاء يمكن أن يكون قد أغضب هذا المش النحيف؟ فلو كان الهارب هو الصالحي أو أوحقي أو المباركي لهان الأمر. لكن أن يرحل عبد الفتاح، هادي هي اللي ما تكونش. فسعيد عبد الفتاح تحول في لحظة من اللحظات إلى رمز الصمود الرجاوي، والنفْس الرجاوية. واخا تشوفو رقيوْق، راه ما كيتعاتقش. وكثيرا ما شوهد يواصل المباريات بضمادات يلفها على رأسه حتى كيبقاو يبانو فيه غير العينين، أو بضمادات على ركبته في إصرار غريب على التحدي. وحتى في مباراة الديربي الأخيرة كانت غتخرج ليه ريتو بالسخفة، ورغم ذلك واصل الركض ولم يستسلم. في كل ذلك، كان دافعه الوحيد هو الحب؛ حب القميص الأخضر والجمهور الأخضر. فهل يمكن أن يكون بمثل هذه الروح داخل فريق آخر كان إلى وقت قريب جدا بمثابة عدوه اللدود؟ أم يمكن أن يظل كذلك لأنه محترف، وعطاء المحترف داخل الملعب لا علاقة له بمشاعر الحب؟ وإلا خاصو يبقى في دارهم يلعب الكورة مع مّو ومرْتو. وبالتالي هل يمكن للاعب أن يحب الفريق الذي يلعب فيه بدل الفريق الذي يتمنى اللعب فيه؟ الجواب القريب للعقل هو: نعم. وهذا ما حدث مع النجم الودادي القادم عبد الإله عميمي الذي تربى داخل بيت رجاوي في زنقة رجاوية بدرب مولاي الشريف وسط عائلة ولاؤها للرجاء أبا عن جد، حتى أن والده في الماضي لم يكن يتصور أن يكون له ابن يحمل قميص الوداد. لكن الآن، استطاع الولد أن يغير مشاعر أبيه وأسرته حيث صار الجميع يتابعون أخبار الحمراء بقلق، أكثر مما يهتمون بأخبار الرجاء. كلشي دابا فاهم، غير واحد جدّاهم اللي باقين مخبيين عليها الفرقة اللي كيلعب معاها الدري ولد المصطفى. هاد الدري الذي حين يسأله الرجاويون عن حبه القديم للرجاء، يجيبهم: «كنت باقي صغير ما عارفش». ويبدو أن اللاعب المحترف يلزمه العقد بأن يعطي للفريق دمه، غِير الفرقة حتى هي خاصها تعطيه اللعاقة. ويلا هاد الفرقة ما كانش عندها اللعاقة، ما يعطيهاش هاد اللعاب دمو؟ دمّو غيعطيه غيعطيه، غير الفرقة اللي ما عندها فلوس خاص يكون عندها شي رئيس سْكاكْري. علاش؟ باش ما يبقاش يتسنى هاد اللعاب حتى يعيق، من الدقة اللولة يمص ليه الدم.