لم تكن خرجة المنتخب المغربي في وديتي ليبيا والغابون بالناجحتين، حيث تعادل في الأولى بهدف لمثله، وخسر في الثانية ب3/2، والأكيد أن المدرب وحيد خاليلوزيتش قد دوَن مجموعة من الملاحظات التقنية والتكتيكية، وأغلبها ربما كان سلبيا، في انتظار المباراة المقبلة الرسمية، أمام موريطانيا في التصفيات الإفريقية. ويسود قلق كبير من الشارع الكروي، أمام المستوى المخيب الذي قدمه المنتخب المغربي، خاصة في المباراتين الأخيرتين أمام ليبيا والغابون، لعدة أسباب أهمها: -غياب الانسجام بدا واضحا أن حبل الانسجام منقطع بين اللاعبين، إذ كانت الروح الجماعية واللاحم والانسجام من أهم أسلحة المنتخب المغربي على عهد هرفي رونار، غير أن المباريات الودية الأربع أكدت أن خيط الانسجام قد غاب داخل المجموعة، الشيء الذي يفرض على المدرب البوسني العمل على هذا الجانب، وخلق التناغم أكثر بين اللاعبين. كثرة الإصابات كانت علامة استفهام خاليلوزيتش منطقية، وهو يتساءل عن أسباب كثرة الإصابات والغيابات، وأكد أنه لا يعرف سبب ذلك، وهل هناك إصابات تدفع لغياب لاعبيه. وبدا واضحا أيضا أن بعض اللاعبين افتقدوا أيضل للحماس المطلوب، أو أنهم لا يظهرون بنفس المستوى الذي يقدموه مع أنديتهم، على غرار أمين حاريث. -معضلة الهجوم والدفاع لم تعد المشاكل تقتصر على الهجوم، الذي تغيب عليه النجاعة، بل تعدتها لجبهة الدفاع، وقد أكدت المباراتان الأخيرتان أمام ليبيا والغابون هذا المعطى، من حيث كثرة الأخطاء لدفاعية، وكذا عم استغلال الفرص التي تتاح للاعبين، حيث سيكون خاليلوزيتش مطالبا بالعمل على تصحيح جبهتي الدفاع والهجوم في آن واحد. -الخبرة والتجربة ولأن المنتخب المغربي قد عانى غياب مجموعة من اللاعبين المهمين، فقد كان طبيعيا أن يتأثر على المستوى التقني، وتأكد أن البدلاء واللاعبين الجدد، قد تعذر عليهم تعويض الأساسيين وكذا المعتزلين، ووجدوا صعوبة كبيرة لفرض بصمتهم، فتأثر الأسود بغياب لاعبين من قيمة زياش وسايس ودرار وبلهندة وغيرهم، ما يؤكد أن عودتهم ستكون ضرورية في مباراة موريطانيا.