فارع الطول، صاحب بنية جسمانية قوية ولاعب بأخلاق عالية، هو يونس عبد الحميد لاعب سطاد رانس الذي خص «المنتخب»، بحوار حصري كشف من خلاله تفاؤله بمستقبل المنتخب المغربي، مع البوسني وحيد خاليلودزيتش، ورغبته في تطوير مؤهلاته ليكون واحدا من العناصر دائمة الحضور مع أسود الأطلس، بعدما أصبح من أبرز وزراء الدفاع في فرنسا. لاعب موهوب بالفطرة، حرص على التحصيل العلمي قبل إحتراف الكرة، التي إستهوته ليجد نفسه تحت أضواء « الليغ1»، حيث صنع لنفسه إسما خاصا داخلها، بفضل شخصيته القوية وقدرته على تطوير مؤهلاته. عن حضوره المميز في البطولة الفرنسية، وأحلامه رفقة المنتخب المغربي، وكذلك أهدافه المستقبلية، تحدث يونس عبد الحميد عن مجموعة من المواضيع التي تهم مسيرته، وكذلك حضوره مع المنتخب المغربي في المباراة الودية أمام بوركينا فاسو. المنتخب: ما هي قراءتك لمباراة المغرب وبوركينافاسو الودية بقيادة الناخب الوطني الجديد خاليلودزيتش؟ عبد الحميد: المباراة كانت مفيدة، لعبنا أمام منتخب بوركينافاسو الذي يتوفر على لاعبين متمرسين خلقوا لنا العديد من المتاعب، ونجحوا في تسجيل هدف السبق، لكن وبفضل الإرادة والعزيمة تمكنا من تعديل النتيجة بفضل زهير فضال، كما يعلم الجميع الفريق الوطني المغربي عرف غياب العديد من اللاعبين الأساسيين من ضمنهم ثلاثة لاعبين دعموا المنتخب الأولمبي المغربي أمام مالي، على العموم فمباراة بوركينافاسو كانت محكا حقيقيا لمنتخبنا، حيث اكتشف المدرب الوطني الجديد أجواء المنتخب المغربي وتعرف عن قرب عن اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة في الإستحقاقات القادمة وفي مقدمتها تصفيات مونديال قطر 2020 وكأس أفريقيا للأمم بالكامرون 2020. المنتخب: كيف هي الأجواء داخل الفريق الوطني بقيادة المدرب الجديد؟ عبد الحميد: وحيد خاليلودزيش من المدربين الكبار الذين أشرفوا على تدريب العديد من الأندية الفرنسية والمنتخبات الأفريقية الكثيرة، ويعرف الشيء الكثير على كرة القدم المغربية بحكم تدريبه الرجاء البيضاوي، بالإضافة إلى أسلوب عمله الذي يرتكز بالأساس على الإنضباط، وهذه العوامل ستساعد المنتخب المغربي على تحقيق نتائج أفضل خلال الإستحقاقات القادمة، وأملي أن ينجح وحيد في مهمته الجديدة وإسعاد الجماهير المغربية. المنتخب: أديت مباراة بشكل مثالي رفقة فريقك سطاد رانس أمام ليل، إنتهت لفائدتكم بهدفين لصفر، كيف كان شعورك بعد الفوز، والإلتحاق بعد ذلك بمعسكر المنتخب المغربي؟ يونس عبد الحميد: نعم، لقد كانت مباراة جيدة لنا أمام فريق كبير مثل ليل الذي بالمناسبة سيمثل الكرة الفرنسية هذا الموسم في منافسات عصبة الأبطال الأوروبية، لقد حضرنا بشكل مثالي طيلة الأسبوع الماضي، وتمكنا بالفعل من التحكم بزمام الأمور طيلة دقائق المباراة رغم علو كعب لاعبي الخصم، سعينا وراء تحقيق نتيجة الفوز، جنينا ثمار المجهود الكبير الذي بذلناه خلال الأيام التي مضت، نجحنا في هزم فريق ليل العتيد، الآن حان موعد اللحاق بمعسكر المنتخب الوطني المغربي، أنا فخور بما قدمناه والفوز جاء في وقت مناسب. المنتخب: بصمتم الموسم الماضي على أداء جيد، وشكلتم المفاجأة بفضل قيادتكم لخط دفاع متراص ثم أثبتم مستواكم الجيد خلال إنطلاقة هذا الموسم رغم عثرة البداية أمام فريق بريست، ما تعليقكم؟ يونس عبد الحميد: نعم، لقد قمنا بعمل جيد رفقة المدرب منذ قدومي، حاولنا طيلة فترة الإعداد خلق أوتوماتيزمات جديدة والعمل على تفاصيل صغيرة خاصة فيما يتعلق بالنهج الدفاعي، من أجل تسهيل مأمورية إسترجاع الكرة في الخط الخلفي وعدم ترك المساحات أمام الخصوم، هذه الأمور جعلت منا صراحة رقما صعبا في منافسات الليغ 2 الموسم الماضي، بالإضافة إلى ذلك نجحنا في الحفاظ على نظافة شباكنا في ثلاث مباريات من أصل 4 مباريات أجريناها إلى حدود اللحظة في منافسة البطولة الفرنسية الممتازة (الليغ1)، يتوجب علينا الآن مواصلة العمل. المنتخب: ماذا تغير بالمقارنة بالموسم الفارط في مستواك ومستوى فريقك رانس؟ يونس عبد الحميد: لم يتغير الشيء الكثير، بالنظر لأننا نجحنا في الحفاظ تقريبا على نفس التركيبة البشرية للفريق، بإستثناء الحارس ميندي الذي غادر إلى رين الفرنسي ثم المدافع بيورن إنغلز الذي انتقل للعب في صفوف أسطون فيلا، لكن رحيل هذه الأسماء لن يؤثر على مسارنا في البطولة بعد نجاح الإدارة في تعويضهما بالتعاقد مع لاعبين متميزين منهم اللاعب إيزا الذي كان معنا الموسم الماضي، والحارس الجديد راشكوفيتش الذي تمكن من صد ضربة الجزاء في مباراة ليل، نحن نسير فعلا في نسق تصاعدي ونعمل على تطبيق أوامر المدرب، وحتى مستواي الفردي تحسن على المستوى البدني كثيرا بالمقارنة مع الموسم الماضي. المنتخب : لنمر للحديث عن المنتخب الوطني المغربي، هل تملك فكرة عما حدث في نهائيات كأس إفريقيا التي إحتضنتها مصر؟ يونس عبد الحميد: أعتقد أن الهدف من نسخة كأس إفريقيا بمصر كان واضحا منذ البداية سواء بالنسبة لنا كلاعبين أو للمدرب هو الوصول إلى نصف النهاية على الأقل، كان هناك إجماع كلي على ذلك، لقد عملنا بشكل دؤوب من أجل تحقيقه، كنا نتوفر على تشكيلة جيدة من الناحية التقنية، لكن عالم الكرة مليء بالنكسات، وبالتالي أحيانا لا يمكنك تحقيق كل الأهداف التي سطرتها منذ البداية، حصلنا بالفعل على صفعة صغيرة من منتخب بنين، لكن وقعها كان قاسيا علينا، الآن يجب نسيان ما حدث والمضي إلى الأمام بفكر مغاير، مع المدرب وحيد خاليلودزيتش الذي يتوفر على تجربة كبيرة في تدريب المنتخبات. ْيتبع)