لم يتأخر السيد رسيد الطالبي العلمي في فتح قلبه ل «المنتخب» ليكشف الكثير من الخيوط المرتبطة بقصة اعتزال زياش وكيف سرب الخبر ولماذا وما هي أسرار هذه الخرجة؟ في حواره معنا سيتحدث الطالبي العلمي عن قصة الجزاء الملعون لحكيم زياش وعن مسببات النكبة وعن الإخفاق وتداعياته وعديد الأشياء التي كان شاهدا عليها في مقامه بمصر. المنتخب: هل كنت بحاجة لهذه الخرجة التي تهم اعتزال حكيم زياش في هذا الظرف تحديدا، حدثنا عن خلفيات التصريح المثير؟ رشيد الطالبي العلمي: كي يستبين عبركم الجمهور الرياضي الكروي حقيقة القصة، فأنا لم أختلق شيئا من عندي، كنت حاضرا بمصر وشاهدا على انكسار نفسي رهيب للاعب، بل بذلنا مجهودات كبيرة لترميم معنوياته بسبب الشرخ الذي أحدثه قصة ضربة الجزاء المهدرة أمام بنين والتي رأى فيها البعض أنها سبب الإقصاء وهي ليست كذلك. لماذا ليست كذلك؟ لأنه لعبنا بعدها شوطين إضافيين، وأضعنا سيلا من الفرص ولا لوم على لاعب فضل المغرب على هولندا وقصة جلده من طرف البعض سامحهم الله كانت غريبة. المنتخب: لكنك لم تجبني عن سؤالي بعد؟ رشيد الطالبي العلمي: ودعنا زياش بمصر وبعد وصوله لهولندا تناهى لعلمي عن طريق السيد فوزي لقجع أن اللاعب أخبر مقربيه الذين أبلغوه برغبته في وضع حد لمسيرته مع الفريق الوطني. حاول لقجع أن يتصل به لأكثر من 23 مرة دون أن ينجح في ذلك، وعليكم كما علينا أن نلتمس للاعب ظروف التخفيف الممكنة لهكذا موقف. خلال جلسة البرلمان سألوني عن اللاعب، فأخبرتهم بالمعلومات التي وصلتني للتو عنه ومن مصدر رسمي ولم أقدم شيئا واحدا من عندي. المنتخب: ألم يكن من الأجدر أن لا تتسرع وتترك لرئيس الجامعة أن يخبر الجميع بهذا القرار مثلا، أو أن يكشف اللاعب عنه بنفسه؟ رشيد الطالبي العلمي: لقد تعاملت مع الخبر بحسن نية، ومرة أخرى أقول لكم وأتحمل مسؤوليتي كاملة فيما قلته، لم أنم وأحلم بأن زياش إعتزل لأخبر الجميع بهذا القرار الصادم. لقد توفرت لدي معطيات عن هذا الموقف وأخبرت نواب الأمة به لأمرر عبرهم رسالة للجميع وخاصة الذين تفننوا في هدم اللاعب أنهم قد يتسببون في قرار كارثي باعتزال زياش الدولي. المنتخب: بعدها خرج اللاعب بتغريدة تهكمية يرد عليك؟ رشيد الطالبي العلمي: قلت وسأكرر زياش إبننا ولن أنضم لفصيلة السلاخة الذين سينهالون عليه بالسيف، أنا قدرت موقفه، بعد خروجي من البرلمان أبلغوني بما كتب عبر أنستغرام. إتصلت بفوزي لقجع ليقيني أن رئيس الجامعة واثق مما قلته، فاتصل به مجددا ولم يجبه، ومن رد عليه هو وكيل أعماله الذي قدم لنا إفادته التي كانت صادمة وتفهمناها. المنتخب: ما هي طبيعة هذه الإفادة لو أمكنك التوضيح؟ رشيد الطالبي العلمي: الإفادة هي أن هناك من اتصل بزياش وأنا في البرلمان وأخبروه بأن وزير الرياضة يجلده ويحمله مسؤولية الإقصاء وأنني عقدت ندوة صحفية بهذا الشأن وغيرها من التفاهات من قبيل أنني قلت أنه سيعود ليلعب مع هولندا. إتصلوا باللاعب سيخبركم بكل هذه التفاصيل، وبعد أن وضح له رئيس الجامعة كل شيء وأخبره بدفاعي عنه، إعتذر وسحب التدوينة ونشر أخرى شرح من خلالها كل شيء واعتذر وهذا يكفي. المنتخب: من برأيك المستفيد من هذه الترويجات؟ رشيد الطالبي العلمي: أجهل الجهة المستفيدة لكنها فعلا تشتغل، ونحن واكبنا هذا أثناء مقامنا في مصر، التشويش على لاعبي الفريق الوطني إنطلق من هنا وتواصل بمصر، وهناك من أساء للاعبين واتهمهم وأنا هنا أمامكم أنفي كل هذا. المنتخب: لنختم موضوع زياش، ما الموقف الرسمي للاعب إذن؟ رشيد الطالبي العلمي: زياش أضاع ضربة جزاء ألمته كما آلمتنا والحظ يلعب لعبته هنا كما فعلها هذا الحظ مع لاعبين كبارا في العالم وأنتم أدرى مني بهذا. صحيح كانت نكبة وليس إقصاء أمام بنين، لكن علينا أن نستوعب الدرس، لكن أن تتحرك الآلة المدمرة لكل ما بنيناه، هناك أشياء جميلة لا يجب أن تضيع. أنا لا أدافع عن أحد، بل أتحدث من منطلق شهادتي في عين المكان ولكم أن تراجعوا التقنيين لتقييم ما تحقق وما لم يتحقق فليس كل شيء سلبيا، زياش لغاية اللحظة لا يرد على أحد وهذا يعكس حقيقة ما أدليت به ووفق الدليل الذي قدمته لكم. المنتخب: لكن الجمهور مستاء من هذه الأمور يريد ربط المسؤولية بالحساب؟ رشيد الطالبي العلمي: وأنا معك ومعهم، رئيس الجامعة قام بما يمليه عليه دوره وأكثر وهذا المنتخب توفرت له كل سبل النجاح والتفوق و لم يحالفه الحظ. كانت هناك حرارة مفرطة وإرهاق ذهني و ضغط و خاصة الحظ و الذي لو كان رجلا لقتلته، ما يؤلمني هو اتهام اللاعبين و أنا أنزههم عن هذا وهناك كسر عظام وتصفية حساب واتهامات بالباطل وصور التسريبات قديمة وأنا مدرك لما أقول. المنتخب: إذن رونار هو المسؤول؟ رشيد الطالبي العلمي: لست مؤهلا للحكم في هذه القضية، لكني موقفي الشخصي هو أنه تفصلنا 3 أشهر لا غير عن تصفيات كأس العالم ونحتاج للحكمة في اتخاذ القرارات المهمة. هناك جيل انتهت خدمته لكن هناك جيل صاعد وينبغي أنن نطلق من حيث انتهينا لا أن ننطلق كل مرة من الصفر، ليس هكذا يكون التقويم. هناك لجنة تقنية ستشتغل على تقييم الحصيلة. المنتخب: في الختام هناك من لام المدرب على اختياراته وتجاهل لاعبي البطولة ما قولك؟ رشيد الطالبي العلمي: بدوري أدافع عن المنتوج المحلي و لو أو "الولدات ديالنا اللي فأوروبا ممتازون ويضحون" وعليكم أن تعرفوا هذا جيدا، هناك لاعبين هنا لهم مكانتهم ويستحقون إلتفاتة. لكن تذكرون معي تألق الكعبي في "الشان" كهداف تاريخي ونال فرصة المشاركة في المونديال ماذا قدم؟ أنا لست تقنيا ولست مخولا للحكم على هذه الأشياء، لكني ضد التمييز هذا محترف بأوروبا وهذا لاعب محلي. أتمنى أن يتوحد الجميع خلف الكرة المغربية والمنتخب الوطني، فهو ليس سيئا كما روج الكثيرون.