في خضم الجدل المثار بشأن وضعية الهولندي مارك ڤوت الراغب في العودة لمنصبه بعد حكم "الكاف" الذي أنصف الأولمبي المغربي٬ كان لا بد من التواصل معه لمعرفة موقفه ومعها معرفة عديد الأشياء المهمة التي سنكشف لأول مرة النقاب عنها بعدما حاصرناه بأسئلة محرجة أجاب عنها بشجاعة، ودون أن نطيل عليكم ندعوكم لمعرفة كيف يفكر مارك ڤوت وكيف يدافع عن نفسه بعد المردود الباهت أمام الكونغو. المنتخب: السيد مارك، هل لك أن تطلعنا على حقيقة تفاعلك مع حكم "الكاف" الأخير لمصلحة الأولمبي المغربي؟ مارك ڤوت: سعدت فعلا ككل مغربي بهذا الحكم، بل شعرت بالإنصاف لأنني لم أكن أستحق نهاية مشواري مع هذا المنتخب بتلك الطريقة، "الكاف" كان عادلا وحارب الغش وأنا أول من نبه لتزوير هذا اللاعب قبل 5 أشهر، وقمت بمراسلة السيد ناصر لاركيط في موضوعه، حيث تابعته حين واجهت الكونغو منتخب رواندا ذهابا وإيابا وتعقبته وخلصت إلى أنه غير مؤهل للعب مع منتخبه الأولمبي، لذلك كانت السعادة والفرح ملخصا لتفاعلي. المنتخب: تقول أنك أنت من نبه لهذه الواقعة رغم أن هذا إجراء إداري يقول لاركيط أنه واكبه منذ بدايته؟ مارك ڤوت: إذا كان مهما معرفة من أثار هذه الحالة فأنا أول من نبه إليها ولدي كل المراسلات التي حولتها للسيد ناصر لاركيط وبطبيعة الحال مهمتي انتهت عند حدود التنبيه والتركيز على تحضير المنتخب المغربي بطريقة لائقة، وقد كنت واثقا بعد نهاية مباراة الرباط أمام الكونغو أننا من سيتأهل. المنتخب: إذن بإصرارك على استحضار هذه الوقائع تبدو راغبا في العودة لمنصبك كما يتم الترويج له؟ مارك ڤوت: بطبيعة الحال، لأنني قبلت يوما واحدا بعد مباراة الكونغو بقرار الجامعة بإنهاء الإرتباط، لأنهم أخبروني بأن عقدي مرتبط بمباراة الكونغو، أي أن التأهل يضمن بقائي والإقصاء يعني رحيلي. يمكنني أن أكشف لكم شيئا مهما، في اليوم التالي لمباراة الكونغو استدعيت للقاء الكاتب العام طارق ناجم والمدير المالي جلول، وطلبا مني التوقيع على إنهاء الإرتباط، قلت لهم المسألة لم تنته عند مباراة الأمس أمام الكونغو، لدينا اعتراض موضوع لدى "الكاف" وسنكسبه، ففأجابني ناجم بأن هذا احتمال ضعيف والحظوظ ضئيلة وانصرفت. اليوم أرى أن سبب إقالتي زال، وبالتالي أتمنى أن أنال مكافأة التنبيه لحالة زولا، لأنني لم أقص باللعب النظيف، بل بالغش من المنافس. المنتخب: لكن إسمح لي أن أقول لك بأن مردود المنتخب الأولمبي كان سيئا للغاية بغض النظر عن واقعة التزوير هذه، لقد وفرت لك الجامعة كل شيء لتتأهل ميدانيا؟ مارك ڤوت: لا لم نكن سيئين كما تقول، نتيجة الذهاب بكينشاسا أثرت علينا كما أننا لعبنا بعد عودتنا من الكونغو بفترة قصيرة وكان بودي لو تأخرت المباراة بيومين فقط واستفدت من كل اللاعبين. أنا لا أبحث عن الأعذار، أنا أتحدث من منطلق وقائع صحيحة، لو سعيت للغش للعبت بأيت بناصر وسفيان أمرابط وقلنا أن لهما السن القانوني، أنا هولندي إبن المدرسة الشاملة، لعبت مع كرويف ونيسكينز، فإما نربح بالكرة أو نخسر بالكرة. المنتخب: لم تلمح بقولك تأخير المباراة بيومين٬، وما حقيقة عدم الإستفادة من كل اللاعبين؟ مارك ڤوت: لقد سعيت بعد العودة من الكونغو لتأجيل المباراة بيومين كي نرتاح أكثر، لكن الجامعة وكل موظفيها كان لهم إلتزام بمواجهة الأرجنتين وديا في طنجة خلال هذا اليوم وتفهمت الإكراه. بخصوص اللاعبين منذ أشهر وأنا أتواصل مع لاركيط ورونار وألتمس من الأخير الترخيص لي بالإستفادة من يوسف النصيري ومزراوي وحكيمي، لكن طلبي قوبل بالرفض، لو حضرت معنا هذه الأسماء كما حضرت مع الكونغو ما كنا لنصل لهذا الوضع. المنتخب: مع من تواصلت في هذا الشأن، راجت أخبار عديدة خلفت غموضا في هذه الواقعة؟ مارك ڤوت: تواصلت مع المدرير التقني السيد ناصر لاركيط وبدوره أبلغ رونار الطلب، بل يمكنني القول أنه منذ فترة طويلة أخذت المبادرة وتواصلت مع رونار وأبلغته بالملتمس. قبل مباراة الذهاب كان الرد صادما برغبة رونار الإبقاء على كل لاعبيه معه لمباراة الأرجنتين، إتصلت به وتحدثنا فأخبرني أنه يحتاج في هذا التوقيت لكل الأسماء لربح نقاط في ترتيب الفيفا. بعدها حاولت الإستفادة من يوسف النصيري وحده وتواصلت مع رئيس الجامعة والذي أكد لي أن رونار له صلاحية اتخاذ أي قرار والفريق الأول يتصدر كل شيء وقبلت بالوضع. المنتخب: هل من لوم على الجامعة ورونار في هذا الموضوع؟ مارك ڤوت: لا لا يوجد لوم، قلت لك أنا أمثل مدرسة هولندية معروفة بلعبها الشمولي وشغفها باللعبة واعترافها بالهزيمة وإلا لكان بلدي هو أكثر البلدان بكاء على عدم الفوز بأكثر من مونديال. لو لعبت قبل مواجهتي الكونغو عددا من المباريات الودية بالمحترفين لكان لنا رأي مغاير، الفرق الأوروبية وحتى داخل تواريخ الفيفا كانت ترفض تسريح اللاعبين الذين أطلبهم وعدد منهم لعبوا بينهم لأول مرة أمام الكونغو. المنتخب: أنت تتحدث عن ضرورة احترام العقد وبنوده، لكن الجامعة كانت كريمة معك في أول ظهور لك، لقد أخفقت في أول إطلالة مع منتخب أقل من 20 سنة أمام غامبيا وأبقت عليك في وقت كان العقد في صفها لتذهب لأمستردام؟ مارك ڤوت: أبقت علي لأنها لمست عملا جيدا في العمق ولأننا أمام غامبيا لم يكن يومها قد مر على تعييني وقت طويل وقدمنا إشارات طيبة عكستها لاحقا النتائج و3 ميداليات تحصلنا عليها. لقد فزنا على بلدان شمال إفريقيا وقدمنا مباريات كبيرة في الألعاب الفرنكفونية، وصدقني جئت للمغرب لترك بصمة، وما حدث أمام الكونغو آلمني لأني واثق من تكرار إنجاز بيم فيربيك. المنتخب: تقصد التأهل للألعاب الأولمبية؟ مارك ڤوت: نعم. هذا الرجل ليس صديقي هو أخي، نعرف بعضنا البعض ل 30 سنة وكنت على تواصل دائم معه كي أنجح في مهمتي وهو كان واثقا من ذلك. أتمنى أن تبقي الجامعة علي لما فيه مصلحة الجميع، فلا أحد يعلم الكثير عن هؤلاء اللاعبين أكثر مني، أريد مواجهة مالي لأستعيد كبريائي ورد الجميل للجامعة على ثقتها في ولمكافأة هذا الجيل بالتأهل لمصر ومنها صوب طوكيو، أنا واثق من قولي. المنتخب: وماذا لو لم تستجب لمطلبك الجامعة، يقال أنك ستتوجه للفيفا مستندا على العقد وأهدافه؟ مارك ڤوت: من روج لهذا فهو يحاول الإيقاع بيني وبين فوزي لقجع، أحترم كثيرا هذا المسؤول لأنه ظل دائما واضحا معي ودعمنا في المحطات الحاسمة. سألتقيه هذا الأسبوع، لقد طلبت ذلك، وسأعرض موقفي وكيفما كان قراره فلا وجود لحكاية الفيفا، مستحيل أن أتنكر لعلاقتي معه ومع الجامعة وخاصة مع المغرب، لقد عشقت بلدكم وبودي ترك بصمة هنا، لقد اخترت الإستقرار هنا وأعرف كل شيء عن الكرة المغربية، ومؤخرا تواجدت في مباراة الوداد وصنداونز وشجعت الوداد كأي مغربي، لا أقول هذا لكسب التعاطف هذا واقع. المنتخب: كيف تقرأ أجاكس زياش ومزراوي؟ مارك ڤوت: سعد جدا بعودة «الفوطبال طوطال» أجاكس أزاح الريال وجوفنتس من طريقه وعلى ملعبيهما وسيزيح طوطنهام، أرى أن زياش ومزراوي وهذا الفريق سيحيي أمجاد الأجاكس ولن يفاجئني تتويجه بعصبة الأبطال فهو فريق خطير جدا وسيلحق أضرارا بكل منافسيه. المنتخب: كلمة مفتوحة لك بعد هذه المكاشفة؟ ماك ڤوت: لقد كشفت لك ومن حيث لا أدري العديد من الخيوط، لأول مرة أتحدث بهذا الشكل بودي أن أكون قد أبلغتك بما أفكر فيه، فمنذ لحظة صدور الحكم من "الكاف" وأنا أعيش فرحة لا تتصور. سعادتي ليس لأن الحكم أحيى آمالي في العودة، بل لأن العدالة انتصرت والكرة النظيفة انتصرت على الغش ولأن منتخبكم وكرتكم قاريا هي الأفضل وحرام أن يضيع هذا الجيل بتدليس في الوثائق، أحب المغاربة هذا واقع لا أنكره.