: منعم بلمقدم الشمس لا يخفيها الغربال، ومن عيون هذا الغربال يمكنك أن تلمس إن كانت الأشعة تحيل على جو صحو أو فيه ضباب متردد.. الوضع الحالي للفريق الوطني ومحيط الفريق الوطني ليس صافيا، والضباب كثيف والتواطؤ على هذا الأمر سيضر بمصلحة الأسود حتما ويحيلنا لماض بئيس اعتقدناه ولى وانقضى. بمصادرنا الخاصة وبتجليات الخرجات الأخيرة، يمكننا أن نلمس حالة الفتور التي تميز علاقة رونار بالجامعة، ومعها ما قد يترتب على ذلك مستقبلا من تداعيات وعبر الكرونولوجيا التالية نحيلكم لملامح الهوة والشقاق. إقامة دائمة في داكار كلكم تذكرون المعايير التي اعتمدتها الجامعة تحت مسمى المقاربة التشاركية التي كان فوزي لقجع قد ابتكرها وهو يشرك معه أطيافا إعلامية على سبيل التشاور، لاختيار بروفايل الناخب الوطني، إلى أن استقر الأمر على رونار، ومن بين هذه الشروط الصارمة أن يقيم ربان الأسود بالمغرب وبالرباط في مقام أول مع ترك هامش من الحرية له ليتنقل بين المدن المغربية التي يرتاح لها. وحين بقي الهولندي ديك إدفوكات في سياق الخط المستقيم للترشيحات، رفض لقجع أحد مطالبه وجهر بها في ندوة صحفية في وقت لاحق بعدما اقترح المدرب الإقامة في هولندا والتنقل للمغرب باقتراب مواعيد المعسكرات وتواريخ الفيفا. رونار ظل يتنقل بين الرباط ومراكش ولم يتوان في السفر صوب داكار، إلا أنه خلال 2018 سجل عليه مكوثه بالعاصمة السينغالية أكثر مما استقر بالمغرب. شارك في ماراطونات ومباريات خيرية واستعراضية، وعديد الأنشطة الأخرى التي ظهر من خلالها هناك، وهو أمر لم يكن ليروق لقجع وكتمه في نفسه. ترشيح منافسي الأسود قبل شهرين ونصف بالضبط وخلال ندوة صحفية دعا إليها فوزي لقجع عن قصد، ضمت رونار ومختف وسائل الإعلام الوطنية حرص رئيس الجامعة على تمرير خطاب ورسالة ما بذكاء، وهو على مقربة من الناخب الوطني بقوله: «لا يوجد اليوم لدينا أي عذر كي لا نفوز بلقب "الكان" للمرة الثانية، لا أستوعب أنه لدينا لقب واحد يعود لفترة طويلة ولم تعاينه الأجيال الحالية، بطبيعة الحال "الكان" سنذهب لننافس على اللقب». رونار وخلال مداخلته في نفس السهرة لم يعقب، وحتى خلال مسامرته مع إعلاميين خلال العشاء لم يعترض على ما صرح به رئيس الجامعة، وما إن سافر لداكار حتى دعا أو دعي لحوار صحفي مع «جون أفريك» ناقض من خلاله كل ما صرح به لقجع: «لا أرى أننا في ثوب المرشح للتتويج باللقب، قد نكون حصانا أسود لا غير المرشحان هما مصر الذي يلعب على أرضه وأمام جماهيره وله تاريخ كبير في المسابقة والسينغال التي تضم جيلا مبدعا من المحترفين». وحتى حين إلتمس البعض ظروف التخفيف لرونار، قالوا نيابة عنه أن ما صرح به هو لرفع الضغط عن لاعبينا، جاء الرد قاسيا من الناخب الوطني قبل أسبوع بقوله: «هناك من غضب مما قلته، وأنا أعيد هذا القول لسنا مرشحين، مصر والسيغال الأوفر حظا للتتويج»، تناقض بين عراب الكرة والأجير أمر لا يستقيم مع وحدة الأهداف والتكلم بنفس اللغة. منتخب عالمي واحدة من ملامح العناد يضيف مصدرنا القريب جدا من الناخب الوطني،التي أغضبت الجامعة منه بدليل ما صرح به الناطق الرسمي للجهاز أثيريا: «الأرجنتين ليست من اختيار الجامعة، كانت بوحي من رونار لا نقول هو من حدد الأرجنتين بالإسم لكنه اشترط منتخبا عالميا». تصريح نيبت وهو المحسوب علي صف الإستشارة التقنية داخل الجامعة بقوله: «لم أستوعب لماذا وقع الإختيار على الأرجنتين، هي مباراة بلا مغزى، شخصيا كنت أفضل مواجهة منتخب إفريقي في هذا التاريخ وتجربتي السابقة تزكي قولي»، وبدا ما قاله نيبت منسجما مع توجه الجامعة التي عرضت على رونار مباريات مع منتخبات إفريقية قام برفضها. أصل العناد كما سميته يعود لشهر نونبر، يومها وبعدما فاز على الكامرون وضمن التأهل "للكان" أصر علي استثمار تاريخ "الفيفا" ذلك بمواجهة منتخب عالمي، إلا أن إصرار وليد الجريئ رئيس الجامعة التونسية على تفعيل اتفاقية مع لقجع فرضت عليه التنقل لملاقاة تونس برادس، وقبلها صرح رونار أنه لا يعرف شيئا عن الودية وجاء الرد من لقجع كونه هو المعني بهذا النوع من الإتفاقيات. لعب رونار برادس واعتقدت الجامعة أنه أخرج من رأسه فكرة منتخب عالمي كمنافس في محك ودي، إلا أن المدرب الفرنسي أظهر إصراره على تلبية الرغبة التي يرى أنها مكافأة أو هدية تقدم لما قام به وأنجزه. تبخيس المنتوج المحلي حالة غريبة وفريدة من نوعها ارتبطت برونار، وهو يحضر ل 4 مباريات لأندية مغربية زارت السينغال وعبر فترات متباعدة، وكلما تنقلت هذه الأندية لهذا البلد المجاور إلا وصادف الأمر استقرار رونار في داكار ليزورها في مقر إقامتها. زار بركان مرتين في تنقله لملاقاة جينيراسيون فوت ودياراف وزار الحسنية في مواجهة جينيراسيون فوت والوداد في عصبة الأبطال وهو يلاقي دياراف. هذا الأمر لا يعكس تتبعا لمسار صفوة الأندية المغربية المشاركة قاريا كما يفترض أن يكون، وإنما هو أمر حمل على واقع الإقامة الدائمة والمستمرة بداكار. وضع أغضب لقجع الذي كان من بين شروطه على الناخب الوطني الإهتمام بالمنتوج المحلي لتحفيز اللاعبين على تطوير أدائهم، وغيابه المستمر قتل طموح لاعبي البطولة في الإلتحاق بالأسود مستقبلا. وتحدث مصدرنا عن غياب رونار مثلا عن قمة كروية كبيرة إفريقية أفرزت مستوى تقنيا رائعا بين الحسنية والرجاء ومباراة اتحاد طنجة والوداد في البطولة، أي بين البطل والوصيف، وهو وضع لا يستقيم مع اتفاق سابق وخلالها كان رونار في بداياته يتابع القمم الكبيرة في البطولة وحتى المباريات القارية المهمة، ما يعكس حاليا تجاهله المطلق لمنتوج البطولة والمحليين واعتماده على يصله فقط من تقارير. آخر شالنج وحين تكون جامعة ما أو اتحاد كروي مرتبط بعقد صريح وواضح مع مدرب من المدربين، محدد الأهداف المدة ويأتي هذا المدرب ليتحدث عن مستقبله ويرهنه بتظاهرة أو حدث كروي فهنا يتجلى عمق الإختلاف حتى لا نقول خلافا. رونار وفي تصريحاته الأخيرة ربط مستقبله بالكان المقبل وقال بصريح العبارة: «هو آخر شالنج بالنسبة لي مع المنتخب المغربي، خضنا تحربة سابقة لم تكن ترضيني بشكل كامل لكنها قدمت بعضا من ملامح التطور وتجاوز الإخفاقات السابقة. في "الكان" المقبل الهدف واضح، سنذهب لتقديم مستوى كبير يليق بصورتنا المونديالية في روسيا». ولأن رونار له عقد واضح يمتد حتي 2022، أي مرتبط أساسا بشالنج التأهل لمونديال قطر، ويخرج ليقول أن المشاركة في العرس الإفريقي بمصر قد تمثل الظهور الأخير له مع الأسود، فهنا تتضح الواضحات ومعها يثار الشك والغموض بشأن مستقبل رونار مع عارضة الأسود. عيارات ملغومة منذ تعيينه ناخبا وطنيا، ربطت الصحافة الأجنبية وخاصة الفرنسية منها إبن بلدها بأكثر من منتخب من الجزائر للمنتخب الصيني ومن منتخب الفراعنة لمنتخب السينغال ومرورا في الوقت الحالي بإيران والإمارات. بل أن صحفيا إماراتيا تحدى أن يتم تكذيبه، وهو معلق مشهور تحدث عن وجود التزام أدبي أو ما يسمى بالإتفاق المبدئي بين رونار والمنتخب الإماراتي يتولي من خلاله الثعلب الفرنسي تركة الإيطالي زاكيروني. وعلى عكس ما كان يقوم في السابق بمسارعته لحائطه عبر تويتر للنفي وبصريح العبارة، غير رونار هذه المرة من التكتيك وقدم تصريحات مثيرة عبارة عن عيارات أو خراطيش صوبها في الهواء اتهم من خلالها مقرب من الصحافة المغربية والجامعة بالترويج لكل هذه المغالطات بهدف تأجيج علاقته بلقجع والجماهير المغربية. وحين تبلغ الأمور هذا الحد ونحن على بعد أشهر قليلة من الكان، ويثار هذا التنابز والإيماءات التي فيها تبادل للإتهامات واللمز، فإن القلق يجد له مشروعية في أن يساور الجماهير المغربية بخصوص راهن ومستقبل فريقه الوطني، ومعه حكاية العناكب التي ظلت تعشش في العرين في العهود السابقة وبعض الوصوليين الذين اخترقوه مجددا بشكل أو آخر ومعه حقيقة تحميل المسؤولية أو بعض منها للقجع الذي سمح ببعض التنازلات في هذا السياق.