أوضح الهولندي مارك ڤوت مدرب المنتخب الأولمبي، بأن مواجهة غامبيا ستكون بمثابة محطة إعدادية لدخول إقصائيات الأولمبياد بثقة عالية في النفس، مؤكدا في حواره مع «المنتخب»، بأن الفرصة ستكون مواتية أمام لاعبي البطولة لإظهار كافة إمكانياتهم قبل موعد الحسم شهر مارس المقبل، حيث يواجه الأولمبي المغربي منافسه الكونغولي. ڤوت تحدث عن عدم تمييزه بين اللاعبين المغاربة الممارسين بأوروبا والمغرب، وشدد على قدرة العناصر الوطنية في بلوغ الهدف المنشود بالعبور إلى الأولمبياد، من خلال التحضير الجيد للمنافسة التي يأمل الجيل الحالي من اللاعبين المغاربة التواجد فيها. المنتخب: منذ مدة وأنت تعمل على تجهيز المنتخب الأولمبي، إلى أي مدى إقتنعت بجاهزيتة مجموعتك قبل دخول غمار الإقصائيات شهر مارس؟ ڤوت: لايمكن الحديث عن الجاهزية أو تحديد سقف يمكن بلوغه فيما يخص العمل مع المنتخب الأولمبي، الإشتغال مع هذه الفئة جد صعب ويتطلب دوما الحذر، لأنك تتعامل مع عناصر تلعب كرسمية داخل فريقها وفي الأحيان تجلس على الإحتياط، وقد تتأثر معنوياتها، يجب ان نكون دوما جاهزين للتدخل والإستثمار في الشباب لأنه مستقبل كرة القدم. المنتخب: لطالما عبرت عن إنزعاجك من عدم لعب بعض لاعبي المنتخب الأولمبي كأساسيين في أندية البطولة المغربية، أكيد أن الوضع مقلق؟ ڤوت: الأمر دائما مزعج عندما ترى لاعبين بمستوى محترم لايجدون لهم مكانا في صفوف الأندية المغربية، لا أنكر أن هناك بعض التحسن بالمقارنة مع ماكان عليه الحال سابقا، لكن أتمنى أن يتم الإهتمام كثيرا بالعناصر صغيرة السن مثلما معمول به في أوروبا، فهناك داخل أي فريق لاعبين أو ثلاثة تحت سن العشرين. المنتخب: لهذا السبب ومنذ لحاقك بالمنتخب المغربي ، حاولت الإعتماد كثيرا على اللاعبين المحترفين؟ ڤوت: شخصيا أعتبر حتى اللاعبين الممارسين بالمغرب محترفين، عندما أستدعي اللاعبين الممارسين بأوروبا، لأن هناك عناصر جيدة تألقت مع المنتخب المغربي، مثلما كان عليه خلال الألعاب الفرنكفونية بكوت ديڤوار وكذا في مختلف المباريات الودية التي خضناها داخل المغرب وخارجه. اللاعبون المغاربة في أوروبا من حقهم حمل القميص الوطني، وكل عنصر أراه صالحا وبإمكانه أن يساعدنا اعمل على إستدعائه، نشتغل داخل خلية واحدة، وعندما أتوصل بتقرير عن أحد اللاعبين من مناديب جامعة الكرة أرصد تطور مستواه، مثلما كان عليه الحال في فترة سابقة مع نصير مزراوي الذي يتألق مع أجاكس أمستردام، بعدما لعب مندوبنا في هولندا مارك فان هوف دورا كبيرا في مراقبته، ليلحقه بالمنتخب المغربي للشبان، قبل أن يطور اللاعب من مؤهلاته ويصعد للعب مع المنتخب الأول، فبات واحدا من نجوم البطولة الهولندية. المنتخب: منذ مدة لا تريد القيام بتغييرات جذرية على المنتخب الأولمبي، لماذا الإحتفاظ بالثوابت داخل الفريق الوطني في منظورك الشخصي؟ ڤوت : الحفاظ على الثوابت جد مهم، لأن كثرة التغيير لن تفيدنا في شيء، وستقضي على عامل الإنسجام الذي نعمل عليه طيلة سنوات، لست من هواة تغيير اللاعبين وبخاصة داخل المنتخب، الذي يتطلب الحفاظ على نفس الوجوه من أجل خلق المزيد من التواون في كل الخطوط. المنتخب الأولمبي بالمقابل ليس حكرا على أسماء بعينها، ودائما ما أريد الإهتمام بالعناصر التي تظهر بأن مستواها يتطور. المنتخب: في الأونة الأخيرة أصبحت تظهر في الملاعب لمتابعة المباريات عن قرب؟ ڤوت: عندما لا اكون ملتزما بمتابعة ورصد مباريات بعض المحترفين، أحاول التنقل للملعب، لمتابعة المباليات مثلما كان الحال في ديربي الرباط الأخير، حيث تابعت بوطويل وكذا بنعبيد وباش. المنتخب: تواصل الإعتماد على حارس الفتح المهدي بنعبيد، كيف ترى تطور مستوى هذا الحارس الشاب؟ ڤوت: بنعبيد حارس تطور مستواه بشكل جيد، أثق في مؤهلاته كثيرا، منذ مدة وأنا أعتمد عليه، وعبد الرحمان كرنان يواصل التألق بدوره أعرفه جيدان والحارسين معا تلقيا تكوينا من المستوى العالي. أظن بأنه لاخوف على مرمى المنتخب الأولمبي بوجودهما، والتنافس سيتواصل لما فيه خير للمنتخب المغربي الذي سيكون بحاجة لحارس يتوفر على رد فعل قوي خلال مواجهة منتخب الكونغو الديموقراطية. المنتخب: اللعب مع الكونغو الديمقراطية بقواعدها، وخوض الإياب بالمغرب سيشكل دفعة قوية للعناصر الوطنية بحثا عن المرور للدور الثاني، أليس كذلك مارك؟ ڤوت: من الجيد أننا سنخوض مواجهة الذهاب بالكونغو، يجب أن نخرج بأقل الأضرار خارج ميداننا ونحسم التأهل للدور الثاني بقواعدنا، سنعمل جاهدين من أجل بلوغ مباراة الإياب، وخوضها ونحن بمعنويات مرتفعة أمام الجمهور المغربي، الذي يأمل في متابعة فريقه الوطني في الأولمبياد. المنتخب: لاعبو المنتخب الأول أصحاب السن الأولمبية، هل سيلحقون بمباراة الكونغو الديمقوقراطية؟ ڤوت: لم أجالس الناخب الوطني رونار بعد، العائق الذي يواجهننا هو أنه إذا إعتمدنا على رباعي المنتخب الأولمبي بسن أولمبية، خلال مواجهة الكونغو شهر مارس المقبل، لن نتمكن الإستفادة من خدماتهما خلال شهر يونيو المقبل، في الوقت الذي سيتواجد اللاعبون مع المنتخب الأول، الذي سيكون قد دخل مرحلة التحضير لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019، المهم من كل هذا أننا لا نعاني أي ضغط، وسنلعب من أجل التأهل للأولمبياد كهدف أسمى. المنتخب: خوض العديد من المباريات الودية داخل المغرب وخارجه، أكيد أنه جعلك تقف على نقط ضعف وقوة المنتخب المغربي طيلة الفترة التي أشرفت فيه عليها؟ ڤوت: دائما هناك نقط وقوة، نحن نشتغل بجدية من أجل هدف واضح، الجامعة حرصت على توفير كافة الظروف من أجل أن نكون في أتم الجاهزية، من خلال توفير معسكرات داخلية وأخرى خارجية، لذلك نحرص داخل الطاقم التقني الوقوف على كل كبيرة وصغيرة تهم مستقبل المنتخب الأولمبي. المنتخب: ماهي أكثر الأشياء التي أزعجتك طيلة مسارك كمدرب للمنتخب الأولمبي؟ ڤوت: عندما نتفاهم مع منتخبات إفريقية لإجراء مباريات ودية وفي الأخير تنسحب وكان شيء لم يكن، سبق للمنتخب الغابوني وأن إعتذر عن مواجهتنا بالجديدة، فعوضناه بمواجهة أولمبيك آسفي، وقبل ذلك السنغال. في بعض الأحيان تسطر برنامج وفي الأخير تجد نفسك بإتجاه أخر، لكن مثل هذه الأمور ألفتها وأصبحت معتادا عليها، المهم أنني محاط بأشخاص أكفاء يشتغلون معي داخل الطاقم التقني، أثق فيهم بالنظر للمجهودات التي يبدلونها. المنتخب: كيف تتواصل مع الناخب الوطني هيرفي رونار؟ ڤوت: أتواصل مع رونار بشكل جيد، هو مسؤول عن المنتخب الأول، وأنا أتشرف بالعمل مع الأولمبي المغربي، وشخصيا أنا فخور بأنه أصبح يعتمد على عناصر سبق لي تدريبها، عند عودتي من غامبيا سأنتظر موعد عقد إجتماع لاحق معه، لتدارس الأسماء التي بإمكاني الإستعانة بخدماتها، أظن أن الرجل يقوم بعمل جيد داخل المنتخب المغربي، وأتمنى له التوفيق خلال مشاركته المقبلة في نهائيات كأس إفريقيا للامم 2019. المنتخب: مع إقتراب موعد الحسم بمواجهة الكونغو شهر مارس المقبل، هل تحس ببعض الضغط ؟ ڤوت: الأمور تسير بشكل عادي لحد الأن، لا أحس بأي ضغط هدفي هو تكوين مجموعة قوية، بإمكانها تحمل المسؤولية والتفوق على المنتخب الكونغولي، قبل مواصلة رحلة الإقصائيات، بلوغ بطولة إفريقيا بمصر التي ستكون محطة مؤهلة لأولمبياد طوكيو، يتطلب تظافر جهود كافة اللاعبين، لذلك لن يكون من خيار أمامنا سوى مواصلة العمل بجدية، والتركيز كثيرا في المعسكر الذي سيسبق مواجهة الكونغو بكينشاسا.