ضرب الفريق الوطني بقوة وحقق الإنتصار الثالث تواليا ليعبر متصدرا لمجموعته بالكان، وتمكن من فك عقدة جنوب إفريقيا التاريخية بإنتصار حلو ومفيد بهدف نظيف، على أرضية ملعب السلام بالقاهرة في ختام سعيد لدور المجموعات. الأسود وبعد تغييرات في الحراسة والدفاع دخلوا المباراة بصورة مغايرة عن المباراتين السابقتين، فلم يندفعوا ولم يبادروا للهجوم، ولعبوا منذ البداية بإيقاع هادئ وتكتيك حازم، وبدا غياب الحماس لدى بعض اللاعبين الذين آثروا إقتصاد المجهود، فيما تحلى الخصم بالحذر ونهج خطة مغلقة مع الإعتماد على السرعة في المرتدات والإختراق عبر الأروقة. المحاولات الجادة غابت وغاب معها التشويق والفرجة، وهدد زياش المرمى من ضربة خطأ غير مؤطرة د17 كما سدد بلهندة فوق المرمى د19، وسقط النصيري في ألغام التسلل التي أخطأ حكم الشرط في تقديرها في بعض المناسبات، قبل أن تأتي أبرز وأخطر فرصة للجنوب إفريقي تايوو الذي إستغل تهاون المدافعين المغاربة ليطلق صاروخا كاد أن يهز شباك الحارس المحمدي المحظوظ د34، رد عليه أمرابط بهجمة أنهاها بلهندة بتسديدة في يد الحارس د36، لينتهي النصف الأول بالتعادل الأبيض المنصف والذي عكس مجريات اللعب الحذر وقلة الفرص والمستوى المحدود من الجانبين. بافانا بافانا ضغط مطلع الشوط الثاني وبقليل من التركيز كاد أن يصفع المحمدي ورفاقه بتسديدة خطيرة من قدم الظهير الأيمن لمكيزي د48، ليأخذ بعدها مباشرة الأسود بزمام الأمور ويتحكموا بالطول والعرض في الميدان، بعدما رفعوا نسبيا من منسوب الإيقاع والهجمات. بداية التهديدات الحقيقية كانت برأسية محادية للنصيري د59 تلتها أبرز فرصة لحكيمي إثر تسديدة قوية صدتها العارضة د64، وخان التركيز المهاجم النصيري في إنفراده مع الحارس ليراوغه بنجاح ويهدر السهل د69، كما عاد بعدها بأربع دقائق ليهدد مجددا برأسية أثبتت أن النجاعة تغيب عنه في هذا اللقاء، في وقت تاه فيه حكيم زياش ولم يكن موفقا كصانع ألعاب للمباراة الثانية تواليا. الدفاع المغربي ظل في شبه راحة مع وقوف السقاء البديل آيت بناصر حازما والذي عوض الأحمدي المصاب، وآثر رونار مناقشة باقي الدقائق بهدوء بلا مغامرة ولا مضاعفة المجهود، فأشرك درار وبعده فجر للتنشيط والتنويم وأبقى على بوفال والإدريسي، ومن أول لمسة نفذ فجر ضربة خطأ جانبية أساء الدفاع إبعادها لتصل إلى بوصوفة المتربص والذي أودعها الشباك بسهولة د89، وإنهار الأولاد في آخر اللحظات وكادوا أن يتلقوا الهدف الثاني، ليستسلموا في النهاية لأول مرة للأسود ويتعرضوا لأول هزيمة في تاريخ مواجهتهما، فاسحين لهم المجال للعبور في صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة وثلاثة إنتصارات، في سيناريو نادرا ما حدث للأسود في دور المجموعات بالكان.