كنا نظن أن مباراة النهضة البركانية والزمالك المصري برسم الجولة الأولى لنهائي كأس الكونفدرالية، ستنقضي قاحلة بلا زرع ولا ماء، وسنطوى حزننا الكبير على أن فارس البرتقال "عصر" هذا الزمالك ولكن من دون أن يمنحنا رحيقا، إلا أن من معه لابا كودجو لا يمكن أن يخاف، ولا يمكن أن يفقد الأمل في أن السماء ستمطر برعده وبرقه. لا يمكن أن نعد الفرص التي ضاعت من النهضة البركانية في شوط المباراة الأول على وجه الخصوص، فقد كانت المباراة تجرنا بل تجذبنا عنوة برغم أنوفنا إلى بياض ما كان سيكون مستحقا للزمالك، كما كان الحال في مباراة هذا الأخير أمام حسنية أكادير هنا بأكادير في الدور ربع النهائي، قبل أن ينفجر بركان لابا كودجو في الوقت بدل الضائع. كان معظم لاعبي الزمالك قد تقدموا ب"البلوك" وقد أحسوا أن الوقت يتآكل، بل قد يكون انقضى وهم بالتعادل مبتهجون، وأن لاعبي النهضة البركانية أراقوا آخر قطرات العرق وأتوا على ما في المخزون البدني من طاقة، إلا أنه في هجوم النهضة البركانية كان هناك بركان نائم، بداخله الجذوة ما زالت مشتعلة، كرة تفتك من الهجوم المصري في حدود الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، ترسل على البريد المستعجل للابا كودجو، هذا الأخير يدور كما الإعصار، يوجه كرة في العمق باتجاه حمدي لعشير داخل المنطقة، وهذا الأخير يدحرج الكرة صوب لابا الزاحف كالبركان ليرمي الشرارة وتنطلق الحمم ويحقق النهضة البركانية الهدف الذي قاده لتحقيق الفوز الإستراتيجي الذي لا يمنحه اللقب، ولكنه يمهد له الطريق ليلعب مباراة العودة الأحد القادم بملعب برج العرب بالأسكندرية وهو متمنطق بهذا السبق الذي يعني الشيء الكثير في مواجهات من هذا الطراز. طبعا لا أحد سيقول بأن فروة الزمالك قد مزقت، وأن النهضة البركانية سيبيع هذه الفروة من الآن، ففارس البرتقال يعرف أن لقصة الكفاح بقية، جولة ثانية هناك بالأسكندرية، لابد وأن يفكر فيها جيدا لأنها ستكون أيضا لغما.