يعود برشلونة الى ملعبه كامب نو الأحد بعد خيبة الإقصاء من الدور نصف النهائي لمسابقة عصبة أبطال أوروبا في كرة القدم، مستضيفا في المرحلة السابعة والثلاثين من البطولة الإسبانية الذي حسم لقبه، خيتافي الباحث عن المشاركة الموسم المقبل في المسابقة القارية الأم للمرة الأولى في تاريخه. لكن هذه الأحلام، لاسيما عصبة الأبطال الذي وضعه القائد ميسي هدفا أساسيا في بداية الموسم، تحطمت على المستطيل الأخضر لملعب أنفيلد، اذ قلب الفريق الإنكليزي تأخره الى فوز عريض برباعية نظيفة في مباراة الإياب الثلاثاء الماضي، وشرع باب الاستفهام حول مستقبل فالفيردي. سعى فالفيردي لامتصاص الصدمة وأكد بعد الخسارة أن الفريق سيواجه "بعض الأيام الصعبة في الفترة المقبلة، لكن علينا أن نعود مجددا". وفي مؤتمره الصحافي السبت، قال فالفيردي "نريد أن نخطو خطوة الى الأمام بعد أسبوع صعب (...) الموسم لم ينته بعد، وثمة مباراة مهمة جدا تنتظرنا وفرصة لإحراز لقب"، في إشارة الى نهائي كأس الملك. قدم برشلونة موسما كبيرا فرض فيه هيمنته محليا لاسيما من خلال لحظات سحر ميسي، متصدر ترتيب الهدافين مع 34 هدفا، بفارق كبير عن الثاني، زميله الأوروغوياني لويس سواريز (21 هدفا). لكن برشلونة سيكون أمام امتحان العودة الى حضرة جمهوره مع خيبة الصدمة التي جعلت طموح الموسم يقتصر على ثنائية محلية ثانية تواليا. قبل إعلان غيابه لما بين أربعة وستة أسابيع بسبب جراحة في ركبته اليمنى، كان سواريز قد حض زملاءه على أن يقوموا "بعملية نقد ذاتي أكبر بشأن ما حصل (...) ثمة العديد من الأمور الواجب تقييمها والتفكير بها". أضاف "علينا الاعتذار عن الطريقة التي تصرفنا بها (الأداء ضد ليفربول في أنفيلد) وندرك أن الانتقادات ستطاولنا مجددا الآن"، مؤكدا في الوقت ذاته "نحن بشر ونشعر بالألم" جراء ما حصل. من وجهة نظر برشلونة، ربما باتت الألقاب المحلية ثانوية أمام كأس قارية لم يرها المشجعون في كامب نو منذ 2015، والأسوأ أنهم رأوها في ملعب الغريم الأزلي ريال مدريد أربع مرات في الأعوام الأخيرة (2014، وثلاث مرات تواليا بين 2016 و2018). التقارير الصحافية ترجح أن فالفيردي بات أقرب من أي وقت مضى من الإقصاء، وأن خسارة الكأس لصالح فالنسيا ستصدر بحقه حكما مبرما بالإقالة بعد موسمين على رأس الإدارة التقنية للفريق الكاطالوني. بعد الخسارة أمام ليفربول، رفض رئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو منح فالفيردي طوق نجاة بقوله "نحن متأثرون جدا في الوقت الحالي بسبب الخروج. يتعين علينا رفع معنوياتنا لأن ثمة مباراة نهائية في الكأس. ستكون الأيام المقبلة صعبة على الجميع لكني يتعين علينا رفع رؤوسنا". أضاف "سيتسنى لنا الوقت لكي نفكر مليا بالأمور. للعام الثاني على التوالي، إنها أمسية كارثية"، بعد الخروج المخيب قاريا في ربع نهائي الموسم الماضي أمام روما الإيطالي (4-1 ذهابا، صفر-3 إيابا). ومن حيث لا يحتسب، تلقى فالفيردي جرعة دعم من مدرب الغريم ريال مدريد، الفرنسي زين الدين زيدان الذي قال اليوم إن ما قام به مدرب برشلونة "حتى الآن، قام به بطريقة استثنائية"، مضيفا "لست في موقع القول ما اذا كانت (الانتقادات) بحقه عادلة أم غير عادلة. هو يدرك كيف تسير الأمور في هذه المهنة. لكن لا يمكننا أن نضع موضع الشك كل العمل الذي قام به". المفارقة أن برشلونة يلاقي الأحد فريقا يتعطش لحسم مركزه الرابع محليا، وضمان المشاركة في عصبة أبطال أوروبا بنتيجة موسمه الثاني فقط من العودة الى بطولة الأضواء. واعتبر فالفيردي السبت إن خيتافي ينافس "من أجل كل شيء"، علما بأن الفريق ذا الامكانات المتواضعة (تبلغ سعة ملعبه نحو 17 ألف شخص فقط)، يحتل حاليا المركز الرابع، آخر المراكز المؤهلة لعصبة الأبطال، برصيد 58 نقطة، وبفارق ثلاث نقاط عن فالنسيا الرابع وإشبيلية الخامس. وقال مدرب خيطافي بيبي بوردالاس السبت "غدا سنخوض مباراة ضد فريق كبير"، معتبرا أن خروج برشلونة من دوري الأبطال "لا يعني أن المواجهة ستكون أقل تعقيدا. اذا اعتقد أحد ما أن برشلونة سيقدم أداء دون مستواه المعهود، فهو مخطئ جدا". وتابع "مهما حصل، فريقي حقق موسما يفخر به. قبل أشهر لم يتوقع أحد أن يكون خيتافي في هذا الموقع"، رافضا الحديث عن عصبة الأبطال بقوله "أنا أفكر حصرا بمباراة الغد. عندما ننتهي يمكننا تقييم فرص الفريق". وضمن المرحلة ما قبل الأخيرة التي تقام كل مبارياتها في التوقيت ذاته الأحد (14,30 ت غ)، يستضيف المنافس الأول لخيتافي على المركز الرابع، أي فالنسيا، فريق ألافيس، بينما ينتقل إشبيلية لخوض مواجهة صعبة على ملعب أتلتيكو مدريد الثاني. وض م ن القطب الثاني للعاصمة مركز الوصيف بشكل كبير هذا الموسم، اذ يتقدم بفارق ست نقاط على ريال مدريد الذي يحل ضيفا على ريال سوسييداد ضمن المرحلة ذاتها الأحد، قبل مباراتين من ختام البطولة. وعلى صعيد الهبوط، ينتظر رايو فايكانو وهويسكا معرفة من سيرافقهما الى الدرجة الثانية، مع سعي خمس فرق لتفادي المركز الثامن عشر الذي يحتله جيرونا مع 37 نقطة. لكن ثلاث نقاط فقط تفصل بين خمسة فرق هي جيرونا وبلد الوليد (17 مع 38 نقطة)، بينما يتساوى رصيد ليفانطي (16) ووفياريال (15) وسلطا فيغو (14) ب40 نقطة لكل منها.