التاريخ ولخْواض المهندس حسن واحد من الآباء البيضاويين الذين ابتلاهم الله بابن مجنون بأحد الغريمين البيضاويين. وعلى عكس أغلب الآباء لم يتدخل في اختيارات ابنه أشرف، ولا أثر في هوى الطفل الذي يتهيأ ليصبح قريبا مهندسا ملاحيا، حيث لم يحدد له من قبل فريقا بعينه حيث هو أصلا ماعندوش مع الكورة، فهو لا مع هادو لا مع هادوك. وكثيرا ما يتساءل غاضبا أو ساخرا: واش الوداد والراجا كيعطيوني الخبز؟ غير أن هذا لا يمنعه من الحديث مع ابنه عن الكرة، وأحيانا يتلذذ بمشاكسته. فهو يعرف مدى ارتباط أشرف بعشق النسور، فغرفته بطلائها وأثاثها واكسسواراتها كلها خضراء، مع صورة عملاقة مركبة لفريق الرجاء البيضاوي تختزل التاريخ المضيء لهذا الفريق الكبير انطلاقا من موسم 95 96، وهي السنة التي بلغ فيها أشرف المرحلة التي يبدأ فيه أي طفل الاهتمام بمتابعة مباراة في كرة القدم وبالتالي التعلق بفريق ما. في مساء الأربعاء الماضي، وبعد الساعة السادسة بقليل حيث كان الأب جالسا أمام الشاشة، طلب أشرف من أبيه التحول إلى قناة الرياضية لعل هناك إشارة إلى مباراة الجيش بمعشوقته الرجاء التي ستنطلق بعد ساعة ونصف. حمل حسن التيليكوموند، ولم يجد على الشاشة غير رجل لم يثر اهتمام الولد لأنه لم يعرفه، فكاد أن يخرج لولا أن أباه طلب منه الجلوس للإنصات إلى هذا الرجل لأنه أحد صانعي مجد الرجاء العالمي. وأكد له أن هذا الرجل هو الذي أعطى الانطلاقة الحقيقية للرجاء. أشن وسميتو أبابا؟ واش هادا هو البّير جيكو؟ لواه يوسف بن تاشفين. واش كتعرف الأولمبيك البيضاوي؟ لا. وجلس تتفرج، القراية مزيانة. كان الحاج عبد اللطيف العسكي يستعيد بخفة دم مثيرة جزءا من تاريخه الطويل كعاشق كبير لفريق الرجاء، وكرئيس كبير لفريق الأولمبيك البيضاوي الذي ارتبط به حد التوحد. غير أن كثيرا من البياضات ونقط الحذف تخللت إجابات الرجل الذي راهن على فطنة محاوريه لملئها، لأنه يعرف أنهم يعرفون تفاصيل الأحداث والمواقف التي عنها يسألونه. إيلا كانوا هوما بخمسة عارفين، وحنا آشنو ذنبنا باش ما نعرفوش آش طرا؟ ظلوا يستدرجون ضيفهم لعل الناس يسمعون الحقائق على لسانه هو وليس على لسانهم هم. وأكد له محاوروه أن بوحه هو مطلب شعبي وتاريخي لصيانة ذاكرة الكرة الوطنية. مزيان، وانتوما آش كتديروا؟ فإذا كان عبد اللطيف العسكي في تردده يخاف من زلة لسان قد تعصف بعلاقاته الودية مع مسؤولي الرجاء بعد هذا العمر الطويل، فمماذا يخاف الأربعة الكبار؟ يالله، نوض أسي بدري والسي بلعيد والسي السالمي وحتى السي بدر الدين وكتبوا لينا هاد التاريخ وديروا فينا خير. اللي ليها ليها. جميل أن يتم الاحتفاء بالتاريخ من خلال من صنعوه، لكن ضرب الطم على أحداث مهمة خشية أن تكشف عورة الكثيرين هو جريمة في حق هذا التاريخ. أرجوكم، اجعلوا برنامجكم وثيقة تاريخية حية صوتا وصورة تنحاز إلى التاريخ بعيدا عن إرضاء الخواطر؟ من غيركم على قناة الرياضية قادر على كتابة تاريخ الكرة والرياضة بهذه البلاد؟ واش نتسناو ولد شهيبة وولد المراكشي حتى يكبروا عاد يبداو يأرْخو؟ حشوما. خاص الرجاويين أولدي يردوا ليه الاعتبار لهاد العسكي. إيوا أبابا، راك سمعتي الرئيس عيْنو مستشار ديالو. إيه، وراه حتى فخر الدين مستشار ديال الرئيس. هادي هي شاورو ولا تدير بريّو. عندك الحق. وكاين الخواض أ السّاط.