مالو حتى هو؟ عاد الهدوء إلى مدينة الحسيمة بعدما عاد الوداديون إلى الدارالبيضاء، وعاد حسن الحريري إلى رشده بعدما عاد إلى الرباط، لكن العافية ما زال شاعلة في لانترنيت.. فمباشرة بعد توقف مباراة شباب الريف الحسيمي ضد الوداد الرياضي إثر اندلاع موجة شغب بين «المحسوبين « على جماهير الفريقين، اندلعت عنصرية كريهة على المواقع الإلكترونية بين «المحسوبين» على المغاربة.. ويبدو أن هذه النار ستزداد اشتعالا مع مرور الأيام ما دامت تجد من ينفخ فيها كلما أوشكت على الإنطفاء.. فالألفاظ القاسية التي يتبادلها «المحسوبون» على الريف مع «المحسوبين» على الداخل أكثر شراسة من كل الحجر الذي تهاطل في ملعب وشوارع الحسيمة، وما يتم تداوله من تعليقات على الأنترنيت أكثر وحشية مليون مرة من كل ذاك العنف الذي شهدته تلك المواجهة الكروية، «اللهم حجرة بدمها أو لا كلمة بسمها».. فكيف يمكن لمباراة في كرة القدم أن تفجر كل هذه الأحقاد الصغيرة بين أبناء الوطن الواحد؟ واش انت غادي تدير راسك في الدراري اللي كيشاطيوا في السيبير؟ راه ما عندهم عقل. بحالهم بحال اللي كانوا في التيران.. الدراري كيبردوا غدايدهم في الكرة. وفي لانترنيت بعدا ما معروفش شكون اللي كاتبين التعاليق، يقدروا يكونوا من الجزائر أو من البوليزاريو وداخلين بسمية المغاربة. وعلاه اللي كانوا في التيران معروفين؟ راه يقدروا يكونوا من فرقة أخرى ولابسين التوني ديال الوداد ولا ديال شباب الريف. يجب أن ينتبه المغاربة إلى أن الأنترنيت هو الوطن المثالي لخفافيش الظلام الذين يتجولون فيه بأسماء مستعارة وبكامل الحرية.. إن أعداءنا من غير المغاربة يستعملون هويات مغربية مزورة كي يشعلوا الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.. ومنهم من يحمل إسمين مختلفين في نفس الموقع، واحد ريفي وآخر بيضاوي، فيتفنن في انتقاء أشد الألفاظ قسوة كي يتبادلها مع نفسه ليثير حفيظة البيضاويين الحقيقيين، ويستفز الريفيين الحقيقيين. وما يحدث في الأنترنيت يقع في المدرجات، فليست هناك لحد الآن أية طريقة علمية للتأكد من هوية المتفرجين الحقيقية، ماشي الهوية اللي في لاكارط ناسيونال، بل هوية الإنتماء الرياضي، حيت ماشي كل من لْبس توني أحمر ودادي، وماشي كل من لبس برودكان كحل راه عسكري بمعنى، أن كلمة «المحسوبين» التي نستعملها هكذا فقط بحكم العادة، يجب أن تجد لها مكانا في قانون العقوبات، فلا يعقل أن يحرم جمهور «حقيقي» يقدر بالآلاف من مشاهدة فريقه بسبب شغب قام به بضعة مشجعين مقرقبين وكاعيين على الوضعية، أو بضعة مشجعين «مزورين» قد تجندهم أية جهة باغا الغرق لذاك الفريق. واش كتدافع على الوداديين؟ راه حسن الحريري قال ليك الوداديين هوما السبب في الفوضى. واش اللي بقى النهار كلو يهلل بالسيد الوالي غادي تيق فيه؟ واخا، وما سمعتيش إلياس العماري آش قال على الجمهور ديال الوداد؟ إلياس العماري ديال البام اللي كان شحال هادي مناضل؟ مالو حتى هو؟ نافذة يقدروا يكونوا من البوليزاريو وداخلين بسمية المغاربة