ديربي بيضاوي بكشكول منوع رحل غلام ولم يرحل أكرم، هذا هو الإستثناء الوحيد ضمن كشكول بعشرات صور المحاكاة و«المعاندة» عملا بمقولة «دير ما دار جارك »، ومباشرة بعد الخدمة العسكرية الشهيرة التي إصطاد من خلالها رشاش العسكر نسر الرجاء ليسعد بطة الوداد، ولغاية اللحظة تسنى لنا تتبع فاصل غريب من فصول أقرب لديربي الأجوار قبل أن يحل أوانه بعد نحو شهر من الآن وإليكم بعض من تجليات الصورة الكربونية التي تستنسخ داخل قلعة القطبين في السراء كما في الضراء وفي الذكاء كما الغباء: بشرنا أكرم بقدوم خواندي راموس وتنقل لأجل ذلك لمدريد قبل أن يزف لنا في نهاية المطاف خبر التعاقد مع مدرب برازيلي تجاوزه ركب الممارسة بكثير قال أن الغاية من التعاقد معه هي عصبة الكبار القارية، وقبل أن يرحل قبل أن تحين ساعة هذه المنافسة، واكتفى بوضع ساعات حمراء «جوطابل» على معصمه في حفل وداع أظهر أن كيل الوداد يكيل بمكيالين لأنه قبل هذا لم يجرؤ ويبادر لتكريم الزاكي الذي ترك الفريق على سكة اللقب، و«كرَّمه» بطريقة خاصة جدا، في وقت كان حنات يجالس ميشيل وعلى طاولة مكتبه مجسما لنسر الخضراء وتعاهدا على إحياء الذي مر وانقضى من ليالي الأنس، كان آخرها غزل قطن الكاميرون سنة 2003 وليرحل ميشيل بعد رحيل سانطوس بأسبوع، كما تعاقدا معهما في نفس الأسبوع، وهذا أول ديربي خسراه معا ولا وجود لغالب فيه. دخل الوداد والرجاء مولد كأس العرش الفضية وهما يضعان خصمين لا قياس مع وجود الفارق معه في الجيب الصغير، قبل أن يتجرعا معا مرارة المقلب الكبير بأن غرقت البطة في قاع سبو وأسقط محاربو فضالة نسر ميشيل في قلب الدار، وكانت النكاية مزدوجة على الكبيرين معا (الوداد في العشر الأوائل لرمضان والرجاء في العشر الأواخر منه)، وهذا ثاني ديربي خاضاه عن بعد ونالا خلاله صفر نقطة.. رحل البوصيري الرجل المحرر أو الترموميتر الأخضر كما يلقبه أنصار الرجاء عن القلعة الخضراء بعدما فطن بحاسة الخبير والمجرب الذي عركته السنوات في المستطيل الأخضر على أن الموس سيكون أسودا في بدايته، و«الموسم» الخاص ببيع وشراء اللاعبين في الصولد الكبير، سوق يخلف وراءه غبارا لا طاقة لرئىس بعثة النسور لأول كأس للعالم للأندية بالبرازيل طاقة به، وكان صك الإتهام لدى مناوئي وأعداء البوصيري أنه محسوب على صف «أصحاب الكتاب الأخضر» وبصفة مشوش فوق العادة تنحى عن طريق حنات وصقوره المسالمين. ليرحل بعده بشكل مختلف هذه المرة طاسيلي الوداد وهو يحمل في صحيفته عشرات الإتهامات أهونها منخرط بدرجة «مشوش» وأكثر وقعا «محرض على الفتنة»، ومن يعرف السجال الذي طبع كواليس الغريمين بين البوصيري وطاسيلي سيتوصل إلى أن هذا ثالث ديربي مشترك وهذه المرة تعادلا فيه (وبالأصفار طبعا). أدب الرجاء سعيد فتاح، فعنف الوداد اللويسي، غَرّم الخضر السليماني مع كفالة غليظة بتهمة الإخلال بالواجب فنحى أكرم نفس المنحى وزاد جرعة التغريم ملايين إضافية على أجدو لنفس السند. أتهم الصالحي بالتخاذل، فكان نصيب بيضوضان تهمة أٍقوى «التآمر» على الوداد، قبل أن يعلو صك الإتهام ليطال المباركي وينال صفة «متواطئ ضد الإمبراطورية» بعد جزاء ضائع لعب الحظ لعبته فيه. وليكون واقع حال الكبيرين متشابها فيما يخص حالة الإنفلات والخروج عن النص، للاعبين بعقارب دماغ زائغة بعض الشيء لا تقيم لعواقب الأمور وزنا، وهذا ديربي آخر بطعم التعادل، وبالأهداف وليس سلبا.. لعبت الرجاء ضد تمارة والحسيمة بما يفوق 40 ألف مناصر، فحضر نفس الحشد لقاء الوداد ضد الجيش وقبلها ضد الكاك ، وحين تم إحصاء غنيمة المداخيل تناهى لعلم الرئىس أن «الروسيطة» المعول عليها بالكاد تكفي لسداد أجور ورواتب الحكام، المنظمين ورجال شرطة الملعب والمرفقات الأخرى، والجاني يحمل صفة «سالت» مع سبق الإصرار والترصد، وهذا ديربي يزكم الأنوف وباتت أسطوانته معروفة لدى الخاص والعام بالمركب والنواحي، في ديربي مخسور بالقلم لكلا الطرفين.. صرف أكرم كعادته ما يفوق المليار في سوق الإنتدابات فقرر حنات «طحن» المليار ومائتي مليون التي تركها غلام في الصندوق الأخضر بعد أن أخرج « العكرب» الذي ظل راقدا فيه طوال الولاية السابقة، فاستبدل 14 لاعبا دفعة واحدة داخل صفوف الوصيف الذي ظل على الدوام رافدا للإمداد وليس ساحة استقبال، والنتيجة وافدون بلا إضافة داخل الفريقين، اللهم جيفرسون بالحمراء وكوني بالخضراء والبقية نجحت في شيء واحد، هو إحياء الفتنة الراقدة بخصوص التفاوت في سلم المنح والأجور.. ديربي الملايين هذا نتيجته ما زالت لم تحسم لغاية الديربي الفعلي بعد شهر من الآن في نزال الطرفين المرتقب. الموسم الماضي صنف موقع الديربيات العالمي، ديربي البيضاء الأول على مستوى تقديم الفرجة بالمدرجات بعد اللوحات «الكوليغرافية» خارقة للعادة كما رصدتها كاميرات القنوات الناقلة وليس لقيمة ما تم تقديمه تقنيا فوق بساط الملعب، واليوم وعلى ضوء ما يطبع تدبير شأن القطبين من إرتجال تخبط وعشوائية الأكيد أن الديربي القادم سيكون بخصوصيات أكثر تميزا، فقط حلاوة الديربي كانت ستزداد لو كان الزاكي حل برحاب الرجاء واختار فاخر المصير الأحمر.