في إعتقادي الشخصي وتقييمي المتواضع فأنا أمنح ومن الآن شخصية أو مسير السنة لعبد الإله أكرم رئيس الوداد البيضاوي لإعتبارات موضوعية تكفل للرجل الأحمر، الذي من فرط عشقه لوداد الأمة وللونها الأحمر المميز، لا يتردد في الوفاء لربطات العنق القانية الرامزة لهذا الهرم الكروي الكبير، وبين الدخول المرتعش والخجول لرجل طوق نفسه وهو يقتحم الميدان بسياج من الحرس جعله في أرخبيل معزول عن الإعلام والمحيط وبين إنسيابية الإندماج والتفاعل مع مختلف الأحداث وبتزامن زمني متقارب سنتوصل لماذا يستحق أكرم التتويج الرمزي الذي خصصته به· أولا، سيشهد التاريخ لأكرم بأنه دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد جرد عدد الديربيات التي خاضها في ولايته وخاصة في فترة قصيرة جدا، فترة جعلت إسم الرجل يطفو للسطح كصانع للحدث ومثير للجدل وعنوان اللحظة البارز، وإليكم بعضا من نماذج الديربيات التي خاضتها وداد الأمة تحت إمرته خلال المدة القصيرة المنقضية·· منها ما خرج منها مظفرا ولو بعسر هضم ملحوظ ومنها ما خسر فيها جولة في إنتظار تتمة المعركة، ومنها من ما زال لم يحسم ودخل الأشواط الإضافية· أبرز ديربي حظي بخاصية العالمية كان الديربي الذي خاضه ضد الفيفا وهو يصبح زبونا دائما لجهاز بلاتير الذي كان كل مرة يبرق له فيها فاكسا بالبنط العريض يقول له فيه >قضينا ببطلان الدعوى لعدم الإختصاص< مرة مع منقاري والثانية مع رفيق والثالثة مع بلخضر ومارتيمو البرتغالي دون ذكر ديربي ماركوف المشهور، والنتيجة خسارة أكرم لجولة في هذا الديربي بإستخلاص رخص اللعب المؤقتة لغاية التدقيق في دفوعات الفارس· والديربي الثاني مخالف للأول وهذه المرة بصيغة >العقوق والجحود< مع أبناء أعطوا للفريق، وحين أجبروا على الرحيل وجدوا رهن إشارتهم وثيقة أخرى موازية تجبرهم على التوقيع بإخلاء الذمة من السداد اللاحق، فتعهد الطالبي بالقول أنه أمسك الملايين وهو الممسك أصلا عن الكلام ومعه أمسك السعيدي >الريح< ونال عدوة >الضبابة< وعلى هديهم سار من فرض عليه الواقع خيار الرحيل· وبالموازاة مع هذا كان أكرم يدبر سجال ديربي مغاربي بنكهة بهجاوية وضد منافس يرتبط بشراكة التوقيع والألوان الخضراء مع الغريم الرجاوي وهو الأهلي الليبي في قضية أحمد أجدو والتي دخلها من الظاهر مع فريق الساعدي القذافي ومن الباطن كان يتوجس من أن يكون محرك خيوطها الشقيق المتواجد بمركب الوازيس فكانت فاتورة الديربي 180 مليون سنتيم للاعب ساد الإعتقاد أولا أنه هدية السماء قبل أن تثبت الوقائع أن كان وبالا على الجيب والميزانية· ولأنه إستأنس أجواء الديربيات العربية ما زال أكرم ينسق من منطلق المصلحة المشتركة المجهز عليها رفقة الترجي التونسي لإستخلاص نصف مليار عالق بذمة الإتحاد العربي جراء بلوغ نهاية كأس >البوكيمون< التي تنبأنا سابقا بدخولها رفوف التاريخ المنسي، وما إن جاءت الإشارات المطمئنة بقرب الإنفراج حتى عادت السماء لتتلبد فوق رأس أكرم بديربي آخر خارج التوقعات، ديربي يستحق أن يدون بحبر ومداد الأسف على ما آل إليه البيت الودادي من تشرذم حين دعاه >الطيب< الفشتالي لسداد المليون درهم الذي بذمته لصالح المكتب المديري بالأداء المعجل، ورغم الإصرار تارة والإلتماس أحيانا أخرى الذي أبداه أكرم لرئيس وداد الأمة السابق لإعمال >نضرة إلى ميسرة< بإعتباره معسرا، ولغاية حسمه الديربي العربي ونصف المليار فإن الفشتالي يريد كسب الديربي الودادي الودادي لصالحه دون النظر لما دون ذلك، وقبله بأسبوع تحالف أكرم وعموري لربح ديربي آخر ضد أكاديمية محمد السادس على خلفية تحويل مسار ناشئة محسوبة على مدرسة الأحمر لصالح الأكاديمية، دون أن يفتش الرجل المأخوذ بحماسة اللحظة ما يعنيه نزاع من هذا الشكل وبعواقبه اللاحقة، ودون العودة لديربي الموسم الماضي مع العاشيري والجامعة، ختمها أكرم بديربي من نوع خاص مع تلفزيون عين السبع >القناة الثانية< ومع لجنة البرمجة بشكل ضمني، معتبرا توقيت الثالثة زوالا ليوم الأحد الذي أجمعت الأعراف أنه التوقيت المثالي للتتبع والمشاهدة مضرا بمصلحة فريقه وفيه >كسر لعظامه<، وكان سيحسب لأكرم هنا لو تحلى بالشجاعة وأعلن إستقالته من >الأغلبية< أي الجامعة لينخرط في >المعارضة< كما يفعل أي وزير ديموقراطي لا ينتاغم مع الأداء الحكومي فيبادر إلى الإستقالة وإعمال المعارضة بوجه مكشوف وليس >بدوبل كاسكيط<· ألا يستحق على ضوء هذه الديربيات غريبة الأطوار أن يتوج أكرم بلقب مسير السنة؟ فقط هو سؤال نابع من واقع الحيرة التي يخلفها كل هذا الإسهال الحاصل بخوضه لهذا الديربيات في فترة وجيزة·· ماذا أعددت يا أكرم للديربي الحقيقي ضد روماو ونسوره، وماذا لو خسرته أيضا؟ مجرد سؤال؟