بات رئيس الوداد البيضاوي عبد الإله أكرم بين نارين: إما قبول استقالة نائبه وذارعه الأيمن داخل المكتب الأحمر علي بنجلون، وإما التخلي عن المدرب بادو الزاكي، الذي كان قد دخل مساء يوم الاثنين الماضي في مشادة كلامية تطورت إلى تشابك بالأيدي مع بنجلون، الذي يرأس في الآن نفسه اللجنة الرياضية. ولم ينجح حفل العشاء، الذي أقيم على هامش هذا الحدث ليلة الثلاثاء، في تذويب الخلاف بين الطرفين، وإن كان قد حمل بعض الدفء إلى البيت الودادي، وأعاد العلاقة إلى سابق عهدها بين المدرب بادو الزاكي والطبيب الفريق عبد الرزاق هيفتي، الذي تقدم باعتذار على خلفية تصريحاته الأخيرة لقناة الرياضية، والتي أكد من خلالها أن الزاكي هدم عملا تم بناؤه طيلة عشر سنوات. وغاب علي بنجلون عن حفل العشاء، رغم المساعي الذي بذلها عدد من أعضاء المكتب المسير، الذين حاولوا جاهدين ثني المسير الوداد عن قراره. وفي اتصال هاتفي مع الجريدة أكد بنجلون أنه لن يتراجع عن قراره. وقال «استقالتي لا رجعة فيها، قبلوها أم لم يقبلوها. الملف انتهى بالنسبة إلي. لن أعود مجددا إلى التسيير، لأن الزاكي قال لي بالحرف:«انت ما كتعرفش تسير. سأظل محبا للوداد وعلى رأس مشجعيها». ومن تداعيات هذا الحادث إقدام الرئيس، وحسب مصادر ودادية، على إعفاء محمد الباتولي من مهامه داخل الفريق الأحمر، دون تقديم تفاصيل إضافية. لكن الباتولي نفى في اتصال هاتفي أن يكون قد توصل بأي إقالة، مشيرا إلى أن مصلحة الوداد إذا كانت تقتضي رحيله، فإنه لن يتردد لحظة واحدة، ولن ينتظر إلى أن يتخذ قرار بإعفائه من مهامه. وألمح إلى أنه ظل على اتصال برئيس الوداد إلى ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء - رغم أنه لم يحضر حفل العشاء- دون أن يبلغه بأي قرار من هذا القبيل. وغاب عن حفل العشاء، بالإضافة إلى الباتولي و بنجلون، كل من الحارسين نادر المياغري وكريم فكروش والمهاجم مصطفى بيضوضان. وتؤكد مصادر مطلعة داخل الوداد، أن الفريق بات يعرف انقساما واضحا، حيث يبرز إلى الساحة تياران، يتواجد على رأس أحدهما شخص بات يحكم سيطرته على كل الخيوط، ويحاول جاهدا التخلص من كل مقرب من الرئيس حتى يخلو له الجو، في انتظار وصوله إلى منصب الرئاسة. وتضيف مصادرنا أن الرئيس عبد الإله أكرم يحاول قدر المستطاع تهدئة الأوضاع وطي الخلافات، حتى يحافظ الفريق على مساره في مشوار البطولة، التي يضع لقبها ضمن أولوياته، بدليل أنه نظم حفل العشاء من أجل بداية صفحة جديدة، لكنه لم يوفق في مسعاه إلى حد بعيد، بعدما فضل نائبه الانسحاب من التسيير.