>عْمّْرْ موكا ما تولي طير حر<، بهذه العبارة تحدث موظف المقاطعة الذي وقع بالأختام على إحالة أرمومن من ضفة لوازيس لمحطة بنجلون، لسوء حظ الموظف المسكين أنه كان يحمل تعبئتين، الأولى تعبئة الحب الرجاوي الأعمى الذي قاده بعد الظهيرة للحظة الصادمة، حين دخل طاسيلي مرفوقا بالنسر الرجاوي الذي اقتنصه الرشاش الودادي في لحظات القيلولة التي يحبذها البوصيري، والتعبئة الثانية تخص >الدوبل روشارج< الذي كان يوم الأربعاء المنصرم في آخر لحظات الصولد المطروح بسخاء من طرف أحيزون، وليشغل ما تبقى له من رصيد ليعمم إخبارية السوء على كل رجاوي يقدر معنى أن يبلس أرمومن الأحمر· سأل صديقنا الموظف المسكين بالمقاطعة رفيقا آخر له يشترك معه في الولاء للأخضر، لا أصدق أن أرمومن الذي ظل يحمل تحت قميصه شعار >رجاوي وبيخير< قادر على أن يتنكر لعشقه، للعش الذي احتضنه، فأجابه الثاني لا يوجد هناك عارض يمنعه لأني رأيته يضع قميصا آخر تحته بشعار >دومالي وبخير<، وختم معه قبل أن تدعوه الرسالة النصية لتجديد رصيده بأن أرمومن "كان سورسي<، لأنه أصلا عبر عن استعداده ليلعب مع من يدفع أكثر، وذكره بصدمة جمهور المكانة، حين كان اللاعب يلعب بألوان العسكر· ما فعله أرمومن قسم الشارع البيضاوي المحايد وقليلون هم المحايديون في "كازا نيكرا" بين مؤيد لخطوة اللاعب ومعارض لها، لأنه بانتقاله للوداد يكون قد أشغل نار الديربي قبل أن تبدأ المواجهة الفعلية في البرمجة الغيبية >نسبة لغيبي< لاحقا· وما فعله أرمومن جعل طاسيلي المهزوم بالنقاط في مباراة الملاكمة الشهيرة التي أدارها حكم تونسي "بيسطاد دونور< ضد جودار، يثأر وهذه المرة في الوزن الثقيل ضد طايزن آخر يبدو أن انتقاد غلام لتدبيره صفقة طنبير أفقده البصيرة، ففاز حسني هذه المرة بالكاو وينتظر من أكرم أن يوشحه بالحزام الذهبي بعد انتصاره في معركة الكرامة· حمى الإنتدابات هاته جعلت "المحرك الحراري" الموضوع في المطارات لقياس درجة حرارة زوار المغرب تتوجه لحيث يوجد مقر الناديين البيضاويين تأهبا لارتفاع درجة حرارة أي طرف، وقد تؤشر على أنفلونزا خنزيرية سوف تقتضي من "جاسمين" توفير العدد الكافي من اللقاحات لمن هم مهددون بفقدان المناعة إزاء الغارات الودادية المتلاحقة· فأجدو الذي يعرف الكل أنه ظل يحسب الدولار الذي تحصل عليه بفندق الهيلتون ذات يوم بعد أن انتقل للعب بالجماهيرية الخضراء "رزمة رزمة" كما قال عادم إمام في بخيث وعديلة، كان مستعدا وهو في طريقه السيار متجها صوب الرجاء ليجس نبض الوداد ويستبدل "الكلْمة" بدراهم معدودة في ميزان الوفاء، لذلك شرب الصحفيون الذين حضروا مأدبة غلام الذي ظل يصيح في وجه البوصيري >والله ما نزيد فرنك لواحد< المقلب وأعلنوا بالبند العريض >أجدو يدخل القلعة الخضراء الرجاوية< واكتفوا بالقول حين وجدوا علبة هاتفه الصوتية ترد لعل المانع خيرا، في وقت كان إبن سبعة رجال قد هيأ علبة أخرى لجمع 60 مليون الودادية، وليلحق بركب الزاكي ووليداتو وليؤشر على هزيمة ثانية للرجاء في الديربي السابق لأوانه· خرج أحد الموالين لفصيل الوينزر ليقول >أو ليس الوداد يعتبر معقلا لمناصري الريال والصويري والرجاء موالون للبارصا، لذلك نهج أكرم سياسة بيريز وغطى على فشل إدراك الثلاثية بضم الأسماء اللامعة فلا فرق بين كريستيانو وأيت العريف وبين أجدو وكاكا وأرمومن وبنزيمة إلا بالتقوى<، قبل أن يجيبه صديقه >بغيت لك اللقوة<·· تفتحت شهية طاسيلي والوداديين وقالوا أن البادي أظلم، وهو يستحضرون كيف أن الرجاء فتحت أحضانها للاعب بلخضر رغم علمهم أنه بلحمر وهو لاعب محسوب على الوداد، فقرروا شن هجومهم في التوقيت المناسب لزلزلة الغريم يومان قبل الجمع العام الرجاوي، في انتظار حسم صفقات أخرى جعلت فرائس موزير ترتعد وأرغمت البوصيري على عد لاعبيه كل ليلة كما يحرس حارس الثكنة على إحصاء جنوده كي لا ينقص واحد منهم· هنا سينشط أهل القصاص ويطالبوا بسياسة السن بالسن وسيمارسون ضغطهم على غلام لطرد العقارب السامة التي تنشط في جيبه "فالناطق الناكر" للجامعة يجد متعة في سياسة الإدخار الموروثة والتي يحمل جينات ناذرة في عروقه تزكيها، ويستلذ بأن يدخل للجمع العام ليقول لكل >إن فائض الفريق هو في حدود المليار<، طبيعي أن يحدث هذا لأن من لا ينفق أكيد أنه يدخر والعبرة بالعكس· فرح الوداديون بفوزهم بالديربي على الرجاء في صيف رهنوه لأجل التنكيد على صديقنا البوصيري، وفي غفلة من أنفلونزا الصراع هاته كان العربي كورة يواصل فصول فتوحاته بتحويل إتجاه اللاعبين في الطريق السيار لقلعة العساكر، بدأها مع جواد المكناسي ثم اللعبي السلاوي وختمها ببويزكارن الخريبكي وهنا سيضحك صديقنا الموظف بالمقاطعة >حكرتوا علينا حنا شوفوا العسكر<، ناسيا أن إسهالا حادا سيعرف طريقه للاعبي العسكر صوب الرجاء في إطار ما يعرف بأنفلونزا الإنتقالات والإنتدابات·