فرقة بابا عاد إلى أرض الوطن في حفظ الله ورعايته المدرب الوطني محمد فاخر قادما من تونس، عاد بعدما كاد أن يُسطّيه البحث عن مدرسة أمريكية لأولاده هناك، وبعدما سطّى هو جمهور النجم الساحلي التونسي بخطته الشهيرة، وسطّى اللاعبين بتشبثه بالمعد البدني. وخلال الساعات القادمة أيضا سيحط بأرض الوطن في رعاية الله المدرب الوطني مصطفى مديح قادما من قطر، سيعود بعد أن كعّاه شيوخ الوكرة حين سرحوا لاعبين كوّنهم، ولم يعوضوهم بآخرين، وبعد أن كعّاهم هو بدوره بهزائمه الأخيرة التي جاءت بعد عطاء طيب دام سنتين تقريبا. يجب أن نفرح جميعا بعودة مدربين كبيرين بحجم مديح وفاخر إلى بطولة المغرب، لكن يجب أيضا أن نحزن قليلا بسبب ما تعرضا إليه في بطولات البراني. إن عملية إرجاع السي محمد والسي المصطفى إلى بلدهما بهذه الصورة تكشف إلى أي حد لا يحترم الآخرون رموزنا. فقد أعطينا للتونسيين أكثر المدربين المغاربة تتويجا بالدوري المغربي، وعندما قادهم إلى الصدارة، طردوه. علاش؟ قال ليك أسيدي التوانسة خاسرين اللعاقة مزيان باش يصنعوا فرقة واعرة، وفاخر كيقلب ليهم على التعادل بلعابة معطوبين؟ باينة غير ما حملوهش وصافي. أما القطريون، فقد أعطيناهم مديح ومن لا يعرفه ، كون فريقا محترما، وعندما خانه الحظ في ثلاث مباريات، أقالوه ولم يطلقوا سراحه بعد. فالطيارة التي ستقله إلى الدارالبيضاء مازال مخدمة الفرفارة كتسنى فيه حتى ياخذ «مأذونية الخروج»، ولن يتسلمها كما هو معروف حتى تتم تصفية ذمته هناك. ولهيه ما يصَفّيوا الذمة للواحد حتى يصفّيوا ليه الدم. ياربي، بعد أن تبهدل منتخبنا، وتبهدلت فرقنا، هل جاء الدور على مدربينا لينالوا نصيبهم من الذل والبهدلة؟ واش حنا ما كنبهدلوش المدربين؟ ياك روجي لومير دّا كاس أوربا وكاس إفريقيا، وملي جبناه، ندّمناه. إيه، وبدا الفاسي الفهري يغني ليه: «وغير سير ف حالك، غادي نجيب ربعة بحالك». وهاداك هنري ميشيل اللي لعب شحال من مونديال، آش داروا ليه الرجاويين؟ إيه، ودوسانطوس ذّا شحال من كاس قارية، وفي اللخر جرّا عليه واحد ما عمرو مس الكورة في حياتو. هل هي عادة عربية أن يعامل الرؤساء مدربي الفرق بهذه الصورة الخالية من كل لباقة؟ حين يتم التعاقد مع مدرب كبير (مديح، هنري ميشيل، فاخر، دوس سانطوس... مثلا) يتم استقباله بالأحضان، ويلتقون به أمام عدسات الكاميرا، فيفرعون رؤوس العباد بإنجازاته الباهرة وووو. لكن، بعد كم مباراة، يصبح هذا المدرب أول المطلوبين، ويتم الإجتماع به في المكاتب المغلقة، ويتعرض إلى التوبيخ من مسيرين أكثر واحد فيهم عندو علاقة بالكرة كانوا ولاد الدرب ملي كيلعبوا شي ماتش كيوقفوه هو في البوطو، زعما حارس مرمى. ثم تجد جلسات التوبيخ هاته صداها في المدرجات بسرعة قياسية، حيث يسمع هذا المدرب الكبير يوم المباراة من الصفير والشتائم واللعنات ما يزعزع ثقته في نفسه، حتى كيولي داخلو الشك في راسو: «واش أنا بصح مدرب؟» تماما كما حدث مع فتحي جمال الذي دفعه الضغط الممارس عليه بالجديدة إلى أن يستسلم للإكتئاب والشك، حتى ظل يسأل نفسه: «واش أنا بصح هو اللي وصلت للدومي فينال ديال مونديال الشباب؟» وكيفاش الزاكي ما بقاش سينا مع الوداد؟ كيقولوا بلي حفيط ولد أكرم جا عند الرئيس وقال ليه: «بابا، أنا ما كنعشقشي الزاكي». ومال حفيظ ولد أكرم سوقو؟ واش كاين هو في المكتب؟ آش دخلو في الوداد؟ إيوا، ما تنساش، راه فرقة باباه. من المستحيل أن تتداخل مصالح الأسرة بمصالح فريق لكرة القدم ولا تقع الاصطدامات والمشاكل. لأن حب الأسرة الصغيرة يكون مبنيا على الأنانية، لكن حب الفريق يتأسس على نكران الذات. ولهذا السبب، لا ينظر الوداديون بعين الرضا إلى الحضور الطاغي لحفيظ أكرم سواء على أرض الميدان أو في وسائل الإعلام. ويتساءلون: آش كيدير هادا هنا؟ ثم يشيرون إلى أنه ليس عضوا بالمكتب المسير، ورغم ذلك يبدو أكثر تأثيرا من كل أعضاء المكتب في اتخاذ القرارات الحاسمة. قد يدافع المؤيدون لوجوده عنه باعتباره مستشارا شخصيا للرئيس، لكن، هل الرئيس ينصت إلى رغبات حفيظ باعتباره مستشارا فعليا له أم باعتباره ابنه الصغير اللي ما باغيش يخسّر ليه خاطرو؟ مرة مرة كيبرزطو: «بابا، جيب ليا خواندي راموس. بابا جرّي على الزاكي. بابا، جيب ليا السلاوي. بابا، الطاسيلي عيّرني..». ثم إن أي رئيس يتبع رغبات أبنائه سيكون حتما مصيره الجنون، لأن رغبات الأبناء متقلبة ولا تستقر على حال: «بابا، جيب ليا هنري ميشيل. بابا، جرّي على هنري ميشيل. بابا جيب المهدوفي. بابا جرّي لي على المهدوفي. بابا...» أجي، أجي. واش انت كتدوي على الوداد أو لا على الراجا؟ عليهم بجوج. السي حنات حتى هو كيدير برأي ولادو. وعلاه حنات عندو شي ولدو معاه في المكتب؟ حنات قلبو كبير، جمهور المكانة هوما ولادو. نافذة بابا، جيب ليَ السْلاوي