الجمهور لا يرحم يا رئيس أتذكر فيما كان يصرح به علي الفاسي الفهري بعد تعيينه رئيسا للجامعة، وذلك في خرجاته القليلة كون أن المنتخب المغربي ما هو إلا ورش من الأوراش التي أخذت على عاتقها الجامعة الجديدة بسطها على أرض الواقع، وبالتالي لا يهم التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، قلنا وقتها أن المنتخب المغربي يبقى من الأولويات التي يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار، بل هو المرآة التي تعكس حال الكرة، لأن مسارها رهين بالنتائج التي يحققها.. والواقع أنه تفاجأنا أن لا يعطي المسؤولون عن الشأن الكروي الأولوية للمنتخب الوطني، بل حتى في قضية اختيار المدرب الجديد والإنتظار الطويل الذي طال تعيينه.. المسؤولون كانوا يعتبرون أن الأمر هو أكبر من اختيار المدرب، بمعنى أن هناك مشاكل جمة يجب أن يوجد لها حلا يسعون إلى تذويبها لضمان إقلاع كروي جيد. شيء جميل من المسؤولين أن ينتبهوا إلى أن هناك مشاكل وجب التصدي لها وإيجاد حل لها، مشاكل تتمثل أكثر في التكوين والتأطير والعمل القاعدي والبنيات التحتية وغيرها من العراقيل التي تشكو منها الكرة المغربية وما أكثرها، لكن المؤسف أن يجهل علي الفاسي وحاشيته مدى الوزن الذي يحظى به المنتخب الوطني ووقعه المؤثر على كرتنا ومشاعر جماهيرنا، وأي تداعيات جديدة يمكن أن تفرز الإخفاقات والنجاحات، أما أن تجهل جامعتنا ما معنى أن التعادل مع منتخب إسمه إفريقيا الوسطى يحتل المركز 202 في تصنيف الفيفا، وتجهل ما معنى أن تعود الآلاف من الجماهير خائبة من الملعب وهي التي حضرت للمباراة بكثرة رغم ثقتها الكاملة أن هناك أشياءً لا ترام تحاك بطريقة هاوية داخل عرين الأسود، أن تجهل جامعتنا مع معنى أن تتناقل قصاصة الأنباء الدولية تعادلنا المخيب أمام منتخب متواضع رغم ما نتوفر عليه من (نجوم) تلعب بأكبر الأندية الأوروبية، أن تجهل الجامعة والمسؤولون مدى الألم الذي انتاب كل مغربي تابع المباراة سواء داخل بيته أو في المقاهي التي لم تسلم من الخسائر جراء المستوى المستفز الذي ظهر به المنتخب المغربي، وأخيرا أن تجهل الجامعة والمسؤولون بأن المنتخب المغربي هو مرآة كرتنا ومنتوجنا الذي يجب أن نسوقه بالخارج في صورة جيدة، فهذا أمر يجب النظر فيه بتمعن. وعندما أعود إلى ما سجله المنتخب المغربي في الفترة الأخيرة، أقول وأؤكد أن الجامعة هي من تتحمل المسؤولية الرئيسية للنكبات الأخيرة وليس المدرب لأنها هي من راحت تستجدي مدربا متعاقدا مع فريق آخر، فكل الخطوات التي قامت بها تبقى فاشلة بدليل النتائج المحصل عليها. ويكفي ذكر خطأ اختيار أربعة مدربين دفعة واحدة دون جدوى، ثم وضعية المدرب القادم الذي ارتبطت به الجامعة رغم أنه قيد عقد مع الهلال السعودي.. أكرر دائما وأقول أن الكرة لأبنائها وأصحابها ولمن يعرف خباياها، وباعتقادي الشخصي أن العالم الإقتصادي لا يمكنه أن يحل أزمة كرة القدم، لأن مجاله هو الإقتصاد، وكذلك السياسي يستحيل عليه أن يحل أزمة الكرة لأن مجاله هو السياسة، وهلم جرا كل يجب أن يشتغل في مجاله. ولأن لكرة القدم جمهور واسع وشغوف من أبناء الشعب ، فقد كان على الجامعة أن تجد السبل لإسعاده بتحضير منتخب في المستوى لا بالأخطاء التدبيرية والتسييرية، أخطاء تنم على أن المسير إذا كان يفتقد إلى «الحرفنة» في تدبير لعبة الكرة لا في الفيزياء أو الإقتصاد لا يمكنه أن ينجح في مهامه الكروية، وجامعتنا الجديدة أكدت ضيق نظرتها وضعف لمستها في غياب الإحترافية للتعامل مع واقعنا الكروي، والأكيد أن علي الفاسي الفهري يندب حظه لأنه وجد نفسه محاطا بأعضاء يفتقدون إلى الحس الكروي لا علاقة لهم باللعبة، يدبرون قضايا كرتنا بمنطق الأرقام والنظريات وتجارب العجم، لذلك فالجمهور لا يؤمن إلا بالنتائج ولن ينتظر أن يأتي الدور على ورش المنتخب المغربي، لأن الجمهور لا يرحم وهو الذي أعيته وسئم النكبات والمهازل، ويهمه أكثر من أي شيء المنتخب الوطني.